أراك نديَّ القلب
شعر: نفين طينة
–
–
أراكَ نديَّ القلبِ طابَ بكَ العمْرُ
وما للدُّنا لولاكَ لونٌ ولا عِطرُ
تطيرُ بيَ الساعاتُ ما دمتَ راضيًا
وتعصفُ بي نفْسي إذا مسَّكَ القهرُ
غرامُكَ نورٌ في محيّايَ بارقٌ
إذا اسودَّتِ الأيامُ أنتَ لها البدرُ
وروحُكَ بحرٌ حيَّرَ الكونَ وسعُها
لئنْ ضاقَ بي عمْري فحبُّكَ لي عُمْرُ
وعيناكَ سُؤْلٌ لستُ أدري جوابَهُ
وعندهُما في حيرتي هذهِ العذرُ
أحبكَ والكتمانُ حِمْلٌ يقضّني
وينزِلُ بي ضيقٌ ويعصرني ذعرُ
أكتِّمُ في صدري الجوى رغمَ أنني
متيَّمَةٌ والشوقُ في أضلعي نهرُ
وألبسُ ثوبَ الصبر زيفا وأصطلي
وما عادَ في وسعي على لهفتي صبرُ
سأنزعُ وجهَ الخوفِ عن بوحِ خافقي
فمَنْ رامَ ثغرَ الشمسِ ما عابَهُ الجهرُ
وأطلقُ ما في القلبِ شِعرا مخضّبًا
وإن كان لا يُغنيهِ عن وصلكَ الشعرُ
لعمرك لا أنجو من الهمِّ ساعةً
سواكَ وهلْ يبقى بلا ماءٍ البحرُ
ودونكَ يخبو كلُّ شيءٍ بداخلي
وأيُّ مكانٍ لستَ فيه معي قبرُ
أحبكَ لا وهمًا ولا قولَ شاعرٍ
ولا محضَ أحلامٍ يعجُّ بها الصّدْرُ
ففي كلِّ ركنٍ من خلايايَ لوعةٌ
تُعيثُ ضَياعًا بي كما يفعلُ الخمرُ
أنا في جنونِ العشقِ نبضٌ معلَّقٌ
يبعثرُهُ ليلٌ ويجمعُهُ فجرُ
وما في مساماتي على البعدِ طاقةٌ
وليسَ لغيرِ الوصلِ في مهجتي ذِكرُ
وفي مذهبي ألا فراقَ ولا نوى
حرامٌ متى آمنتَ باللهفةِ الهجر