متى يبتسم لك القفر لا تصدق وصول الغيوم و مجيئ الرّبيع و لا تصدّق من يبيع لك الوهم و يزرع في أرضك وسوسة متى يعزف اللّيل على أوتار كمان حزين لا ترقدوا لا تسْلِّموا للحفيف آذانكم لا تقولوا للبسَمات التّي تقطر من لعاب الأفاعي :نعم الكمان الذّي وزّع ألحانه و أوهمك بالنّغم لف حباله على رقبات الرّبيع انسكب الكأس …خاتلك لم تشرب حتّى الثمالة ؟ لا تندم ليست كل الكؤوس كي تنتشي قل ما تريد قل ما تقول في سرّك للبعيد احلم بصبح جديد مرّغ اصابعك كما شئت كي يطير الحمام و ترفرف أرواحهم شاكرة ترقص في البرد وتتعالى أصوات الغناء تحت التراب قل ما تريد سوف نقول أننا نصْنع أشياءنا و إن أرّقتنا سنُلقي بها للبحر ,للملح و تحت النعال تتشابك أيادينا من ألف عام وراء السّديم و أمام الوريد إننا نتقن نفس السّماء و أننا نرفض انكسار العيون و شئنا متى شَاء ربّ السّماء و فينا بساطة موجة و ثورة نار و بيننا عقود و أعتى البحار متى يبتسم لك القفر قل له :هل وراءك واحة ؟ أوراء الغيوم ووراء الربيع فصل جديد ؟ أوراء حلمي سيزهر ذاك الغد المشتهى ؟ إن قابلك ريح وقال تعال عندي أفق مليئ بعطر الصّبَا فلا تنحن كالحكاية كي يمرّ و لا يكسِر ضلع المَدَى ارفع هامتك إنك تونسيّ الإباء.
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون