ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : ظل فرحة . مسابقة القصة القصيرة بقلم / السيدة نصري بنت محمد الصادق/ تونس

” مسابقة القصة القصيرة “

ظل فرحة

 وهي تحتضنها لفح أنفاسها عبق عطرهادئ,ولفت انتباهها  ثوبها النيلي ذو القطعتين فبرزت تقاطيع الجسد واستداراته بكل أريحية وكذا, ابتسامتها الحييّة الصافية دون كدرها المعهود .. لم تبادرها بسيل من التذمرمن الزمن وأهله وما تعانيه في عملها من أمزجة  زبائنها وتسويفهم في الدفع لكل ما يقتنوه من محلها ” الجوّاني ” , بل أحيانا يتحايلون , يلاوعون ويمتنعون عن تسديد أقساطهم الشهرية  .

قادتها إلى الصالون- وقد بدا مرتّبا , أنيقا على غير عادته , الستائر الجديدة تتوهّج بلونها  الفضي المنسجم مع شعاع الثريّا البنفسجي وقد امتدّ نوره حتى الزوايا الأربعة حيث يتلألأ نورفانوس أرجواني  في كل منها ..وكأنها تدخله لأول مرة .. روح نابضة عمّت المكان بمن فيه.. فوق المنضدة التي تتوسط ” الكنابايات ” مطفأة سجائربلّورية وضعت مؤخرا و صينية يتوهج طلائها الفضي كما حوافي الأقداح وبراد الشاي . فاجأتها نبرات صوتها الرائقة وهي تخبرها ..

– لتّو عدنا من جولة بالسيارة, أجّل سفره ليومين إضافيين ليساعدني في التغلب على الرهبة أثناء القيادة , آه لو تعرفي كم هو خلوق وصبور وودود و….قطع بوحها وهو يلج العتبة ثم يرتدّ فجأة ويعتذر “ما كنت أعلم أن لديك ضيوف.. ” , لم يفلح إلحاحهما في ثنيه عن قراره في الدخول حتى بعد أن قررتا التحوّل للردهة ليأخذ راحته فقد أصرّ على أن يظل هناك وأضاف” لديّ ما أفعله قبل ذلك “.

بدا الجو غير الجو..والليل غير الليل .. ليلها.. وقد استشرت سحائب سيجارته ونكهتها الذكية وخدها في كل أرجاء البيت..نسمات حياة غمرت أرجاؤه بعد الوحشة  .. وتساءلت في سرّها بخبث ” هل هو مصدر كل هذا التحوّل المفاجئ أم نجاحها في عملها وما جنته  هل هناك أشياء خبتأها عنك ؟ .. ما تعاينه يستفز مخيلتها فتشرد في سبك الحكايات والإستنتاجات لهاته التحولات في أحوالها .. وعادت تستعرض ملامح الرجل في ذهنها غير مركزة لما تقوله صاحبة البيت الغارقة في حالة من الانسجام وليدة .

 خمسيني  ذو ملامح فيها وسامة وتناسق بهي , ولباقة هي سمة أهل المدن وتهذيبهم ..قامة ربعة وجسد لازال يحتفظ ببعض الفتوة وطلاوة في الحديث تخالط نبرات صوته .

– أتعلمين شيئا أول مرة يعاملني رجل بهذه الطريقة المتّسمة  بالإحترام والود , جعلني أحس أنني إمرأة ذات كيان وقادرة على النجاح والتميز برغم كل ظروفها المعاكسة والمحبطة .. لقد غمرتني نشوة وأنا أسمع مديحه وإعجابه بإصراري على النحاح , وعملي الدؤوب..فملأت كل تلك الفراغات وذلك الخواء الذي كان يستبدّ بي كلما اخليت بنفسي وحاصرتني غيلان الوحدة ليلا  .. آه كم ضاع من العمر سدى.. لم رجالنا لا يشبهون هذا الرجل .. هم لا يتقنون أي شيء سوى اللا مبالات والغرق في الشرب..لا حبّ ولا احترام ولا تقدير للنساء مهما فعلن ” وشدّدت على كلمة حبّ.

              “”””””

_أي الدوافع التي جعلت هذا الغريب يترك عمله وأهل بيته هناك ويتطوّع لمساعدتها وما هي غاياته وكل صلته بها قرابة لزوجته  ..فهل تجشّم كل ذلك السفر الطويل ذهابا وإيابا شهامة لا أظن, حتى أنه ظل يلحّ أن ترسل له توكيلا ليحلّ محلها في استلام السيارة نيابة عنها من الشركة  فهو أحد عمالها ليوصلها لها حيث هي في قريتها الغافية في شعاب الصحراء؟. ظلت طوال الطريق مشغولة البال -أليس الطمع في – شقى عمرها- هو الدافع الحقيقي, وهي الوحيدة فلا زوج لا إبن سوى أخ مهاجركادت تنسى ملامحه؟ “

“”””

“هي صديقتها بشحمها ولحمها من تجلس في “منتزه الواحة “والوقت أصيل ومعها ذلك الرجل جالسين في انسجام يتحادثان ويحتسان كأسي عصيرغير عابئين بما حولهما .. تراجعت للخلف حتى لا يلمحاها . – كيف استطاع خداعها وهي تعرف عنه كل شيء , وماذا عن الأخرى ..وأي مأزق وضعت نفسها فيه وهي المعروفة برجاحة العقل وحسن التدبير؟ … رنة الجوال جعلتها تنهض منتفضة . جاءها صوتها يرفرف – سنسافر معا مساء لقضاء بضعة أيام عندهم هناك لتغيير الجو فلأنفسا علينا حقا كما قال أحمد,  وكما تعلمين منذ بدأت العمل من سنين ما عرفت معنى الأجازة أو الترفيه .فتحت إلحاحه قبلت الدعوة.
.” السيدة نصري بنت محمد الصادق/ تونس “

” رقم الجوال 0021696667126 “

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى