ط
مسابقة القصة القصيرة

أجراس الموت .مسابقة القصة القصيرة بقلم / مدحت مطر من مصر

الأسم: مدحت مطر
العمل الثاني : قصة قصيرة
أسم القصة: أجراس الموت
رقم الموبايل: 01204884057
العنوان: مصر/ القاهرة/ القاهرة الجديدة

أجراس الموت

جلس هيثم على الأريكة الملااصقة للجدار القديم, الذي أصبح ملك لكل من يعبث به من أطفال وحشرات وبشر وحيوانات, حتى العناكب لم يسلم هذا الجدار منهم.. فكانوا يملئون خيوطهم في جميع أنحائه.
شعر هيثم بالبرد الشديد فبكى بكاءً حاراً نظراً لحاله وظروفه السيئة, سفر والديه وجلوسه لوحده في المنزل.. فكان هيثم وحيد لا يوجد لديه أخوة أو أصدقاء.. غير صديق واحد يقيم بعيداً عنه.
قام هيثم من على الأريكة بصعوبة وهو يتألم من البرد القاصي, لكي يحضر غطاء زائد حتى لا يشعر بالبرد.
هنا دق جرس الباب, وقف هيثم متصلباً فكان الوقت متأخر, وقد كانت الساعه الواحدة بعد منتصف الليل.. من يأتي الأن في هذا المكان البعيد وهذه القرية المريض أهلها.
تحرك هيثم نحو الباب وهو يقدم رجل ويؤخر اخرى, حتى وضع يديه على بكره الباب وفتح بسرعة ونظر.. وجد أمرأة عجوز ومعها بنت شابة وهي تنظر إليه ويتساقط من رأسها المطر الغزير الذي يغرق جسدها.. وأصبحت العجوز توجهه كلامها إليه..
يابني: أنا أم وهذه أبنتي هل بالأمكان ان نستريح عندك قليلاً.
الشاب هيثم قد رجعت له قوته مرة أخرى وهو يتحدث بعذوبة الكلام خاصة وهو ينظر إلى تلك الفتاة الشابة الجميلة, “نعم تفضلوا لا يوجد لدي أحد”؟.. أقصد تفضلوا المنزل منزلكم.. سأجهز قليلاً من الشاي الدافىء.
تقدمت المرأة العجوز ودخلت هي وأبنتها.. وجلسوا على أحدى المقاعد وأخذوا يتثامرون مع هيثم ويتضاحكون..
وفجأة أخذت المرأة العجوز يصيبها السعال وتتقىء .. هنا صرخ هيثم ماذا يحدث.. نظرت اليه الفتاة الشابة بعينان لامعتين وهي تكلم هيثم لا تخف هذه أزمة ولكن أن زادا أكثر من خمسة دقائق علينا أن نحضر لها الدواء من أي خزانة أدوية, لم ينتبه هيثم إلى حديثها, بل أخذ ينظر إلى عينيها التي لفتت نظره ولكن هذه المرة لم تكن تدل على أي حسن أو جمال.
وفعلاً خرج هيثم والفتاة مع بعضهما, وترك السيدة على الأريكة القديمة حتى ترتاح وأنطلقا لكي يحضرا الدواء, كان هيثم مهتم جداً لأمر تلك العجوز فكان يركض بشدة حتى يبحث عن أي مشفى أو محل يشتري منه هذا الدواء, والغريب أن أبنتها كان هادئة إلى الأن.. لما يتمثل ذلك في هذا البرود العجيب, وكان هيثم يشعر بأن هناك أمر مريب وغريب لأمر تلك الفتاة , لهدوئها المخيف
حاول هيثم أن يعلم ماذا يجري, فسأل الفتاة هل تقيمين أنتي وأمك في نفس المنزل..
نظرت اليه الفتاة بأستغراب ثم قالت عن أي أم تتحدث.
أخذ هيثم يخفف من حركة مشيه بعد أن شعر بالخوف من حديث الفتاه, وهو يعيد عليها السؤال بطريقة أخرى أمك التي في منزلي.
هنا ضحكت الفتاة وردت أني أمازحك حتى أخفف عليك فأنت لا تعرفنا وقلق لهذه الدرجة, فكم أنا سعيدة أني وجد رجل طيب وحنون مثلك بهذه البلدة اللعينة.
حاول هيثم أن يرسم أبتسامة على وجهه ولكن بائت بالفشل.
ولكنه حاول أن يتأقلم مع الوضع وأقنع نفسه بما أن الفتاة ليست قلقة فلماذا أنا قلق لهذه الدرجة؟ بالتأكيد أن حياة تلك العجوز ليست بخطر.
ويسأل الفتاة مرة أخرى أين تقيمون فأنا لم أراكم في البلدة من قبل؟
الفتاة تصمت قليلاً.. ثم ترد في المقابر..
هيثم ينظر اليها ويضحك ضحك عالية ويشير إليها بمرح أنتي تلاعبيني مره اخرى ايتها اللعينة.
لم تعلق الفتاه ولم يدير هيثم أي اهتمام لذلك..
هيثم مرة أخرى: ولكن ما أسمك لم أعرفه الى الأن..
ردت الفتاة اسمي نهلة..
هيثم أومأ برأسه وتذكر أحدى صديقته القديمة التي كان يعشقها من صغره وماتت في حادث سيارة أليم.
حاول هيثم أن يتلاشى كل تلك الأحزان ويعيش مع الواقع حتى لا يبكي امام الفتاة وتتهمه بالجنون..
ولكن الفتاة لم تمهله حتى بعض الوقت فلااحظت الحزن في ملامحة ونبرة صوته.. فسألته لماذا حزنت عندما علمت بأسمي؟
هيثم يخبىء دموعه لا شىء..
ولكن انتي ذكرتيني بماضي أليم.. حاول تغيير الموضوع وسألها وما أسم والدك؟
قالت له حلمي..
تسمر هيثم في مكانه وكادت أعصابه أن تنفجر.. وهو ينظر إلى الفتاة بأستغراب والمفجأء الأخرى لم يجدها بجانبه.. ونظر حوله فوجد الأمطار تهطل بغزارة شديدة في مكان منعزل به الكثير من الأشجار المخيفة , وصوت البوم الذي حوله كان سيصبه بأزمة قلبية شديدة..
أخذ هيثم ينادي يا نهلة أين ذهبتي؟
ثم اخذ يصرخ مرة اخرة بهلع شديد معقول انتي نهلة حلمي؟
كيف وأنتي توفيتي منذ أكثر من عشرة سنوات في حادث؟
ياللهول أهذا شبحك أم خيال.
قرر هيثم العودة الى المنزل بشكل سريع حتى يبحث عن تلك العجوز فهي الدليل الوحيد على ان نهلة حلمي على قيد الحياة؟
وصل أخيراً إلى مكان الكوخ ولكن لا يوجد كوخ في الأساس وكانت دهشة هيثم صدمة كبيرة جداً وشعر بالدوار الشديد وأعمى عليه.
أستيقظ هيثم من وهو يشعر بصداع قوي, وأخذ ينظر حوليه فوجد نفسه في بيتهم الكبير في مدينة القاهرة, ووجد عمه وعمته بجانبه والطبيب يغادر الغرفة ويطمئنهم بأن هذا حلم وربما كابوس ليس أكثر وأن صحه هيثم سوف تكون بخير.
عندما سمع هيثم كل هذا الحديث شعر بقليل من الراحة واخذ يسترجع ما حدث ويفكر معقول كل هذا حلم أنه أقرب غى الواقع.
خرج الطبيب وتقدم عمه وعمته اليه من بعيد وهم يمسكون بشىء لم يحدد ماهيته؟
ولكن مع الأقتراب تبين أنهم يمسكون سكيناً ملىء بالدماء ويتحركون إليه وهم يضحكون ضحكة مخيفة.. هنا صرخ هيثم وفجأة أيضاً تذكر أن عمه وعمته قد ماتوا منذ عاميين؟!
صرخ وأخذ يصرخ ..ويصرخ.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى