ط
أخبار عاجلة

أسرة (عم شحاتة) تستغيث بالرئيس ووزيرة الصحة : احنا بنموت كل يوم ومش لاقيين تمن العلاج

“أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل”.. و”من يرى بلاء غيره، هان عليه بلاؤه”.. كلمات لخصت حكمة القدماء من تجاربهم عبر الزمن، لكن لعل أحدهم لم يكن يدري بما سيحل على عائلة “عم شحاتة” فجأة وكأنه جبل من هموم سوداء هبطت على منزله في عصر يوم أصبح هو الأسوأ في حياة الرجل الريفي البسيط بعدما فقد ابنته وشوهت نار حريق الباقي من أبنائه وأحفاده.

في كنف الهدوء والطمأنينة وبساطة العيش، نشأ شحاتة، شابًا مثل كثيرين غيره من أبناء الفلاحين في قرية منشاة شومان التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، يعمل في أراضي الغير نظير أجر يسد به حاجاته البسيطة، إلى أن ابتسمت له الدنيا في لحظات خاطفة فتزوج وأنجب من الأبناء بنتين وولدا اختار له القدر أن يصاب بضمور في المخ.

عاش “شحاتة” حياته راضيًا بما قسمه الله، حتى استطاع أن ينجز مهمته الأولى بتزويج ابنته الكبرى “شامة” التي أهدته 3 بنات أصبحن “أعز الوِلد” للرجل الذي انتصف عقد عمره الخامس.

مرت السنوات وكعادته استمر “عم شحاتة” في جمع شمل أسرته بين الفينة والأخرى، لتقاسم الأكل ومشاركة الهموم والأفراح، داخل جدران منزله ليشعروا كم هم أغنياء برضاهم، وتقاربهم المستمر.

دقات الساعة تشير إلى الثالثة عصرًا، في منتصف شهر سبتمبر قبل 4 سنوات، و”عم شحاتة” يتوسط أبناءه وأحفاده، الذين التفوا حوله رفقة عمهم، يتجاذبون الضحكات ويستلون الهموم من بعضهم، بينما انتصبت الأم تحضر ما جادت به الأرزاق طعامًا لغدائهم.

لم يكن أحد الجالسين منتبهًا لذلك القاتل الصامت الذي بدأ يتسرب من أنبوب البوتاجاز إلى مصدر اللهب، حتى صدمتهم جميعًا تلك النيران التي اندلعت في وجوههم ودفعتهم وأغلقت عليهم باب الغرفة الذي ترجل بفعل ضغط الحرارة المفاجئ.

لم يلتهم الحريق محتويات المنزل فقط، وإنما اختطف روح “شامة”، وترك بناتها الثلاثة بتشوهات في الوجه، بينما عاشت “أميرة” وعمها بحروق وصلت درجتها إلى 80% وكانت “الدرجة الثالثة” من نصيب باقي أفراد الأسرة.

“دا قدر ربنا، وأنا راجل مؤمن”.. هكذا لخص الرجل الريفي البسيط حال الراضي المحتسب، قبل أن يضيف في حديثه لـ”مصراوي”، “بنتي ماتت وولادها عايشين معايا أيتام، حتى أميرة مش عارفة تتحرك”.

كلمات الرجل الخمسيني خرجت من فمه مقهورة بفعل عجز عن استكمال رحلته في الحياة مع أسرته قائلًا: “جوز بنتي جاء ليعيش معنا حتى لا يبتعد عن أولاده البنات، فزوجتي هي التي تربي هؤلاء الصغار بعد رحيل والدتهم، لكن ما يحزنني أنهن يعانين يوميًا من معايرة الأطفال بسبب الحروق التي تملأ وجههن.

نبرات الحزن تطغى على صوت “عم شحاتة” وكأنه يسترجع كلماته من أعماق كهف سحيق حين يقول، “ابني الصغير مصاب بضمور في المخ، ولا نستطيع تدبير أي تكاليف لعلاجه، حتى علبة الدواء بـ10 جنيهات مش قادر أجيبها”.

“مفيش علاج لأولادك هنا يا حاج.. لازم يسافروا بره”.. عبارة لطالما سمعها الفلاح البسيط من الأطباء عن حالة أفراد في أسرته، قبل أن يشرح قائلًا “بدأت بالجري داخل المستشفيات الجامعية والتابعة لمديرية الصحة أبحث عن علاج  تجميل للحروق التي شوهت أميرة بنت الـ16 سنة، وبنات أختها فاتن 8 سنوات، ونورا 6 سنوات، وهنا 5 سنوات”.

4 سنوات مرت ولا يزال منزل “عم شحاتة” قابعًا على أطراف القرية، وسط أثار الحريق، خاليًا من الأثاث، إلا سريرًا وفرشًا بسيطًا استطاع الرجل تدبيره للضرورة.

“الحقنا يا ريس”.. خرجت العبارة من بين شفتي الرجل بحثًا عن طوق النجاة لسفينته التي تصارع الغرق، قائلًا، “أوجه نداء استغاثة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليجد لي حلًا فيما أعاني منه أنا وابنتي التي لا تكاد تستطيع الحراك، وابني الذي يعاني ضمورًا في المخ، ويصاب بنوبات الصرع، وأحفادي البنات اللاتي يعانين من التنمر يوميًا لأن وجوههن مشوهة من آثار الحريق”.

وتابع “عم شحاتة”، “أناشد الفريق أول محمد زكي، وزير الدفاع، أن يأمر بعلاج أفراد الأسرة في مستشفيات القوات المسلحة أو أن يعيننا على السفر للعلاج في الخارج، كما أناشد الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة أن تساعدنا في استخراج قرارات العلاج في الخارج للحالات التي لا يمكن علاجها في مصر”.

زر الذهاب إلى الأعلى