و يعاودني داء الكآبة الذي ما فتئ يصيبني…يمسك بيدي ليأخذني إلى مكانه القصي الذي اعتاد…فلا أجد غير صنع شرنقة الوحدة أجري إلى حضن البياض و عناق القلم كما ألفت…أحاول كل مرة أن أدلق سواد اليأس و أتخلص من حلكة الحزن…أبتعد عن الألم الساري في نفسي لأروح إلى أمل الشفاء…هي هكذا الحياة دائما تغير سحنتها السمجة بتبرج زائف خادع …لا تفرحك إلا لتبكيك و لا تبكيك إلا لتفرحك…لا يقدر عليها إلا ذاك الذي يعرف قواعد لعبتها البشعة…أعرف أن فخها يصيبني كل مرة و لكنني أتخلص منه و أداوي ندوبه و أقف من جديد فأعود من حيث أتيت…هي محطات يمر بها الإنسان و هو يقطع سبيل الحياة…محطات كأنفاق دهماء قد نخرج منها أو قد نبقى فيها حتى نتوسد الثرى…و إن خرجنا من جديد نجونا دون أن نصير سيرتنا الأولى أبدا…فتموت منا أشياء و حاجات و بعض من الفؤاد و البقية فينا تكمل المشوار تترنح و تتعثر و الروح فينا تتأرجح إلى أن تتبعثر في نهاية مبهمة أبدية.
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون