ط
مقالات نقدية

انيس بوجواري : عزيزي المواطن المغترب لاتشاهد القنوات الليبية ..القنوات فيها سم قاتل

انيس
انيس بوجواري : عزيزي المواطن المغترب لاتشاهد القنوات الليبية ..القنوات فيها سم قاتل !!!

الجملة الشهيرة لفيلم من افلام الزمن الجميل ” حياة او موت” لاتشرب الدواء ..الدواء فيه سم قاتل !! هذه الجملة

قد تستدعيك وانت في عام 2014 !! ولكنها لن تستدعيك في فيلم بنفس القيمه او عمل له مضمون يسرد ماوصلت له الحياة الاجتماعيه والاقتصادية والسياسية الحالية!!

ولكن سيحدث لك وانت كمواطن ليبي خارج أرض الوطن..بحكم ظروفك ايآ كانت حتى ولو كانت في أجازة !!!

جلست اشاهد تلك القنوات لاتابع ماوصل له حال الوطن رغم ان الفي سبوك اصبح يغني عن كل شئ !! لكن لاحرج

ان تشاهد تلك القنوات لعل ماينشر في الفيس يثير الفتنه!!!

ولعل جملة اثارة الفنتة هي جملة خلقها رواد الفيسبوك حين يختلف معهم احد في الرأي فيتهم بأنه يثير الفتنه!! رغم ان الاثارة معروف انها فقط في الافلام الاباحيه!!!

المهم مسكت الريموت وانا في القاهرة وقررت ان اتصفح تلك القنوات ..فإذا بي اضع قناة ليبيا اولا لاجد مذيع صغير فالعمر يدعو بكل مأوتي من قوة ان يخرج الناس للتظاهر وان يفعلوا ويقوموا ويسووا !! وهو امر جميل ان تاخذك الحماسه لحث الناس على تصحيح مسار الثورة كما يقولون رغم ان جملة تصحيح مسار الثورة تكشف ان الثورة مشيها بطال وتحتاج لرجل يربيها ويأدبها !!!

الغريب في القناة والمذيع انها تبث من مصر وان كل العاملين فيها هناك فكيف تدعو الناس للخروج وانت بعيد عن الاحداث ماذا لو قتل هؤلاء الناس !!! ماذا لو شردوا !! ولماذا لاتاتي وتشارك انت وكل الكادر دفاعا عن ليبيا طالما القناة اسمها ” ليبيا ” اولا !!!!

ثم جاء الفاصل الاعلاني لنشاهد صوتمسجل يذيع عن الاسماء التي تم اغتيالها طوال الفترة الما    ضية!!! الغريب في الموضوع ان الصوت المسجل شديد السعادة وكأنه يذيع عن زيادة مرتبات المواطنين الكادحين او عن توفير شقق للبسطاء!! او على اسوء تقدير تعتقد انه اعلان افتتاح مجمع ترفيهي جديد في بلد اللا ترفيه!!!

….

تقلب القناة لتفاجئ بقناة ليبيا تي في وينطبق عليها مقولة “الناس اللي ماتغيرش” يعني مازال المذيعان جالسان مثلما هم واللمة مثلما هي !! بل ان الغريب انه في برنامج لمة خوت حين لا يجدون ضيفا يستضيفون مذيع من القناة نفسها في وصلة تبعث الكوميديا بداخلك!!!

واعتقد ان حال البلاد لن يصلح ويتغير الا اذا غير الاثنين من اسلوبهم فالابتسامة المصطنعة البايته مثلما هيه بل ان احداث ليبيا المتسارعه تتساوى تقريبا مع رمش احد المذيعين بعينيه!!!

…..

اقلب القناة لتجد ان هناك حملة دعائية تدعو لانتظار حوار مع رئيس الوزارء المقال او المستقيل او الهارب سمه كما شئت حسب توجهك السياسي!!

المهم ان الحوار يقال انه يذاع فالعاشرة مساءآ ولكنه وقتها سنسمي الساعة العاشرة فسادآ فالرجل قال انه سيفضح كل المؤتمر بالادلة والبراهين!!!

والسؤال هنا هل عندما يفضحهم ستحل مشاكل ليبيا !!!؟؟؟ هل سيتوقف القتل والاغتيالات !!!؟؟؟ اعتقد انه من كثر الفضائح التي لاتسمن ولاتغني من جوع حان الوقت ليتحمس احد رجال الاعمال لفتح قناة اسمها ” فضائح مباشر ليبيا “

على وزن ” الجزيرة مباشر ليبيا” والحقيقة ان الفضائح ليست بعيدة من الجزيرة فالاثنين خارجتان من رحم الفضيحة!!!

ليس هذا فحسب بل ان القناة ستناقش بعد فضائح رئيس الوزارء ماقاله من خلال المذيع الضليع فاللغة العربية في محاولة من القناة لجعلها ليلة مليانه فضايح!!!!

…..

اما قناة ليبيا الحرة فأضاءتها واسلوب مذيعيها يجعلك تشعر ان ساعة النوم قد حانت ويجب ان تخلد سريعا له !!!

فهي تتحدث عن ليبيا اخرى ليست تلك الموجوده على الخريطة ولكنها موجوده في خريطة فضاء خارجي لم يتم

الكشف عنها بعد!!!

…..

ثم تتجه لقناة النبأ لتشك قليلا انك مصاب بمرض في عينك وتدعها جيدا وقد تتسرع وتطلب دكتور عيون سريعا لانك تشاهد امامك شعار قناة النبأ لكن ماتسمعه وتلمحه هي قناة الجزيرة!!!

لتركز قليلا وتكتشف انها بنت قناة الجزيرة لكن لم تكن تعلم

فتسجد لله شاكرا انك لم تصب بالعمى كما اعتقدت!!!!

….

اما ليبيا الدولية فهي قناة تقول مالا تفعل !!! تهاجم المؤتمر المنتهي ولايته والذي شبعنا كلامه بلا افعال وتقول هي الاخرى مالا تفعل ابتداءآ من اخبارها العاجلة التي تشعر ان طفل صغير قد تسلل لحجرة الكونترول وبدأ يكتب على الكيبورد

ومرورا بأسلوب مذيعيها الذي يدعوك لاشعوريا لقذفهم بشئ موضوع امامك!!

…..

اطفئ التلفزيون سريعا وارتدي ملابسك واخرج واشتم قليلا من الهواء وافتحر انك ليبي بلا شك ولكن لا تفتخر بأن تلك القنوات هي انتاج مابعد الثورة !!!

فوقتها ستشعر وكأن ثورة لم تقم وكأن نظامآ لم يسقط!!!!!

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى