ط
مسابقة القصة القصيرة

سعدية والمدينة الموحشة.مسابقة القصة القصيرة بقلم / عبد الرؤوف زغبى من الجزائر

خاص بالمسابقة
عبد الرؤوف زوغبي / الجزائر
قصة قصيرة : سعدية والمدينة الموحشة.
—————————————
وينك سعدية والمدينة الموحشة قصة قصيرة 28 ديسمبر، 2015، عبد الرؤوف زوغبي سعدية والمدينة الموحشة قصة قصيرة ككل صباح تعاود الايام نفسها في اسرة ذكورية نجد في ثناياها الام والفتاة في كوخ صغير وسط غابة مترامية الاطراف وبيئة بدوية تتكون من أب غير رحيم لايعرف أي معنى للدلال أو حب لطفلته الوحيدة وام تخافة لا تكاد تنطق ببنت شفة امامه وغبنه الصغير أحمد الذي تعلم كل معاني القسوة من والده لكثرة ملازمته فكاتن سعدية البنت الوحيدة في منزلها تعيش في الزمن والمكان الخطا تعيش في داخلها حرية ولاكنها تصطدم مع واقع اسرتها الذي يحث الفتاة على الطاعة والعمل كخادمة وليس لها الحق في ان ترفض اي طلب ولا يمكنها ان ترفع صوتها في وجه حتى أخيها الصغير كون المجتمع البدوي ذكوري ولا مجال لوجود الانثى بداخله مهما كان سنها ومرتبتها في المنزل يبقى الذكر هو المسيطر على الدار واهله كانت سعدية في خلسة عن مراقبة اهلها وبإذن امها تزور بيت خالها القريب من كوخهم الصغير راودها شاب في مقتبل العمر يريد خطفها من كوخها الى حضنه الدافئ فلم تكن تدري ما تفعل بعدما وجدت في ذاك الشخص الغريب حنانا لم تجده في اسرتها تفكر ثم تفكر كيف لها ان تتخلص من جور عائلتها وقسوة التعامل معها وكيف تسكت حنين قلبها عن الحبيب الدي كان يسرق نظرته اليها كلما خرجت في طريقها الى خالها و عند الواد الصغير ويقطف لها بعض الزهور الدفلة و هو يتسلل عبر شاطئ الواد كانت تعتقد انها تبحث عن السعادة ولا طريق لها الى السعادة المزعومة إلا بمغادرة ذلك الكوخ الصغير فجاة تقرر سعدية بعدما وسوس لها شيطانها الداخلي بالتمرد كل مرة فلم تجد اي حيلة لها سوى الهروب من الريف الى عالم المدينة المبهرج في الصباح الباكر استغلت خروج الاب والابن الى رعي الأغنام واوهمت امها بانها متجهة نحو الإسطبل لتنظيفه فغذا بها تستقل حافة الريف بإتجاه المدينة تجولت سعدية في أرجاء المدينة الواسعة والصاخبة بالأصوات لكنها لم تفكر ولو لبرهة اين تذهب اين تستقر المهم عندها انها غادرت تلك الحياة الرثة البالية المليئة برائحة الابقار والمواشي فلم تحتمل كل ذلك وقررت بان مكانها ليس في مثل هذه البيئة ولم تكن تعلم بان بيتها الصغير وصراخ البن الصغير وضربات الاب الخشينة على وجهها الوردي وشعرها الناعم اهون عما ستلاقيه في المدينة الموحشة الوقت يسير والفتاة تسير في انحاء المدينة المترامية أذن العصر فارتعشت الفتاة واحست بالغربة في وسط مدينة لم تخلق فيها ولم تعرف فيها احد زادت الالم عصافير بطنها كونها لم تتعود على البقاء من ذون وجبة الغداء تسير وتسير ولا تعرف الى اين المسير اتجهت الى محطة الحافلات وتراودها فكرة العودة للبيت بدات الاسئلة تدخل عقلها الصغير لما انا هربت من المنزل ومن اجل ماذا بدات تنظر في كل شيء علها تجد مكانا تاوي اليه بدا الليل يرخس سدوله على المكان بقيت في ركنة بعيدة عن الاعين حتى اذا سقذط الليل بدا المكان يظلم ويظلم فغذا بفتية متشردون هنا وهناك محملين بخطايا البشر يلحظون فتاة بجمالها الطبيعي اقتربو منها فهربت وهربت لكن لا جدوى من الهروب فكانت لغمة سائغة بين انياب ذئاب بشرية لم ترحم انوثتها الغجرية فنهشت كما تنهش الذئاب جيفة مترامية في وسط الغاب ليتم التخلص منها بتقطيع بدنها العفيف بعد مقاومة شديدة ورميها في كيس قمامة حتى بزغ الفجر لتجدالمارة قطرات دم متناثرة هنا وهناك أبلغ الحاضرون قوات الامن للحضور فطوقو المكان وحملو كل ما يدل عليها انها الفتاة التي بلغ عنها ليلة امس بانها مختفية عن الانظار فبكاها الجميع بدل الدمع دما ليبقى سؤالها المحير الذي لم تجد له إجابة مقنعة سعدية لماذا هربت من الكوخ الصغير .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى