ط
كتاب المجله

آخر كلام ( تجربتى الناصرية) بقلم / محمد الشريف

محمد الشريف
أنا ناصري وإشتراكي الفكر حتى النخاع قولا وعملا ، قدمت لمصر ولأمتنا العربية ما استطعت و ما وفرته الظروف وما تهيأ لقلمي أن أقدمه ، شاركت في كشف فساد أثناء تواجدي بجريدة الأسبوع و قدمت مستندات امتلاك اسرائيلين لعقارات في سيناء و ساعدت في كشف سرقات أراضي الأوقاف وكنت أمينا في الترجمة من الصحف العربية لمجلة دير شبيجل الألمانية بما يحسن وجه مصر والعرب ، قمت بتأسيس صحيفة مصرية تهدف إلى كشف آفاق ثقافية جديده ، ثم مجلة تعني بالقراءه و التبادل المعرفي ، تعرضت لمضايقات و سرقة مستندات شخصية و أموال نتيجة موقفي المتضامن مع الحكومه والجيش في سوريا ، قمت بإدارة كيانات اقتصادية كبرى ، تاجرت دوليا ومحليا في الشرق و الغرب ، عملت بيدي حتي تشققت و سط العمال البسطاء ، كتبت القليل عن موقفي من أحداث مصر في عدة صحف عربيه ، جبت ثلث دول العالم تقريبا ،خمسة وثلاثون دولة ، اتخذت منها جميعا الصديق وزميل العمل ، كان لكلمتى المتواضعة الأثر في نفوس المحيطين بي ، والبعيدين عني ، كنت من سعداء الحظ الذين أرسلوا مساعدات ميدانية للشباب في ميدان التحرير ، و من الذين حذروا من خطر الإخوان ومكرهم و من الذين كانوا ولا زلت مع جيش مصر ورئيسها قلبا وقالبا ، روحا ودما فداءا نفسا وأهلا ومالا ، علمت أصدقائي لغة خارج بلادهم تفيدهم في التعامل و تقصر عليهم الوقت ، نشرت الحب والمشاعر النبيلة شعرا و مسرحا و أقصوصات ، تماديت في التصدي للمتآمرين و توقفت مع الناصرين في خندقهم السياسي ، و يعلم الله وحده مدى خوفى وقلقي على هذا التيار النبيل الذي أهدرته الخيانه و الحماقة و النازية المفرطه و الغلو الفكرى و العيش فوق أطلال الماضي و إهمال الحاضر والمستقبل ، فليست الناصرية فقط اشتراكية الفكر و ليست الناصرية فقط شعورا بالمؤامرة و انما هي سبيكة موحدة ومتوازنة من هذا وذاك ، و يعلم الله كم أحب الناصريين وأحترمهم مقدرا دور الشباب فيهم و أساتذتهم ، و مختل من ينكر الحركة وأثرها في حياتنا السياسية المعاصره ، و لكن فاق التنظير حده حتى اكتفى علية دون عمل ولا جدوى ، و اقترب بعض المنظرين من الشطحات الفكرية ، اكثر من اقترابهم للواقع ، حتى تبين أن الناصرية محلها كتاب وقلم وهي ليست كذلك ، و لا أنكر إيمان بعض روادها بما أؤمن به و لا أنكر فاعلية بعضهم على الأرض ، و لكنهم قلة ، ذرة في الرماد ، ولا أدري أي أحزاب ناصرية تلك التى لم أقابل ابدا و لا عضو بها أو منتمي للتيار الناصري إلا ويتهم رئيس حزبه بالخيانة والعمالة، و مع ذلك ينجح ويعيد رئاسته للحزب ، و لا أدري أى تيار ناصري هذا الذي صمت على ضياع دولة عربية تلو الأخرى دون أن يحرك ساكنا يذكر ، و لا أدرى أى تيار هذا الذي يتخذ مثلما اتخذ الاخوان فزلكة الكلام وحلو الحديث لإنتصارات جماهيرية مؤقته ، ، سأظل على ناصريتي ما حييت و لكنى سأسحب عضويتي الحزبية في مصر و لن أنتمي مجددا لأي حزب أو عمل ناصري حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى