ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

أعيش البؤس دوما . مستبقة القصيدة النثرية بقلم / عامر السعدى من العراق

خاص بمسابقات مهرجان (همسه الدولي لعام 2016)
فئة المسابقة(نص نثري) بعنوان (أعيش البؤس دوماً)
الاسم :. عامر الساعدي
البلد:. العراق

أعيش البؤس دوماً
::::::::::::::::::::::
أبحثُ عن نفسي
لكنني…….
سأوهمُ أصدقائي بالبهجة
بشفاهٍ راجفةٍ تقهقهُ كذبا
لوحتُ للراحلين بستارةِ نافذتي
الحسرة سجائرٌ تعوي في المنافضِ
جثثٌ مزرقةٌ
معلقةٌ بالقمصان
كسماءٍ ترش النعاس
بحطامِ الازمنة
تتدلى من حبال المشانق
تحملُ أظافراً
تنهشني كشتاءٍ مفتوح
غابات موحشة
بضحكٍ حامض كالخذلان
كل ماحلمتَ به أوهاماً
كأنَ قدميّ ميتة في الطرقات
تنزلقُ في وحدةِ الفراق
كجذعِ شجرةٍ هجرتهُ العصافير
بقامتهِ الضئيلة
يصدُ تعب الرياح
كأنني قطعتهُ سأماً
مخلوقٌ لا أشبهُ أحداً
في القلبِ رقعُ سوداء
تسع الليل من العتمةِ
هوت الديدان تقتاتني
أحوكُ نفسي بقشعريرة الندم
أموت كل ليلةٍ بالأرق
لكأنني……
أعيش عقاب البساتين
مثلَ فاكهةً متخمة
تعدُ نفسها للجرح
يديّ لا تجيد عناء المسافات
تجدد ُ وحدها خلايا العزلة
بعثرتُ ملامحي
بوهمٍ ذهبي
سأغلقُ عيني عن فقرِ العلاقة
عن هذيانِ الارتعاد
عن ورودٍ عادت من الحديقة خائبةً
ليتني غيمةً
أمحو سرَ الكواكب
أخذلُ الذكرياتِ
ليتني غيمةً
أشنقُ الضوء
القلبُ….
طفلٌ محروق ٌبالسحرِ الاسود
يعدَ المسافةَ على اشواكِ الصبار
يسقطُ على هيئةِ خديعةٍ
شبحٌ يخترقهُ
يستلقي على الآمِ ظهره
جثتي تتأرجحُ
كأنها علقت بجسرٍ أحدبٍ
تنزفُ نجوماً من ورقٍ
أشارةً معطلة
تُوهمُ المارة
بعينٍ حمراء تحملُ الحزنَ
جرذانٌ في الزوايا متربصة
تلعقُ دمي المترسب
قلبي شجرةٌ محنتها الحسرة
تحدقُ بآنيةِ دمعٍ خاويةٍ
مسني جنونٌ
شخوصٌ حولَ السرير
يعانقونَ دميةً لا تبادلهم القبل
الفراغُ الاسودُ
ما من احدٍ يغلقهُ
مطرُ مُخادعُ
كالحنانِ والقسوةِ
رغمَ تدفقهِ
أكثر وحدةً
جثةٌ تصرخُ التراب
أدخنُ الفقد برئتين تنتفضان بسعالي
لابد أن شبحاً يقيم معي
ثمةَ يدٍ مجهولةٍ نزعت روحي
القت بخشبِ قيثارتي
في المدفأة
شجرةٌ تثمرُ المر
كالتي تتعرى من اوراقها
لتكشف سيقانها الخشنة
كيف أتخلص من وجعِ التفكيرِ
وسادةٌ تفقدني النومَ
خزانةُ أشيائي عاريةٌ
كرسيٌّ يهتزُ في أخر الغرفةِ
حيوانات تلعب معنا
فقط على (موكيت) الغرفةِ
الوقتُ ينهبُ ذروة اللذةِ
يقذفنا في يحمومِ الضر
هيكلٌ عظمي
يحتمي بالقبعةِ الخرقاءِ
نزج في فمهِ سيجارةً مشتعلةً
معانقين عجزهُ عن الرقصِ
تتسربُ أنفاسنا المخمورة
من شقوقٍ صغيرةٍ
ما الغرابةُ
في عصفورٍ
يعبرُ غيمةً
مخمورا خرج من الحانةِ
و يصطدمُ بشبيهٍ
في لمعانِ المرآةِ؟
ما الغرابةُ
تحلل الشموس إلى سوائلَ حامضة
تفسدُ قمصاننا المربعةِ
لتخمد سعال َصدورنا
ما الغرابةُ
إن حرث الضحك اسناننا
نميلُ برؤوسنا إلى الوراءِ
لعلَ الصداعَ يسقطُ بالوساوسِ
عيونٌ تحدقُ في فجيعتي
ولا اراها
أبتسمُ لملاكٍ يمرُ في عتمتي ويتوارى
لا أذكر سوى نافذةٍ بحجمِ آهاتي
تنتحرُ مشنوقةً
لفقدانِ الستارة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى