هنا السعودية

أبراج الساعة في مكة تحتفي بيوم التأسيس بعروض عالمية مذهلة تعكس عمق التاريخ السعودي

 

د. وسيلة محمود الحلبي

في أجواء مهيبة تعكس عراقة التاريخ السعودي وأصالة الهوية الوطنية، احتفت أبراج الساعة في مكة المكرمة بيوم التأسيس من خلال عرض مرئي مبهر باستخدام شاشات عملاقة بعشر لغات عالمية، جسّد مسيرة الدولة السعودية منذ نشأتها وحتى يومنا الحاضر.

الفعالية التي أُقيمت في وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين جاءت لتؤكد على مكانة المملكة العربية السعودية كدولة ذات جذور راسخة، تمتد عبر التاريخ، كما أنها تبرز التزامها الدائم بإحياء المناسبات الوطنية بأسلوب يواكب التطور التقني والثقافي، ما يعزز الهوية السعودية على المستوى المحلي والعالمي.

عروض بصرية مذهلة توثق رحلة التأسيس

امتدت الفعالية على مدار ساعات، وشهدت بثّ محتوى مرئي ضخم عبر شاشات عملاقة في أبراج الساعة، استعرضت محطات تأسيس الدولة السعودية الأولى في عام 1727م، مرورًا بالمراحل التاريخية التي شكلت المملكة حتى يومنا هذا. وقدّم المحتوى بلغات متعددة، من بينها العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الصينية، الروسية، الإسبانية، الألمانية، التركية، الأوردو، واليابانية، مما أتاح فرصة لزوار مكة من مختلف أنحاء العالم للتعرف على هذا الحدث الوطني المهم.

لم يقتصر الحدث على العرض المرئي فقط، بل شمل أيضًا مجموعة من العروض الثقافية والتاريخية، حيث تم عرض لوحات فنية تعكس التراث السعودي الأصيل، بالإضافة إلى إقامة أركان تعريفية تحكي عن إنجازات الدولة السعودية في المجالات المختلفة، مثل الاقتصاد، والتعليم، والتطور العمراني، والتقنيات الحديثة التي تسهم في خدمة الحجاج والمعتمرين.

فادي الذهبي: الفعالية تجسد عمق الفخر الوطني وتراث الأجداد

قاد تقديم الفعالية الإعلامي فادي إبراهيم الذهبي، الذي عبر عن اعتزازه بإدارة هذا الحدث الوطني البارز، مؤكدًا أن يوم التأسيس ليس مجرد احتفال، بل هو فرصة لتذكير الأجيال الحاضرة بمسيرة الأجداد الذين وضعوا اللبنات الأولى للدولة السعودية، حتى أصبحت اليوم واحدة من أقوى الدول على المستوى الإقليمي والعالمي.

وقال الذهبي خلال كلمته:
“إن ما نشهده اليوم في أبراج الساعة من إبداع وتنظيم يعكس مدى اهتمام المملكة بتاريخها وحرصها على غرس روح الانتماء والفخر في نفوس المواطنين والمقيمين. رؤية هذه العروض الضخمة على شاشات عملاقة، وتفاعل الحضور معها، يؤكد أن السعودية ليست فقط دولة ذات ماضٍ عريق، بل أيضًا دولة مستقبلية تستشرف آفاقًا جديدة من التقدم والتطور”.

د. أحمد الثقفي: “فخور بما رأيته من إبداع في تنسيق الفعالية”

من جانبه، عبر الدكتور أحمد الثقفي، أحد الشخصيات البارزة في مجال الثقافة والتاريخ، عن إعجابه الشديد بمستوى التنسيق والتنظيم الذي شهدته الفعالية، مشيدًا بالدقة في تنفيذ العروض البصرية، والاهتمام بأدق التفاصيل لإبراز هوية يوم التأسيس بطريقة احترافية.

وفي تصريح له، قال الثقفي:
“ما شاهدته اليوم في أبراج الساعة يعكس عمق الهوية السعودية بأسلوب حديث يواكب العصر. الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والتاريخ العريق في هذه الفعالية يظهر مدى حرص القيادة الرشيدة على تعزيز الانتماء الوطني بأسلوب يجمع بين الإبداع والتقنية الحديثة”.

كما وجه الثقفي شكره الخاص لمدير الاتصال المؤسسي في أبراج الساعة، الذي كان له دور بارز في تنسيق الفعالية وإبرازها على هذا النحو الاحترافي، مشيدًا بالجهود المستمرة لإقامة فعاليات وطنية في أبراج الساعة، باعتبارها معلمًا عالميًا يربط بين الماضي العريق والحاضر المزدهر.

شكر خاص للقيادات التنفيذية لجهودهم في إنجاح الفعالية

وفي لفتة تقديرية، توجه الثقفي بالشكر إلى المدير التنفيذي لأبراج الساعة، بالإضافة إلى المدراء والمسؤولين عن تنظيم الحدث، الذين أسهموا في جعل هذه الفعالية تجربة فريدة تجمع بين الإرث التاريخي، والتقنيات الحديثة، والرسائل الوطنية المؤثرة.

وأكد أن الاحتفال بيوم التأسيس في هذا المعلم البارز لم يكن مجرد حدث عابر، بل هو تأكيد على الاعتزاز بالهوية الوطنية، والالتزام المستمر بإبراز الإنجازات السعودية على مستوى عالمي، معربًا عن أمله في استمرار مثل هذه الفعاليات التي تكرّس تاريخ المملكة في ذاكرة الأجيال القادمة.

إقبال واسع وتفاعل كبير من الزوار

حظيت الفعالية بحضور واسع من الزوار والمقيمين والحجاج والمعتمرين، الذين أبدوا إعجابهم بما شاهدوه من عروض تاريخية بصرية، انعكست على الشاشات العملاقة في مشهد مهيب يجسد عظمة التاريخ السعودي.

وقد تفاعل الحاضرون مع المحتوى الذي تم عرضه، حيث وثّق العديد منهم اللحظات الرائعة عبر كاميرات هواتفهم، وشاركوا بها على منصات التواصل الاجتماعي، مما ساهم في انتشار أجواء الاحتفال عالميًا، وعكس روح الفخر التي غمرت الجميع.

احتفالات ممتدة ورسائل وطنية عميقة

جاء هذا الاحتفال ضمن سلسلة من الفعاليات التي شهدتها مختلف مناطق المملكة احتفاءً بيوم التأسيس، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية هذا اليوم، وتعريف الأجيال الحالية والمستقبلية بجذور الدولة السعودية، وبالقيم التي تأسست عليها.

كما تبرز هذه الاحتفالات رؤية المملكة 2030، التي تعزز من مكانة الموروث الثقافي والتاريخي للمملكة، وتوظفه بأسلوب حديث ليكون جزءًا من الهوية الوطنية المتجددة.

مكة.. منارة للتاريخ والحضارة

في ختام هذه الاحتفالية المبهرة، أكدت مكة المكرمة أنها ليست فقط قلب العالم الإسلامي، بل أيضًا منارة حضارية تعكس مجد الوطن، وتاريخه العريق، وتواصله مع الشعوب والثقافات المختلفة.

وبهذه العروض المذهلة، استطاعت أبراج الساعة أن تقدّم تجربة تاريخية متكاملة، جمعت بين الأصالة والتقنية، وربطت بين الماضي المجيد والمستقبل المزدهر، في مشهد سيظل خالدًا في ذاكرة كل من حضر هذا الحدث الوطني العظيم.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى