ط
الشعر والأدب

آهات الزمن المر .قصة قصيرة بقلم / القاص فاضل العباس العراق

آهات الزمن المر
ماذا يدور في رأس الجسد المسجى على فراش أنهكه المرض حتى أكل من جسده ،حروق عملت حفر تناثر فتات اللحم تحته من طول زمن الرقود . عيناه تطوفان بين جدران الغرفة التي حفظ كل خط ونقرة مسمار في جدرانها .يرمق بنظره المرأة الجالسة الى جواره بين الحين والحين واضعةً يدها على خدها. الألم وحرقة القلب ومرارة اليأس من الشفاء ومتاهات الوجع الاخطبوطي من زمن مر ومجهول ينتظر في لحظة أن يفعل ما يريد.
الشفاه التي تنفث الآهات والزفرات كمدخنة ملكية قديمة. تلوذ بوجهها عنه بعناقيد الدمع على خد سكنه الزمن الموجع المترع بذاكرة الوجع والنحس التي لم تنساها أبداً، فتمسح خيطها بكمها ، وترتشف مخاط منخريها. عيون تتبادل النظرات، الأفكار، وكلمات في الداخل تسكن الخوف بالدعاء والتوسل لله أن يغير الحال ويرجع الزمن كما كان .كفان وأفواه مالها ألا هو بعد الله ، زرع فيهما الصدق والأخلاص لضميره
وعمله، وحصد الأمانة مع نفسه فاشبعها قناعة رغم العوز والفقر بأنك لا تأخذ اكثر مما قسم لك.
. لم تؤثرَ فيه إغراءاتهم بأن يكون معم يشاركهم ما يفعلون ويقتسم معهم الغنيمة ، أو يسهل لهم الأمر ليرتشف من كؤوسهم .
بين الملايين التي عرضوها عليه ، قائمتهم تنقصها توقيعه ويركب المركب ألا أنه أصر أن يبقى كما هو وفيا لأب زرع فيه حب الله والأرض والأمانة ونظافة القلب واليد، فكان يقول كل مال لاياتي عن عمل شريف هو سحت حرام، لم يكوِ جبهته ليخدع بها الآخرين بأنه مؤمن، راكع قائم الى الله ليل نهار بل آثر أن يكون صدقه وعطاءه وعمله الى الله هو من يقرأ سره. يئسوا منه هددوه أرهبوه إن وقف ضدهم أو لم يسايرهم أرسلوا اليه رصاصة في ظرف ، ورسائل وعيد إلكترونية بأن صبرهم نفذ وحان وقت القصاص. أجابهم أن الروح واحدة والله واحد.
أستوقفه سيل من الرصاص على سيارته لتصيبه أحدها في ظهره فيرقد هذه السنين العجفاء ،يبيع كل ما ملك ليدور بجسده حول الأطباء ،ليدور في حلقة .عيناه تقول يارب ألا تشتاق لي ؟ أنا أشتاق لقربك ألم يحن لهذه الروح المتهالكه من لا أمل بالشفاء أن تكون بجوارك ؟ لتهدأ منابع العيون الملتفة حوله ولترقد بعد هذا السهد الطويل. لم يتعالى الصوت المبحوح المنهك من المرأة الجالسة قربه بعد أن أسلم الروح.

القاص فاضل العباس العراق

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى