
حكايَةُ آلاءِ النَّجار
طبيبةٌ غَزِّيّة
إنّي بآلائِكَ ربّي مؤْمِنُ
كذا بآلائِكَ شَعبي موقِنُ
فَبِأّيِّ آلاءٍ إذًا تُكّذّبونْ
بِتِسْعَةٍ جادتْ بِهمْ والْموْطِنُ
بورِكْتِ يا آلاءُ دُمْتِ والْعطاءْ
أحْسَنتِ صَبرًا بلْ وأحْسَنتِ الْفِداءْ
يَمْتَحِنُ الرَّحمنُ إيمانَ الْورى
فكُنْتِ خيْرَ منْ تجاوَزَ الْبَلاءْ
يُنَزِّلُ الرَّحْمنُ نورًا وَضِياءْ
وَترْفَعُ الأمُّ إليْهِ الشُّهّداءْ
فالْحَمْدُ للْرَّحمنِ والشُّكْرُ لَهُ
وَلْتَفْرَحي آلاءُ يا فَخْرَ النِّساءْ
خنْساءُ كانتْ رَمْزَ فقْدٍ وَحَزَنْ
آلاءُ صارتْ رَمْزَ شعْبٍ وَوَطنْ
لمْ تَبْكِهِمْ آلاءُ بلْ غَنَّتْ لَهُمْ
حتى يّناموا بِسَلامٍ في عَدَنْ
أمّا التَّماسيحُ فلا دمْعَ لَهُمْ
فَقدْ أَحَبّوا ضَعْفَهُم وَذُلَّهُمْ
ألا يَعي الخُلْجانُ أنَ رَبّهُمْ
حتى الزَّمانُ والْمكانُ مَلَّهُمْ
دوسي على رِقابِهِمْ بلْ وابْصُقي
على وُجوهِهِمْ ومِنْ بَعْدُ ارْتَقي
لِعالَمِ الْخُلودِ في قلوبِنا
عالمَ كُلِّ طاهِرٍ حُرٍّ تَقي
هلْ يستَوي الأَنْذالُ مِنْ حُكّامِنا
والْمَلَكُ الطّاهِرُ مِنْ أَعْلامِنا
هلْ يسْتَوي الصَّوْتُ الْجَريُ الثّائِرُ
والصَّمْتُ والْإذْعانُ مِنْ أغْنامِنا
فَلْتَعْلَمي ما أنْتِ طبعًا تعْلَمينْ
حتى وَإنْ أنتِ لنا تُجَسّمينْ
نكْبَةَ شعْبِنا الَّتي لا تنْتَهي
أنْتِ فقطْ بِحَقِّنا تُساهِمينْ
إنّي أراكَ يا مسيحُ سائِرا
تَحْمِلُ آلامَ الشَّهيدِ صابِرا
ثُمَّ إلى السَّماءِ يَعْلونَ بِكُمْ
والْقاتِلُ الْمَسْلوبُ يبْدو خائِرا
يا شَرَفًا لنا بِرَغْمِ الْمِحْنَةِ
وَأُمَّةٍ قدْ وُصِمَتْ بالذِّلَةِ
لا تحْزَني آلاءُ إذْ جَميعُهُمْ
عِنْدَ كَريمٍ في رِحابِ الْجَنَّةِ
د. أسامه مصاروه