ط
تحقيقات

مالا يعرفه الكثيرون عن سينما ريفولى التى احترقت منذ ايام

نقلا عن جريدة المساء بقلم هدى سعيد

سينما ريفولي التي تعرضت لحريق منذ أيام كانت في الأصل مبني قصر أقيم في بداية القرن التاسع عشر علي مساحة ثلاثة آلاف متر مربع وتعد جزءاً من التراث المعماري المميز لقلب القاهرة كما أنها بقاعتها ومسرحها الكبير تعد من الذاكرة الفنية والثقافية المصرية. وتم افتتاح هذه السينما للمرة الأولي في فبراير 1948 وكانت مملوكة لمنظمة رانك البريطانية. ووضع تصميمها المهندس المعماري البريطاني ليونارد ألين. وكانت في بدايتها تعرض الأفلام البريطانية.
وفيما تتواصل التحقيقات للوقوف علي أسباب الحريق الذي لم يسفر عن أي خسائر في الأرواح كانت “سينما ريفولي” قد أغلقت أبوابها منذ عدة سنوات للتجديدات وهي من دور السينما القاهرية العريقة التي ارتبطت بالتاريخ الطويل والتراث العريق للسينما المصرية. حيث قدرت الخسائر الأولية أكثر من مليون جنيه.
سينما ريفولي العريقة كانت شاهدة علي حوادث تاريخية في عمر هذا الوطن. منذ إنشائها. حينما كانت ضمن أملاك الأمير طلال بن عبدالعزيز. حيث أصبح مبناها منذ إنشائها سينما ومسرح شهيراً في فترة الخمسينيات والستينيات يقام عليه حفلات نجوم الغناء عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش بحضور كبار رجال الدولة.

حريق القاهرة
في يناير من عام 1952 وبينما كان حريق القاهرة يلتهم واجهات المباني العريقة بوسط القاهرة. كان لسينما ريفولي نصيب الأسد في هذا الحريق الذي التهم أجزاء كبيرة منها. وبعد حريق القاهرة ودمار السينما بالكامل تركتها منظمة رانك وسحبت سيطرتها علي المبني لتعود للإدارة المصرية بعد إعادة افتتاحها. حيث تحتل السينما مكاناً متميزاً نظراً لأنها تستقر في الجهة المقابلة لدار القضاء العالي بشارع 26 يوليو “فؤاد الأول سابقاً”. مما جعلها تظهر في العديد من الصور التاريخية للقاهرة كواحدة من أبرز معالمها التراثية.
وبعد ترميمها بعد ثورة يوليو. كان يتردد عليها العندليب وأم كلثوم وفريد الأطرش. لمشاهدة أفلام الأبيض والأسود وأفلام الألوان. ومن أهم اللحظات الحاسمة في تاريخ سينما ريفولي حينما زارها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر في أكتوبر من عام 1955 من أجل حضور حفلة لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم التي كانت تغني علي مسرح سينما ريفولي أغنيتها الشهيرة “قصة حبي”. التي كتبها الشاعر أحمد رامي ولحنها الموسيقار رياض السنباطي.
كل عام في عيد الربيع كان ينطلق صوت الراديو معلناً عن غناء الفنان الراحل فريد الأطرش في عيد الربيع. بداخل سينما ريفولي والذي كان يغني من أشعار مأمون الشناوي الذي يكتبها خصيصاً لعيد الربيع مثل “ادي الربيع” و”أول همسة” إلي أن أصبح عبدالحليم حافظ يحيي الحفل بدلاً منه. وبينما كان حليم يغني أغنيته الشهيرة “موعود”. التي كتب كلماتها الشاعر محمد حمزة ولحنها بليغ حمدي في عام 1971. تعرض العندليب الأسمر لحالة إغماء علي مسرح سينما ريفولي.
وقتها تعرض حليم لإجهاد كبير لاسيما وأن الجمهور طالبه وقتها بتكرار الأغنية أكثر من مرة. ليخرج من السينما إلي لندن للعلاج.
وايضا من الأحداث الفنية التي حدثت في سينما ريفولي تم رفع فيلم “عرق البلح” من السينما بعد يوم واحد فقط من عرضه وتعرضت السينما للهجوم الإسرائيلي ومع ذلك استكملت عروضها عام 1982. وكانت ايضا مقراً للأحزاب اليسارية خلال فترة الحرب بأمسيات شعرية لمرسيل خليفة ومعين بسيسو ومحمود درويش وغسان كنفاني.
وفي عام 1959. كانت ريفولي شاهدة علي الوقت الذهبي للسينما في لبنان. وكانت تأتي الأفلام لريفولي عن طريق البحر من فلسطين واليونان. وتم عرض العديد من الأفلام في حضور أبطالها مثل جان ماريه والمغنية بريجيت بردوا. وعماد حمدي وعمر الحريري. وتعتبر أفلام ستيف ريفزو من أكثر الأفلام التي لاقت إقبالاً كبيراً مسبقاً كانت أفلام تشارلي تشابلن.
ولم تكن فترة السبعينيات هي فترة نهاية تلك السينما العريقة. فمع دخول فترة الثمانينيات اقتصرت السينما علي عرض الأفلام السينمائية فقط. ولم يعد يستقبل مسرحها حفلات غنائية كما كان في السابق. حيث استأجرها الفنان فريد شوقي في عام 1986

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى