ط
السيناريو والحوار

قصيدة الشيطان .قصة قصيرة بقلم الكاتب / عصام سعد

قصة قصيرة

قصيدة الشيطان

قرأت مقالاً عن أينشتاين, دافنشي,… وغيرهما من عظماء البشرية.. علماً وفناً وأدباً…, بأنهم استعانوا بالجن, فيما توصلوا إليه من إبداع, عبقرية.. سبقت زمانهم, ساق كاتب المقال أسانيده, التي أيقنته بصحة فروضه, هذا المؤلف.. يعد علامة في توثيقه وتحقيقه, كلماته موضع تفكير, بحث.. لا يمكن تجاهله, بصراحة دعاني للتساؤل.. لمّ لا…؟

والوصول لحقيقة الأمر, في مثل هذه المسألة.., هو التجريب وحده.., عملي كموظف.. لا إبداع ولا عبقرية فيه, بالتالي. لا سبيل.. إلا عن طريق هوايتي, موهبتي الشعرية.. فأفضل الشعر أكذبه, الجن كذوب بطبعه.., هذا كفيل بنجاح التجربة.. فما أروعها من فكرة.., أتخذ الأمر في نفسي موضعه.., حيزاً من فكري ووجداني.., طغى على مخيلتي, كياني..

في إحدى الليالي.., بعد صلاة العتمة.. اقتحمت مقابر الصحراء, صائحاً في ظلمات العراء.. ( يا أرباب الشعر.. جئتكم آمراً باسم الله القهار, خالق الليل والنهار, معذبكم بالنار.. أسألكم مدداً من الاشعار. يتوجني بأكاليل الغار,.. أقسمت عليكم. بمن لا يرد قسمه. أن تستجيبوا لدعوتي. وإلا تلوت عليكم ( آية القهر..) ألف مرة.., أمهلكم حتى ليلة الغد, بعدها يحق عليكم وعيدي, تهديدي..)..

انصرفت.., شعرت بحمية ذهنية, نفسية, جسدية.. لم أعهدها من قبل, عكفت بقلمي على أوراقي, محلقاً في أوهام شعرية.. وقتاً. لا أدري له معياراً, حتى الفجر.., انتبهت لما كتبه القلم, وجدته إبداعاً فائقاً, وضعت للقصيدة اسماً.. فرض نفسه فرضاَ ( قصيدة الشيطان), مهرتها بتوقيعي, أرسلتها لعدة مجلات, نشرت في نفس الأسبوع, الذي اسميته أسبوع المجد, توالت تجربتي مع شعراء الجن, أباطرة نظمهم.., نجحت بتهديدي لهم.., حصلت على العديد من قصائدهم, التي قلبت موازين الأشعار البشرية, قوافيها, بحورها.., وضعتني كعلامة فارقة في دنيا الشعر, أصبحت طاووسه, قيثارته..,.. بكل اللغات منفرداً ومتفرداً.. حصلت على كافة الجوائز.., ارتقيت لآفاق.., لم أكن أتخيلها مادياً, أجتماعياً…, على هذا الحال، الذي استمر عدة سنوات. تلقيت وحي الجن, شياطين الشعر.. حتى العام الماضي, الذي انقطع فيه وحيهم.., شددت عليهم بكافة الصيغ.. تهديداً وزجراً, أغلظت عليهم.., بكل ما أوتيت من قوة لفظ ومعنى.. ناديت وسط المقابر, الجبال, البحار, الأسواق, دورات المياه.., رغم تنفيذي لكافة تهديداتي, التي أعلنتها لهم.., هيهات.. كان الانقطاع سيد الموقف, العالم أجمع.. يطالبني بالجديد, حاولت أن أبدع.., معتمداً على نفسي.., للأسف.. اكتشفت ضياع موهبتي الأصلية, التي كنت أتوكأ عليها, صارخاً بأعلى صوتي.. مستيقظاً, نائماً, ما بينهما.. في الطرقات, مداخل المدن, مخارجها..

ــ أين موهبتي.., وحيي.., إلهامي..؟,..

.., لم أجد مفراً.. سوى هروبي الأبدي من حياتي… وداعاً.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى