يمامةٌ مذبوحةٌ عندَ السّبيل جَناحُها قَصّوهُ بالحرفِ السّليل .... إن حلّقت مِن جرحِها رَوَتْ الحَجَر وترطّبتْ هِضَبُ الجَحافِلِ والتّليل إن غرغرت رحَلتْ تسافرُ للقمَر تَعبّدتْ حُرَرُ القوافِل لِلضّليل وتَرصّفت مِن دمعها قِفَرُ الجَسد امتَصّها العطشُ المُكلّلَ بالغَليل .... روَاحُ رحلتُها تَسابَق يحتشد مَكرَ الرياحِ تحمّلَ العِهنِ الثّقيل يمامةٌ بيضاءَ لَطّخها النّزيف الحُمْرُ أصقَلت الرداء المستميل كالبُردِ في قامِ السحاباتِ العفيف مَطَرَ الوجيعةَ غيمةً كَست الطّليل يمامةٌ مظلومةٌ بَرَحَتْ صَغير يلتَهمُ ثَديَيها بمِنقارٍ طَويل إن شَبِع ضاعَ في طَي الأثير إن جَاع ناعَ يَغتَالُ القَتيل الرُّوحُ عَرّتْها الطّهارةُ و الضّمير نَحَرَتها في صمتٍ .... ذَليل تنْغمِسُ في وحلٍ مَرير يَمامةٌ حَمقاءُ ضَيّعَتْ الدَليل هيلانة الشيخ