ط
الشعر والأدب

قصيدة : عِبَرُ الزَّمانْ . للشاعر الفلسطينى ./ د. أسامة مصاروة

عِبَرُ الزَّمانْ

رأيْتُهُ مُدرجًا بالدِّماءْ

يا ليتَها كانتْ حليبًا وماءْ

فالأمُّ كالزَّوْجِ قَدِ اسْتَشْهَدتْ

والأهلُ مِنْ قبْلُ ارتَقَوْا للسَّماءْ

فالْقَتْلُ والتَّدميرُ عِندَ الْعِدا

عقيدةٌ عابِرَةٌ للْمَدى

حتى الْجنينُ قبْلَ أن يُخْلَقا

كَغَيْرِهِ مآلُهُ للرَّدى

ربّي الَّذي أعْبُدُ كريمْ

ربٌّ غفورٌ بالْعِبادِ رحيمْ

ربٌّ يُحِبُّ الْخلقَ لا يظْلِمُ

وأنتَ مِمَّنْ يتْبَعونَ الرَّجيمْ

وَزُمْرَةُ الْحِقْدِ كذا للسّعيرْ

النارُ مثْواهُمْ فَبِئسَ الْمصيرْ

الظّالِمونَ القاتِلونَ الْوَرى

بدونِ وَخْزٍ ويْلَهُمْ للضَّميرْ

فالقَتْلُ دأبُهُ وَدأبُ الْجميعْ

وإنْ يَكُنْ كهلًا وحتى رَضيعْ

والرَّبُ راضٍ مثْلَما يدَّعونْ

هلْ يُسْعِدُ الرّبَ رضيعُ صريعْ

هلْ يُسْعِدُ الربَّ اغْتيالُ السَّلامْ

والْحَقِّ والْعدلِ وَنَشْرُ الظَّلامْ

أيُسْعِدُ الربَّ احْتِراقُ البَشرْ

بِقَصْفِ سُكْناهمْ وَمَنْعِ الطَّعامْ

لا ليْسَ هذا ربِّيَ الْمُنْعِما

الْغافِرَ المُهَيْمِنَ المُلْهِما

للسِّلمِ والإحْسانِ بيْنَ الشُّعوبْ

لا ليسَ ربّي مَن يقي المُجْرِما

إبْليسُ مَنْ يُضِلُّ أَتْباعَهُ

هوَ الَّذي يورِثُهُمْ أطباعَهُ

هوَ الَّذي يؤُزُّهمْ للضَّلالْ

بَعْدَئِذٍ يُنْكِرُ أشْياعَهُ

إبليسُ مَنْ يدْفَعُ للْجُنونْ

وفي صُدورِهِمْ يبُثُّ المَنونْ

فديْدَنُ الطاغوتِ كِبْرٌ وغَدْرْ

فهلْ يعي الطُّغاةُ درْسَ الْقُرونْ

أمْ أنَّهُمْ يعْتَقِدون الأمانْ

بالسيْف يأتي أوْ بِحَدِّ السِّنانْ

والأمْنُ بالصّاروخِ لا بالسَّلامْ

وهلْ بِقَتْلٍ تمْلِكونَ الزَّمانْ

فيا تتارَ الْعصْرِ هل تعْلَمونْ

مصيرَ فِرْعوْنَ وَمنْ يظْلِمونْ

إلى متى غُروُرُكمْ يا طُغاةْ

السِّلْمَ ثُمَّ السِّلمَ هلْ تفْهَمونْ

د. أسامه مصاروه

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى