صفحة شخصية فيس بوك /https://www.facebook.com/tohamy.hafez.50
مسابقة همس فرع القصة القصيرة
لأغوينهم /قصة قصيرة
في الحقيقةِ لا يملكُ الإنسانُ أنْ يكونَ مستقيماً على الدوامِ إنَ أرواحنا تترنحُ كسكيرِ ما بينَ الخطيئةِ والصوابِ الطرقَ المستقيمةَ تفضي بكَ نحوَ مقصدكَ بشكلٍ سهلٍ ولكنْ ما المغزى منْ وصولكَ إنَ لمْ ترهقكَ سبل النجاةِ وينهككَ طول السيرُ بعضَ الحقائقِ قاسيةً ولكنها حقيقةٌ يجبُ عليكَ أنْ تفندَ ذاتكَ حينَ تطعمكَ السراب وإلا أشبعتكَ الهلاك.
اليوم الجمعةَ الساعةَ الحاديةَ عشرَ صباحا لقدْ امتلأتْ بقاعُ الأرضِ بأشعةِ الشمسِ معلنةً يوم آخر قدْ أضيفَ إلى عمرِ الحياةِ ربما كانَ نهايةٍ لشخصِ ما قدْ اشتاقتْ الأرضُ إلى أنْ تبتلعهُ لتعتصره في جوفها بقسوةٍ
رنَ هاتفَ جبريلْ كتنبيهٍ للاستيقاظِ لمْ يوقظهُ الرنينُ منْ المرةِ الأولى لقدْ كانَ يغطُ في سباتٍ عميقٍ بعدَ أسبوعٍ شاقٍ في العملِ انقلبَ على الجانبِ الآخرِ واضعاً الوسادةَ على أذنيهِ تفادياً لصوتِ المنبهِ المزعجِ ولكنْ تذكرُ أنهُ يجبُ عليهِ أنْ يتجهزَ لأداةِ صلاةِ الجمعةِ قالَ لنفسهِ بعدَ أنْ أسكتَ صوتُ المنبهِ ” لابدَ أنْ استيقظَ على أيةِ حالٍ ” لقدْ كانَ منْ عادةِ جبريلْ أنْ يكونَ أولَ الوافدينَ إلى المسجدِ أزاحَ منْ على جسدهِ المنهكِ الغطاءِ في بطءقاصداً الحمامَ خلعَ ملابسهِ وبدأَ في ضبطِ درجةِ حرارةِ الماءِ وقف بجسدهِ الهزيلِ تحتَ الماءِ الساقطِ منْ الدشِ بدأَ الماءُ يصطدمُ برأسهِ الأصلعِ منْ ثمَ ينسابُ على باقي جسدهِ بسلاسةٍ قالَ ممازحا نفسهُ ” لوْ كنتُ أملكُ شعراً كثيفاً لكنتُ تكبدتْ العناءَ في غسلِ رأسي إني أشفقَ على الأشخاصِ كثيفو الشعرُ كمْ أتمنى أنْ يصبحَ جميعُ الرجالِ مثلى ولكنْ على أيةِ حالٍ ليستْ الحياةَ عادلةٌ انتهى مما بدأبهِ بدلَ ملابسهِ ارتدى جلابية بيضاء ذات فضفاضة ذات اكمامٍ واسعة وطويلة طبقها لترتفع فوق رسغه تعطر بعض فواح وطيب قصدَ المسجدُ الذي يعتاده دائماً جلسَ متربعا في المقدمةِ منتظراًصعودَ الخطيبِ . صعدَ الخطيبُ متنقلاً الخطى صعودا وقدْ أمسكَ بإزرارهٍ الطويلِ كيْ لا يعرقلهُ أخذٌ يلتفتُ إلى الموجودين ويلقيهمَ بنظرةٍ ماكرةٍ وصلَ إلى قمةِ المنبرِ ملقيا التحيةَ على الجميع ثم جلس متريثاً أذنَ المؤذنُ ثمَ انتهى ليشرعَ الخطيبُ في أداءِ الخطبةِ أبتسمُ للموجودينَ ثمَ أردفَ قائلاً .
– إنَ هذا اليومِ هوَ يومٌ مغايرٌ لي ولكمْ وللبشريةِ أجمع
لقدْ إرتشقتْ تلكَ الكلماتِ في آذانِ الموجودينَ كرصاصةٍ لتجعلهمْ ينتبهونَ لهُ وقد شخصت ابصارهمْ ووجهتْ رؤوسهمْ إلى الأعلى ناحيةَ الخطيبِ وهمْ ينتظرونَ أردافً للحديثِ أكملَ ما شرعَ بهِ بنبرةٍ مؤثرةٍ
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون