ط
مقالات بقلم القراء

الصداقة الحقة والصديق الصدوق في زمن المصالح بقلم/ مسيو أحمد الصعيدي

الصداقة الحقه شيء جميل ندر وجوده اليوم وسطنا في مجتمع غلبت فيه المصلحة الخاصة عن المنفعة العامة.

حتى اننا اصبح الكثير منا يسخر عندما يجد صديق مرتبط بصديق ومخلص له ونسمع عبارات السخرية والتنمر

( شوف صاحبك .. صاحبك عمل .. صاحبك قال … بلغ صاحبك … مهو صاحبك .. وهكذا…)

ففي هذه الايام

تسير بنا الحياة في زمن متقلب لا يثبت على حال.

مرة نجد أنفسنا في غنى ومرة في فقر.

احياننا نجد أنفسنا في سعادة وأخرى نجد فيها الحزن والألم . فالحياة تمضي ونلتقي بأناس بعضهم من يبقى في حياتنا .

وآخرين نبحث عنهم فلا نجد لهم عنوان .

فمن يتمسكون بنا ويبقون علينا هم من يعرفون معنى الصداقة الحقيقية ويعلمون انها كنز ونعمة من الله .

وهي عملة نادرة تبحث عنها كثيرا حتى تجدها .

أن الصديق الحقيقي ليس ذلك الذي نمرح ونضحك معه

بل هو الذي تجده بجوار ليساعدك عند شعورك بالألم والضيق

يواسيك فى همك.

وهو الذى تجده في فرحك اول من يبارك ويهنى وهو الذى ينصح عند الخطاء بالابتعاد

وعند الصلاح بالتقرب .

الصديق الحق هومن يأخذ بيدك لعمل الخير ويضرب على يدك عند الوقوع في الاخطاء.

ولذلك وجب علينا الاختيار الصح

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

‏عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال:

المؤمن مرآة أخيه ، إذا رأى فيه عيبا أصلحه) .(

والصداقة الحقيقية مسؤولية مشتركة بين الاصدقاء.

ولا يمكن أن تبنى على طرف واحد أبدا بل تزرع فيها بذور المحبة والتعاطف و التضحية والدعم والتواصل والتسامح.

وان يخاف كلا الطرفين على الاخر من الاذى وان يدافع عنه

. كما يدافع عن نفسه

وربما يكون الصديق اخ لم تلده امك.

وما اجمل صداقة النبي بأبي بكر رضى الله عنه حتى ان القران وصف صلة ابو بكر رضى الله عنه

بمحمد صلى الله عليه وسلم بالصاحب

( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) فقال تعالى

ولكن لا يمكن للصداقة الحقيقة والصادقة أن تنجح الا اذا بنيت على أساس قوي وثابت عماده اتفاق القلوب والنفوس

على المحبة والمودة والاحترام والوفاء والحكمة والثقة .

وأهم شيء الوفاء بحيث لا تكون صداقة مصلحة أو منفعة تنقطع بانقطاع الفائدة.

الصديق الصدوق هو الذي لا يعرف في تعامله معنى لأي غدر أو كذب أو خيانة أو نفاق.

,ولكننا للأسف نلتقي بأشخاص يتعاملون معنا لأن لهم منافع خاصة حيث تبقى صداقتهم قائمة ومستمرة ما دامت المنافع جارية واذا انقطعت تلك المنافع انقطعوا عنا.

هؤلاء من نطلق عليهم ((أصدقاء المصلحة))

لأنهم يتعاملون بأنانية مغلبين مصالحهم على معاني الصداقة والانسانية .

هؤلاء من يجب علينا أن نكون حذرين في اختيارهم أصدقاء لنا .

نبحث في دواخلهم ونفوسهم لنكتشف حقيقتهم فجواهر الأخلاق لا تكشفها الا المعاملة وكما يقول ابن المقفع

صحبة الاخيار تورث الخير وصحبة الاشرار تورث الندامة)).))

وعلينا أن نكون على يقين أن الصادق لا يلتف حوله الا الاصدقاء الصادقون والمخلصون أما اولئك من يرتدون أقنعة النفاق سرعان ما تسقط تلك الأقنعة وتزول ثم ينكشفون على حقيقتهم,

الإنسان يُوزن بميزان مَن يُخالطه قال أحد الصالحين:

(إذا كنت في قوم فصاحب خِيارَهم .. ولا تصحب الأردأ فترْدى مع الرَّديِ)

ولعل من أفضل العبارات التي تبين شكل الصاحب والرفيق عبارة الإمام ابن الجوزي

ينبغي أن يكون فيمن تؤثر صحبته خمس خصال

(أن يكون عاقلا حسن الخلق غير فاسق ولا مبتدع ولا حريص على الدنيا)

ويختم ابن الجوزي رحمه الله تعالى فيقول

(ومن اجتمعت فيه هذه الخصال كلها فإن صحبته لا ينتفع بها في الدنيا فقط بل ينتفع بها في الآخرة ).

والله سبحانه وتعالى يقول: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}.

الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم يبين لنا

أن أفضل الأصدقاء عند الله أفضلهم لصاحبه

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو بنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِه)

و يوصى مشايخنا بحسن اختيار الصديق.

ويقول الاثر( اختار الصديق قبل الطريق)

ويقول البابا شنودة في الصديق قوله

(صديقك هو قلبك الثاني يتألم لألمك هو الذى يحس بنفس

. من اعماقه شعورك

ويفرح لفرحك من اعماقه.

هو رصيد لك من الحب , ورصيد من العون, وبخاصة فى وقت الضيق .لا يتخلى عنك.

ما اجمل قول سليمان الحكيم فى سفر الجامعة

(اثنان خير من واحد)

اكرمنا الله واياكم حسن اختيار… الصديق الصادق.. وكفانا واياكم شر الصديق المنافق… الخبيث صاحب المصلحة.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى