ط
الشعر والأدب

الهاتف قصة فصيرة بقلم/السيد الزرقاني

السيد الزرقانى
– يمر الوقت سريعا وانا انتظر هبوط الطائرة الي ارض الوطن لقد مرت عشرة ايام دون ان اسمع صوتها انها حبيبتي
– لقد كانت كلماتها الاخيرة معي لا تبشر بالخير فقد كسا الحزن صوتها حتي البكاء كان ناطقا في همستها والدموع كانت سجالا تخضب وجنتيها واللون كان شاحبا علي جبينها والارق تمكن من جسدها لست ادي ما اذا كان هناك شيء تخبئه عني ام ماذا ؟
– ياتيني صوت المذيعة الداخلية بالطائرة علي جميع الركاب ربط الاحزمة استعدادا لهبوط الطائرة .
– تزداد دقات قلبي فرحا احيانا لاني ساكون قريبا من حبيبتي وحزنا احيانا لاني اخشي غدر الزمان ومفاجاته…………ذهبت عيني الي صوت رفق الرحلة وهو يدندن باغنية عبد الحليم حافظ صورة كدا كلنا عايزين صورة ……..تذكرت علي الفور صورة حبيبتي التي طالما لم تغادر مخيلتي من رايتها اول مرة وهي خارجة من عملها في مصنع الملابس في مدينة شبين الكوم بالمنوفية حيث كانت ترتدي عبائتها السمراء التي بدت فيها فاتنة في جمالها وطلتها كانها تسابق القمر في بهائه والنهر في الحانه
-مرة اخري اعزد اي ارض الوطن متلهفا الي رؤية حبيبتي …..امسكت الهاتف اتصل عليها ؟ الرقم غير متاح وكان شركان المحمول تقف ايضا عائقا امام التواصل بيني وبينهااعدت الاتصال مرة ومرتان ثلاثة ولا فائدة اكاد انفجر في الهاتف الذي بيدي ولكن ماذا افعل الان يجب ان اخبرها باني عدت اليوم من سفري واريد اللقاء بها واخبرها باني قررت التقدم لها لاطلبها من ابيها ؟؟
-رجعت الي متزلي وانا كلي الم وشعور باني تأئه بدونها اعدت الاتصال الهاتف يرن ولا احد يرد كررت الاتصال ولا من مجيب ياربي ماذا افعل وانا الملهوف عليها فهي تعلم اني احبها ولا يمكن العيش بدونها
– تذكرن ان اخر مكالمة معها قالت لي سيبني شوية ؟؟ لماذا قالت لي ذال ؟؟ وطلبت مني الا نتصل ببعض طوال فترة السفر ماذا كان في مخيلتها وهي تطلب مني ذالك ……….اريد ان اعرف ماذا حدث في عيابي ؟؟
– في المكالمة قبل الاخيرة قالت لي (انت متعرفشي انا بحبك قد اية )
– طيب لما هي بتحبني لماذا طلبت من ذالك ؟ اكيد في الامر شيء ماهو؟؟
– امسكت الهاتف مرة اخري طلبت رقمها عدة مرات متتالية واذا بصوت اخر يطل عليا من الهاتف اهلا استاذ محمد حمد علي السلامة ………انت عايز ايمان في في الضقة اللي فوق بس التلفون معايا ؟؟؟ ولما انت طلبت كتير رديت عليك ولما تنزل سوف اجعلها تتصل بيك ؟
انها اختها رشا التي تكبرها بعام ولم تتزوج هي الاخري اغلقت الهاتف وقمت اعد لنفسي فنجان من الشاي وقلبي يذداد قلقا وتوترا اشعر بنا في الامر شيء ليس عادي …….فهي لم تعتاد ترك الهاتف مع احد لماذا هذه المرة ؟؟
– ماذا في الامري يارب استر ……..تناولت الفنجان وانتظرها لعلها تتصل بي وتطفيء نيران الشوق بداخلي فالبعاد عنها صعب جدا لقد اصبحت اعتاد علها في كل صباح ومساء سبحان من جعلني امتنع عن الاتصال بها لدة عشرة ايام …..ياااااااااااااااااااااااه كيف مضت تلك المدة بغير صوتها الذي يمثل لي الطاقة والمدد الذي يحركني للامام في هذا الزمن الصعب لقد كانت لي بلسما ومتنفسا اتحرك به ………يااااااااااااااااااااه
امسكت الهاتف …..ذهبت الي ملف الصور ………بحثت فية عن صورتها الوحيدة التي كانت معي فلم اجدها اين ذهبت هي الاخري ……..حتي الصورة تابي ان ارها في قمة اشتياقي لاي حاجة منها ,,,,,,,,,,قلبت الصور مرة مرتان ويدي ترتعش وكياني مضطرب لست ادري لماذا هانا لم اكن علي تلك الحالة من قبل
– امسكت الهاتف مرة اخري اطلبها ………الهاتف يرت ولا من احد يرد ……..غلبني صوتي وتفوهت ببعض الكلمات ………..طلبت مرة اخري الساعة الرابعة عصرا ………..اليوم يوم جمعة ….هي بالبيت …………..الهاتف يرن ……..الخط فتح ولا احد يرد اصوات غريبة اسمعها من حول الهاتف وصوت زغاريت ينطلق وتبريكات ……….قلبي ينقبض ……..الووووووووووووالووووووووووالووووو
-جاني صوتها من بين الاصوات الكثيرة نعم ؟؟
انتي فين انا بطلبك من الصبح لماذا لم تردي ؟؟
– حمدلي علي السلامة ؟؟ انت وصلت امتة ؟؟
– فية اهية عندك ؟؟ اية الاصوات دي ؟؟
– لم ترد ساد الصمت بيني وبينها وغلقت الخط وانا اصرخ فيها وصوتي ارتفع بصورة لم اعاهدها علي نفسي من قبل ؟؟ طلبت الرقم مرة اخر مرتان ثلاث مرات لم ترد ………..وغلق الهاتف تماما

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى