الوصية.
ملخص رواية الوصية
مسابقة الرواية
عرفات سعيد عادلي محمد
ت/01281844660
_
مرت إثنتا عشر عاما منذ توفي والد زينب- مغدورا به من أبناء عمومته، حجازي وشمندي- وعادت هي بعد أن حصلت على ليسانس الحقوق؛ لتخضع لحكم العادات والتقاليد في مجتمع الصعيد؛ فتجد نفسها مطالبة بالأخذ بثأر والدها، وتنفيذ وصيته، والحصول على الكنز الذي لن يصل إليه أحد، ولن يفتح إلا بدمائها.
مع أحداث الخامس والعشرين من يناير، وحادثة إقتحام السجون.. هرب شمندي؛ وراحت المشاهد تتوالى أمام عينيه، كيف أنقذ حجازي من الحفرة التي سقط فيها هو وعمران والد زينب واتفاقه مع حجازي على قتل الرجل، وتقسيم الكنز بينهما، وكيف غدر به حجازي، واستولى على التماثيل الثلاثة التي عثروا عليها، بعدما إدعى حجازي إصابته بالإغماء- بعد مشاجرة بينهما على تقسيم الغنيمة،ضربه فيها شمندي بحجر على رأسه- واستغل خوفه من أعوان حجازي الذين يحيطون بالمكان .
رأى شمندي أنه الأحق بالنصيب الأكبر، فلولاه ما خرج حجازي من الحفرة العميقة، ولعله كان الآن في عداد الأموات.
لم يزل يذكر ،كيف سكت حجازي، وكيف استدعاه ليأخذ نصيبه، وكيف تم القبض عليه، بعد أن خدعه بتماثيل مقلدة، وحقيبة دولارات مزيفة، وألقى به في السجن لسنوات.
بداخله بركان يغلي، ينتظر فقط رؤية حجازي ليثور، ويقذف بحممه ليحرق، ويبيد من خدعه ورماه في السجن.
أحكم حجازي خطته وأعدها إعدادا جيدا، ساعده على ذلك هؤلاء الأفندية بقوتهم، ونفوذهم، وفكرهم !
ومن الواضح أنه أراد أن لا تقوم قائمه لعائلة شمندي مرة أخري؛ بعد أن قتل كل رؤس العائلة وشبابها، وبسط يده على أرضهم، ووضع قوانين جديدة لهذا النجع؛ و كل من يرضى بهذه القوانين يبقى؛ ومن لم تعجبه لا يمكنه الاعتراض، وعليه المغادرة !
الكل اعتلاه الحزن والسأم، فبعد رحيل شيطان، أتى كبير الشياطين !
قررت زينب إصطحاب ابن خالتها حمدلله لمقابلة الشيخ محمد الشاهد على قتل والدها والموكل بفتح المقبرة وتنفيذ وصية عمران. فيعدها بالمساعدة لكن بعيدا عن القتل والدم مستعينا في ذلك بإبنه الضابط إيهاب،وحكى لها كيف هرب من مطاردة حجازي وشمندي له ليفتح لهم المقبرة بعد أن هربتها والدتها لتعيش في القاهرة عند أحد أقاربهم لتحميها من غدرهم، وكيف استطاع إقناعهم بذهابه لإحضار نوع خاص من البخور ليساعده في فتح المقبرة، لكنه هرب بإيهاب وعمل على تربيته وتعليمه ليبتعد عنهم.
قرر إيهاب مساعدة زينب في تنفيذ وصيتها، والحفاظ على ممتلكات الدولة في نفس الوقت؛ فاتفق مع زميله سمير على أن يتعاونا معا؛ للإيقاع بحجازي فقد أثبتت التحريات أنه ذكي، ولئيم يتاجر في الآثار، ويسخر من ينقبون له عنها؛ هذا بالإضافة لتجارة السلاح،والعملة.
إلا أن كل هذا يحميه غطاء… شركة الإنشاءات التي يملكها ويتاجر من خلالها في العقارات، وغسيل الأموال، يسانده في ذلك رجال أعمال ومسئولين كبار.
استطاع سمير أن يصل لشمندي، ويعرف العداء الذي يكنه كل منهم للآخر، وكيف أوقعه حجازي وزج به في السجن؛ فيطلب من إيهاب مساعدته للوصول لشمندي؛ ويعرض عليه ملف القضية المحكوم عليه فيها بالسجن؛ ليكتشف إيهاب المفاجأة؛ وأن شمندي هو المسجون الذي ساعده بعد اقتحام السجن في أحداث الثامن والعشرين من يناير عندما أصابه طلق ناري في فخذه وكاد أن يفقد حياته.
يصل إيهاب لشمندي بعد مواجهة بالسلاح بينه وبين حجازي في مسقط رأسهم وراح ضحيتها عدد كبير من شباب العائلتين؛ ويتفق معه أن يتعاونا معا للإيقاع بحجازي.
وبالفعل يطلب حجازي من رجاله إحضار شمندي بأي ثمن، وفي مقابلة بين حجازي وشمندي حذره الأخير من استمرار الحرب بينهما؛ خاصة بعد عودة زينب للبلدة، وعزمها أن تأخذ بثأر والدها وتفتح المقبرة؛ سخر حجازي من فتاة ضعيفة كتلك أنى لها أن تواجهه؛ لكن شمندي نبهه لضرورة الوصول لها والحفاظ عليها؛ فمقبرة الكنز مرصودة على دمها لن تفتح الا في وجودها.
يجلس حمدلله على أحد المقاهي، وتأخذه الحماسة وهو يتحدث مع أحد أصدقاؤه ممن يجالسهم؛ وتنتهي بمشادة بينهما ويتم القبض عليهما تحري؛ واقتيدا للمركز؛ فتذهب زينب مسرعة بصحبة صابحة خطيبة حمدلله للإطمئنان عليه؛ فتجده صابحة وقد أصيب بإعياء فتخرج لشراء بعض الطعام والعصائر وتغيب جدا؛ في الوقت الذي تتلقى فيه زينب إتصالا من شمندي ليقابلها وإلا لن ترى صابحة مجددا.
يطمئنها سمير؛ ويطلب منها الذهاب لمقابلته؛ فيتوعدها بالقضاء على صابحة إن لم تحضر الشيخ محمد، ويساعداه على فتح المقبرة؛ في الوقت الذي يكتشف فيه حجازي أن شمندي خدعه؛ ودل رجاله على صابحة بدلا عن زينب؛ ليستولي على الكنز وحده؛ فيقتله في أول لقاء بينهما.
استعان سمير وإيهاب بالتسجيل الذي أجراه سمير لشمندي وهو يهدد زينب ويعترف فيه بخطف صابحة لصالح حجازي؛ فيجدا أنه الوقت المناسب لمهاجمة حجازي والقبض عليه.
إصطحب إيهاب زينب معه في خطة الهجوم على فيلا حجازي ومكان إختباؤه ورغم التنبيه عليها بعدم مغادرة السيارة إلا أنها وجدتها فرصة لتأخذ بثأرها من حجازي؛ فأخذت سلاحا قد نسيه إيهاب في سيارته وقررت البدء بشونة التبن ليس للبلدة إلا الحديث عنها وأن حجازي يقيد فيها من يخالفه ويقوم بجلده؛ وبالفعل تسللت إليها لتجد صابحة مقيدة لأحد أعمدة الشونة وتلتقي عيناها لأول مرة بقاتل والدها وقد إختبأ كثعلب عجوز مذعور خلف أجولة التبن فتحرر صابحة وتطلق عليه النار وتفر هاربة؛ ولا تستطيع الرد على أسئلة إيهاب ولومه لها لمغادرتها السيارة رغم تنبيهه عليها.
لم يكن ” ايهاب ” يريد أن يفقد ” زينب ” أو يدخل في جدال ، هناك أمر واحد، أن المجرم ” حجازي ” كان عرضه للموت بأي طلق ناري ، الآن لا يهم ، يكفي ما أزهق من أرواح أبناء بلدته وأبناء الشرطة بسببه.
اتصال هاتفي بين إيهاب وزينب في وقت لاحق يتفقا فيه على زيارة سمير في منزله والتعرف على زوجته.
سلوى.. باحثة في العلوم الإنسانية، حصلت على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة،لكن طموحها لم يتوقف، فحصلت على درجة الماجستير، وتستعد الآن لمناقشة رسالة الدكتوراة، أحبت سمير وتزوجته؛ فقد ربطت أسرتها، وأسرته علاقة صداقة قديمة،سمير هو الداعم، والمشجع لها؛ لتكمل دراستها.
اتفق إيهاب مع زينب أن تصطحب سلوى معها في دراستها الميدانية التي ستجريها في قرى ومراكز محافظة قنا.
وخرجوا جميعا، زينب، وصابحه، وحمدلله، لتبدأ جولتهم. لفت نظر سلوى، ما طرأ على ملابس النساء في الصعيد من تغيير، دخول الفضائيات للبيوت وخروج البنات للتعليم والعمل، تغيير الموضة جعل بنات وسيدات الصعيد تهجرن الملاية اللف والحبرة.
وصلوا لمنزل ريفي بسيط، إستقبلتهم سارة بوجهها الطفولي البريء، لا تعرف لماذا قرر أبوها ألا تكمل تعليمها. ودون ضجيج تستسلم لما يبدو قدرها الذي لا فكاك لها منه، أو لعلها لا تعرف أصلا مسارا آخر، يمكنها أن تتخذه في حياتها، بخلاف مسار أختها وزميلاتها، ومن قبل أمها التي هي ضحية وجلاد، فقد وافقت على أول شخص تقدم للزواج من ابنتها رغم صغر سنها.
وفي منزل تلك السيدة، المعروفة في البلدة بطيبتها، وعطفها على أطفال الحي؛ تحرص رغم ضيق الحال، أن تملأ جيبها بالحلوى؛ توزعها عليهم كل صباح، مشهد الأطفال يلتفون حولها؛ يتعلقون بثوبها؛ ينادونها “أمه سيده” حكت كيف حرمها أخوتها من ميراثها يرون أن زيارتهم لها محملين باللحم والفاكهة حقها الشرعي وزيادة؛ حرمت من الإنجاب لحاجتها لعملية جراحية لم يستطع زوجها تحمل تكاليفها، تركوها تقتلها الحسرة وهي تنظر لأبناء أخوتها.
بدعوة من إيهاب إلتف الجميع حول طاولة العشاء بأحد المطاعم؛ وهناك جمعتهم الصدفة بعبير وهي زميلة زينب في الجامعة حصلت على ليسانس اللغة العربية وتعمل بالتدريس.
تم التعارف وأبدت عبير سعادتها بسلوى وبموضوع رسالتها،ووجدتها فرصة لتحكي لهم أن السيدات في قرى الصعيد على وجه الخصوص لا تستطعن ممارسة أي نشاط ثقافي او إجتماعي بعد المسافة يجعل مشاركتهم صعبة وتقتصر على بنات المدينة أكثر. انصرفت عبير بعد أن دعتهم جميعا لحضور حفل زفافها.
اتفقت سلوى وزينب على الذهاب في اليوم التالي لإجراء بعض اللقاءات في مركز وقرى نجع حمادي؛ واعتذر حمدلله وصابحة عن الذهاب معهم؛ والدته مريضه ولابد من الذهاب بها لمستشفى المركز؛ رفض حمدلله تكرار تجربته مع الوحدة الصحية في قريته فقد دفع أخوه الصغير حياته نتيجة الإهمال ونقص الإمكانات؛ مات بلدغة عقرب ولم يجد طبيبا يسعفة ولا مصلا يقيه فعل السم.
في اليوم التالي إصطحب إيهاب زينب وسلوى في رحلتهم لنجع حمادي ترك له سمير تلك المهمة ليتيح له التعرف على زينب ويقترب منها أكثر.
بحفاوة بالغة، استقبلتهم “إيمان” وشقيقتها في منزلهما. فتاتان في أواخر العشرينيات حاصلتان على مؤهل جامعي.
تجسد قصة ” إيمان” شكلا آخر من أشكال القهر الذي تتعرض له النساء هنا، تحديدا أولئك المنتميات إلى قبيلة ” الهوارة” التي تبدو تقاليدها أكثر صرامة ، وتمتد عائلاتها عبر محافظات مختلفة في الصعيد، وهم يمثلون نسبة معتبرة من سكان القرية، إذ ترفض هذه العائلات تزويج بناتها من خارج القبيلة، بل الأكثر من ذلك، أن فرع “الهمامية”، أحد أفرع هذه القبيلة، وهو الفرع السائد هنا، يفرض على البنت أن تتزوج من الفرع نفسه، أي لا بد أن يكون الخاطب “هواريا هماميا” كي يوافق على طلبه.
وأتي يوم زفاف عبير صديقة زينب وحرصوا جميعا على حضوره؛ الزينة تنير الشوارع والسيارات وحتي النخيل بأضواء ملونة راقصة ، المزمار البلدي والطبول يتراقص على أنغامها الصغار والكبار ، ساحة واسعةنصب فيها مسرح كبير، تزينه الورود وسعف النخيل، الحركة مستمرة لضيوف العرس الذي حرص صاحبه أن يكون ليلة من ألف ليلة وليلة .
استقبلهم أخو العروس وأجلسهم في الصف الأول كما طلبت عبير منه، التفت الجميع لصوت المزمار البلدي يصحبه دخول شاب في مقتبل العمر يمتطي فرسا أبيضا ظهر بكامل زينته، يتهادى على أنغام المزمار، يوجهه فارسه بمهارة تارة وهو على ظهره وتارة أخرى وهو يسير بجانبه ممسكا بلجامه.
فجأة تتعالى أصوات الزغاريد وتدق الطبول وتتوهج المشاعل مع دخول موكب العرس، وابل من الطلقات النارية إبتهاجا بوصول العروسين، استمر حتى وصلوا لمكانهم على المسرح.
هدأت الأمور قليلا وعاد الفارس ليتصدر المشهد يلتف حوله مجموعة من الشباب يرتدون الجلباب الصعيدي المميز، كل يحمل عصا من الخيزران يؤدون بها رقصة مميزة ثم تتعالى الطلقات مع دخول أفواج المهنئين، ثم سقط الفارس فجأة مضرجا في دمائه وساد الهرج وتعالت الصيحات وانقلب الفرح مأتما؛ رصاصة طائشة من أحد المهنئين تصيب الشاب في مقتل دون ذنب جناه؛ دفع عمره ثمنا لعادات بالية.
ينتهي حفل الزفاف بتلك النهاية المأساوية ويعود الجميع؛ ليجدوا زحاما في الطريق المؤدي لمنزل الشيخ محمد؛ دخل إيهاب بسيارته وبصحبته زينب، وسلوى، وسمير وسط دهشتهم من هذا التجمع البشري منزل قديم من دور واحد، أمامه ساحة واسعة، تحيط به أشجار الموز والنخيل، وتمتد الزراعات حوله في مشهد بديع، فرشت الساحة بالكامل بالحصير وافترشه الناس في حلقات من الرجال والنساء، يجلس الشيخ محمد على مصطبة أمام المنزل بجلبابه الأبيض وشاله ومسبحته الكبيرة في يده، أمامه مائدة وضع عليها أوراق وأقلام وحبر، يخطط ويكتب يطوي الأوراق بطريقة معينه معروفة “بالحجاب”.
جلسوا جميعا بجوار الشيخ على المصطبة يراقبون ما يحدث ويستمعون لشكاوى الناس وتعليقاتهم وترامى لأسماعنا بعض العبارات :
_ شيخي جالي في المنام وعاوز فراخ وبط.
_ الواد يا مولانا ملبوس وبتجيله حالة صرع وبيتخشب.
_ جوزي كارهني ومش بيحبني وعاوزة أعمله عمل عشان يرجعلي.
_ قالي هربطك ومش هتقدر تقربلها.
_ المقبرة عليها حارس عايز صبيه زينة لاجل يرضى.
منذ علم الناس بقدوم الشيخ محمد تجمعوا كل منهم يريد منه حلا لمشكلته مما أغضب إيهاب وأثار فضول سلوي لتسجل ظاهرة الدجل والسحر في رسالتها ووضح لهم الشيخ محمد أن
الدجال شخص يطلب المال قبل العلاج، ويطلب شئ من ملابسك، أو يسأل عن إسمك وإسم الأم لاستخدام الجان، أو يطلب بخور معين غالى جدا، ولا يوجد إلا عنده فقط بقصد الإستغلال، أو يطلب أن تذبح حيوان معين بلون معين، وهو لا يستخدم القران فى العلاج ولكن يستخدم بعض الكلام الغامض واستخدام التمائم والعقود وفتح الفنجان وفتح المندل وغيرها من أدوات الشيطان والشرك بالله.
صرف إيهاب هذا التجمع بطلق ناري في الهواء وأعلن أمام الجميع أن الشيخ محمد لن يعود للعمل في هذا المجال بعد اليوم، فقد كان الغد موعدهم لفتح المقبرة واستخراج الكنز المزعوم.
لم تكن المسافة للمقبرة طويلة، ربما من فرحة زينب بما وصلت له ، أو ربما لأنها الخطوة الأخيرة التي ستزيل ثقل الوعد من على كتفها، وكتف أمها ، وتريح أبيها في قبره .
بدأ الشيخ محمد قراءة القرآن بصوت واضح، ومسموع ، ثم خفت صوته ، استمر لمدة عشر دقائق في قراءته،
نزلت زينب بعد ما قرأت الفاتحة وآية الكرسي، أخرج الشيخ من جيبه “مطواه ” جرح إصبعها؛ وأخذ الدم؛ وكتب به كلمات غير مفهومه علي باب ” المقبرة “.
كانت فكرتها أن تخرج الشيخ محمد من المقبرة ،حتى تكتمل خطتها ،ويستطيع حمدلله تنفيذها وهي دفن بعض القطع الأثرية الصغيرة ، في تراب المقبرة من الداخل، وقد كان لها ما أرادت.
ثلاث سيارات شرطة وعربيتين ملاكي وعدد كبير من رجال الشرطة أحاطت المنطقة ، يتقدمهم إيهاب ،الذي أمر مسئول الآثار بالتعامل ، ثم لوح لزينب بيده على ناصية من هذا التجمع الرهيب و عيناه كلها لهفة ، وشوق ، ودهشة !
إقترب إيهاب من زينب خطوتين حتى أصبح قبالتها ونظر مباشرة في عينيها حاولت تفادي نظراته وإشتعلت وجنتاها خجلا لكنه لم يدع لها مجالا للهرب فقرر مصارحتها بحبه ورغبته في الزواج منها.
إنتهت مراسم حفل الزفاف، أحاطها فيها إيهاب بعطفه،وبعد دخولهم غرفة الفندق المحجوزة لهم لقضاء شهر العسل،رأته وقد تبدلت ملامحه يتصرف بقلق وتوتر كأن أمر ما يشغله!!
إقترب منها حتى شعرت بحرارة أنفاسه، وأخبرها أن حجازي ما زال حيا؛ اتفق إيهاب مع حمدلله ، ليحميها كان يتوقع أن تفكر في شراء سلاح بمجرد وصولها الصعيد ، فأخبر حمدلله أن زينب ستطلب منه سلاحا و تستغل أي فرصة لتأخد ثأرها من حجازي حتى لو سجنت !
في البداية لم يقتنع حمدلله إلا بعد أن علم برغبة إيهاب في الزواج من زينب.
المسدس الذي أخذته من سيارته كان مجرد مسدس صوت حتى القنابل مجرد قنابل غاز، وقد سهل لها المهمة لتنزل من السيارة وتذهب للشونه وتم وضع بقع الدم على جبهة حجازي مستغلين حرصها على التنفيذ وخوفها وتمت الخطة بنجاح واعتقدت أنها قتلته، لكنه ما زال حيا ويتم التحقيق معه على ما ارتكبه من جرائم قتل وتجارة آثار وسلاح وعملة وبهذا تكون قد أخذت بثارها بدون ساعة حبس واحدة.
وأن الرجال الذين طاردوها هي وصابحة وأطلقوا عليهم النار لم يكونوا إلا رجال البوليس تم زرعهم في صفوف حجازي لحماية صابحة وزينب.
أما القطع التي أرادت من حمدلله أن يبعيها ، واعتقدت أنه باعها وقبضت ثمنها، فقد سلمها فعلا حمدلله لإيهاب الذي سلمه ثلاثة مليون جنيه تسلمتهم زينب منه، لكن الحقيقة القطع كلها تم تسليمها للحكومة مع باقي المقبرة .
لم تشعر بنفسها بعد كلماته التي نزلت عليها كصاعقة من السماء إلا وهي على سريرها وبجوارها طبيب وإحدى عاملات الفندق، الكل يهنؤها على سلامتها.
يدخل إيهاب حاملا زهرة وابتسامة خفيفة، ممزوجة بحذر !
إقترب حتى جلس قبالتها وأمسك يدها بحنان ونظر لها نظرة مستغفر يرجو العفو وراحا في قبلة طويلة استفاق بعدها على جملة زينب وهي تبتسم :
_حبيبي ليس لك عندي شيئا المال مالي ومال أولادي.
تمت
-عرفات سعيد عادلي