الشاعر الدكتور عدنان البصام
العراق
خاص بمسابقة مهرجان همسة الدولية /القصيدة النثريه
(أبي يَساريُ النِضال)
الوَطنُ والخُبزُ وَالسَلامُ..
الأرضُ ياوَلدي وَطَنُكَ..
مَهدُ الحَضاراتِ والأجدادِ..
أضَعتُ شَبابي أُحارِبُ..
لِتَبقى الأرضُ طاهرةٌ..
رَغيفُ الخُبزِ فِيها كَمائدة ِالسَماءِ..
لابُدَ أنْ تَزرَعَ بِيدِكَ النَقِيةِ..
لِتُشبِعَ إخوَتَك وتُنفُوا الفَقر..
الفَقرُ لَن يَعيشَ في أرضِكُم..
وَالحُبُ يَملَىء قُلوبَكُم والسَلام..
كُونُوا مُتَحابينَ مُتَعاضِدينَ..
فالوحوشُ البَرِّيةُ تَتَرَبَصُ بِكُم..
أَبي كانَ يَتَكَلَّمُ بِوجعٍ غَريبٍ..
وَكأنَ وَصاياهُ لي ضَربُ الخَيالِ..
إستَوقَفَني تَقَطُّبُ حاجِبَيهِ..
وإلتِواءُ مَلامِحِهِ كَالمُتَوَجِعِ..
أبي هَلْ مَنْ خَطب..؟
لا ياوَلَدي….
وَلكنْ ما أقولُهُ صَعبٌ عَسيرٌ..
لِذلكَ كانَ في البِئرِ أخٌ صغيرٌ..
وَذِئبٌ بَريئٌ .. وأبٌ بَصيرٌ..
ياوَلَدي….
الكِلابُ السائِبةُ لاتُترَكُ طَليقةً..
ياوَلَدي ….
اليَمينُ يُحاربُ اليَسارَ..
الأرضُ والخُبزُ والسَلامُ..
كانَتْ أحاديثَ العِشقِ ..
في زَمَنِ العُنفوانِ وَالشَبابِ..
وكانَتْ حِكاياتي لأمِّكَ..
وَهيَ تَراني كَبشرٍ مَلاكٍ..
والآن يا أبي….
أينَ ذاك النِضال..؟
وهَلْ أثمَرَ..
وعَمَّ السَلامُ..؟
وتَوَفَرَ الرَغيفُ..؟
ونَمَتْ الأرضُ..؟
وسَعُد الأنام..؟
لاياوَلدي….
كأنه مُحال..
بِيعَتْ الأرضُ..
وفَسُدَ العِيال..
وشَحَ الرَغيفُ…
وَشَمَخَ الفَقرُ كَالجِبال..
وَكَأنَ الجُبَّ لَمْ يُردَمْ..
وَغياهِبَهُ مَواطِنُ الأبطال
والأسباطَ قَدْ نالوا المَنال..
✍
عدنان البصام
