ط
مقالات فتحي الحصري

آمال ماهر .بين الغناء للغناء والغناء من أجل المال . والشغف المفقود فى صوتها

فتحى الحصرى

كتب / فتحى الحصرى

ــــــــــــــــــــــــــــــ
فرق كبير أن تغنى حبا فى الغناء أو تغنى من أجل جمع المال فقط
هذا بمناسبة الحديث الدائر عن المطربة المعتزلة حتى ساعات مضت آمال ماهر
أذكر المرة الأولى التى استمعت فيها للمغنية الصغيرة والتى لم تتجاوز الثالثة عشر من عمرها آمال ماهر حين قدمها الموسيقار عمار الشريعى داخل احد استوديوهات الإذاعة للرئيس السابق محمد حسنى مبارك
فتاة ذات مظهر اقل من العادى قد لاتلفت الأنظار إليها عندما تراها ولكنها عندما غنت جعلت القلوب تخرج من الصدور أو كادت..!
فتاة صغيرة استطاعت أن تبهر الجميع حتى قلنا كما قال عمار الشريعى أول من قدمها بتوصية من المايسترو الراحل صلاح عرام تلك هى أمل مصر القادم ونجمته فى الغناء
غنت الفتاة الصغيرة بصوت يشبه الإعجاز وإحساس يفوق ماقد يتصوره أى عاشق للغناء ثلاث أغنيات بمصاجبة جزء كبير من فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية ( ملحوظة : فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية غير الفرقة التى عزفت خلف أم كلثوم )
غنت البنت التى كانت فى طور الشباب ثلاث أغنيات لأم كلثوم التى برزت صورتها فى الخلفية فقد كانت الأغنيات ضمن استعداد الإذاعة للاحتفال بعيد ميلاد كوكب الشرق
غنت الأمل كلمات بيرم التونسى ولحن زكريا احمد ثم غنت مصر التى فى خاطرى كلمات شاعر الشباب أحمد رامى ولحن رياض السنباطى واختتمت بإفرح ياقلبى لك نصيب من كلمات أحمد رامى ايضا ولحن السنباطى
غنت الفتاة كما لم يغن احد إطلاقا . إحساس لايضاهيها فيه أحد . صوت حباه الله بكل المتعة والجمال . من عُرب ( زخارف صوتية ) طبيعية وتريلات وقوة وشجن وتمكن يحسها عليه كبار المطربين والمطربات .  وفوق كل ذلك نعومة وقوة وجمال أبهرت كل من استمع إليها وقد استبشرت وقتها بأن مصر على وشك أن تطلق صاروخا غنائيا جديد سوف يدمر كل من يقف فى طريقه وسيعيد لمصر عصر الاستمتاع الجميل بالغناء خاصة وأن من يتولى رعايتها موسيقار له باع كبير فى عالم الغناء والطرب هو الموسيقار عمار الشريعى
ومما زاد من حالة التفاؤل تلك أن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك هو الراعى الأكبر لها وهذا وحده كفيل بأن تقفز سلم المجد قفزة واحدة وأذكر ان الرئيس أهداها خمس آلاف جنيه وقتها وقد كتب أحدهم فى جريدة كبرى أن الرئيس أشفق عليها من سوء مظهرها الذى لايتناسب مع موهبتها الفذة فأعطاها المنحة كى تشترى ملابس لائقة
المطربة الصغيرة بدأت تنتشر فعلا وبسرعة كبيرة غير أن الانتشار السريع اخذ بعقل المطربة الصاعدة فاختل توازنها وراحت تشترط على كل من يدعوها لحفل وكان صدامها الأكبر مع السيدة رتيبة الحفنى كما كتب وقتها بأنها رفضت الغناء فى مهرجان الموسيقى العربية إلا بعد الحصول على مبلغ إعجازى وأيضا إحضار الفرقة الماسية لتعزف خلفها وبالطبع رفضت السيدة رتيبة الحفنى وكان هذا بداية السقوط
المطربة التى مازالت صغيرة بعد اختفى من صوتها الشجن الذى كان يصاحب غناؤها وحل محله الشكل التجارى فأصبحت تغنى من أجل المال فقط فلم تعد تطرب الآذان فغناؤها لم يعد من القلب وبالتالى فقد أهم مقوماته ، كما اختلت عجلة قيادة حياتها فى يديها بعد أن تخلت عن كل من وقفوا بجانبها وألقت بنفسها فى آتون الاستهتار فتزوجت من ملحن مضى عليه سنوات طويلة لم يقدم لحنا معروفا وهو الملحن محمد ضياء والذى اكتسب شهرته من ارتباطه بالعديد من المطربات أو أقاربهن وهو آخر خطيب للفنانة المعتزلة إيمان الطوخى وكان قبلها متزوجا من المطربة اللبنانية مايا مغربى ثم قريبة للفنانة اصالة وغيرهن ..!
ولا أدرى ما الذى يدفع بمطربة شابة واعدة للارتباط بملحن ليس صغيرا فى السن والشهرة خاصمته منذ زمن بعيد الأمر الذى ابعدها عن المشهد الغنائى كما حدث لكل من ارتبطت بهذا الملحن وقد أثمرت تلك الزيجة إبنا واختفاء عن الساحة الغنائية حتى حدث الانفصال ..!
ظن الجميع أن المطربة الواعدة قد عادت لرشدها وفنها لكن سرعان ماارتبطت بمطرب معروف يكبرها كثيرا فى السن ولكنه يفوقها شهرة وقد ظنت أن شهرته ستكون الطريق لعودتها لعالم الشهرة ولكنها للأسف ظلت محلك سر ولم تقدم أى شئ يتذكرها الناس به حتى تم الانفصال
المطربة التى لم تستوعب الدرس وتحاول أن تهتم بفنها وبالموهبة التى أعطاها إليها الله وتتفرد بها عن كل أقرانها بل انجرفت خلف أحلامها التى اتخذت من الغناء وسيلة للوصول إليها فتزوجت المستشار تركي آل الشيخ وهو زواج تكرر كثيرا لمطربات كثيرات تزوجن من أثرياء ضاربين بشهرتهن الفنية عرض الحائط فى سبيل العيش فى حياة رغدة تفوق أحلامهن كثيرا ومنهم المغربية عزيزة جلال التى تزوجت فى أوج شهرتها واعتزلت وعندما توفى زوجها حاولت العودة ولكن للأسف لم تجد من يستمع إليها فقد تغير الحال ولم يعد الجيل الذى كان مبهورا بها موجودا
تزوجت المطربة التى لم تعد صغيرة سنا بعد أن تغيرت ملامحها وتبدل حالها ولم تعد تلك الفتاة ذات البلوزة البيضاء البسيطة والجونلة الطويلة المشجرة والشعر البسيط غير المرتب والصوت المبهر بل صارت سيدة ذات جمال مختلف فى الشكل وزوجة لرجل سياسى غير مصرى واعتزلت الغناء وارتضت بالرفاهية المفرطة التى لم تكن تراها ولا حتى فى الخيال
الفتاة المتمردة لم تستطع أن تصمد طويلا فبمجرد أن حصلت على ماتريد او هكذا ظنت أرادت العودة للغناء فأبى الرجل واشتدت الخلافات وأتى الانفصال بكل مافيه من أخبار  صارت تتصدر عناوين الصحف وبدلا من أن تتصدر صورتها الحفلات الكبرى أصبحت تزين صفحات الحوادث وعادت المطربة لل‘عتزال وهو امر كررته كثيرا وعادت فيه
حتى كانت زوبعة اختفائها المصطعنة الأخيرة والتى أديرت بذكاء منقطع النظير وذلك تمهيدا لعودتها بشكل فيه إثارة كبيرة وتشويق لرؤيتها ..!
البعض يردد أنها ليست فى حاجة لتلك الطريقة فلديها عشاق كثيرون يتلهفون لعوتها ولهؤلاء أقول . أين هو رصيد مطربة قضت أكثر من ربع قرن من الغناء ؟ كم أغنية خاصة يحفظها لها الجمهور ؟ وكم أغنية خاصة لها حققت نجاحا كبيرا ؟ الإجابة بالطبع لاتصب فى صالح المطربة التى فقدت أهم اسلحتها ألا وهو الغناء من أجل الغناء..!
لم تعد المطربة الكبيرة سناً والصغيرة شأناً هى نفس المطربة التى كانت صغيرة سناُ وكبيرة شأناُ . لقد ضاع كل هذا الشغف منذ أن تركت حب الغناء لحب آخر . ضاع الشجن الذى كان فى صوتها والذى كان يخطف القلوب وتحولت لمجرد صوت جميل ولكنه لاينفذ لشغاف القلب
فهل بعد كل ذلك سوف تعود وتحقق حلما لشعب توسم فيها مستقبلا للغناء فى مصر ؟ آشك فى ذلك فعليها أولا أن تعود لتلك الطفلة الشغوفة بحب الغناء وأن يعود لصوتها هذا الشجن المفقود .
على آمال ماهر إذا ارادت أن تكمل مشروع المطربة أن تبدأ من الصفر وأن تقوم بالتغيير من داخلها أولا ، أن تبحث عن النغمة الشجية المفقودة لديها منذ زمن بعيد . وقتها قد تعود وقد نقول أخيرا بدأنا الطريق لاستعادة الريادة الغنائية التى تكافح فيها مطربة وحيدة إسمها أنغام ولهذا حديث آخر

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى