ط
السيناريو والحوار

أمنية عصفور ..مسابقة السيناريو والحوار بقلم / أحمد حسن عثمان من مصر

سيناريو وحوار بعنوان : ……………………… ” أُمنيَّة عُصفور”
                  (السيناريو يدور خلال يوم واحد ، الفترة من الصباح حتى الغروب)
…………………………………… مشهد تمهيدي ……………………………
( إحدى البلدات السورية ــ نهار ” صباحًا” ـ خارجي)
** سماء ملبدة بالغيوم، بين الحين والآخر ترسل الشمس أشعتها عبر فُرجات تتخلل السُحُب
** صغار يلهون أمام الُدُّور بين كرٍ وفر في لعبة الاختباء مُحدثين جلبة تختلط فيها الضحكات بالصيحات
** يتسع المشهد ليرصد على البعد قليلاً أطلال بيوت متهدمة، وركام مبعثر حولها يسد الطرقات
** دقائق تمر، وأزيز طائرات يقترب .. صرخات ذُعر وخوف يطلقها الصغار وهم يفرُّون متفرقين إلى بيوتهم، بينما ينقلب الأزيز إلى هدير خاطف مع مروق الطائرات فوق البلدة
……………………………………… مشهد (1) …………………………….
( أحد الدُّور ــ نهار ” اللحظة التالية للمشهد السابق” ــ داخلي)
** المنظر من قريب .. أطفال وأمهم والجد والجدة .. الجميع  زائغة عيونهم ـ الضوء يبدو خافتًا شبه مُظلم ـ الوجوه شاحبة يكسوها الخوف ، الصغار منكمشون في حضن أمهم؛ بينما يتناهى لأسماع الجميع صوت موجات متتالية من الانفجارات تبدو قريبة من المكان .. الرضيع يبكي، والصبي يملأه الرعب وهو يحادث أمه:
ــأنا خائف ياأمي .. ( الأم تهدأ من روعه، تُظهر رباطة جأش، وإن كان داخلها يموج بالخوف)
ــ لاتخف أنت رجل .. ستمر بخير .. ربنا كريم
يبتعد صوت الطائرات، وتسكن الانفجارات، ويسود الصمت يقطعه بكاء متقطع للرضيع، وتتراءى العيون متوجسة
………………………………………. مشهد (2) ………………………………….
( القرية وتخومها ــ نهار ” الضُحى” ــ خارجي )
** امتدادًا لحالة الصمت .. سكون قاتل ثقيل؛ إلا من رياح شتوية باردة يتبدى أثرها على مابقي من أشجار وحشائش برِّية، وأسمال عالقة ببقايا البيوت المدمرة
** يتسع المنظر ليشمل أطراف القرية بتخومها من التلال والأراضي القفراء المتصحرة
** من بعيد يتراءى طابور طويل غير منتظم من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال يحملون ماخفَّ ولزم من متاعهم .. يبتعدون رويدًا رويدًا عن البلدة
** في لقطة من قريب.. امرأة شابة في ثلاثينيات العمر ـ يتضح من ملامحها وثيابها ونعلها وماتحمل من متاع رقة الحال والفقر ـ  تحمل على صدرها طفلتها الرضيعة، وتُمسك بيدها الأخرى ولدها ابن الخمس سنوات، وعلى رأسها صُرَّة من قماش بها بعض المتاع وتمضي مع المغادرين ؛ بينما يُساءلها الصغير:
ــ إلى أين نحن ذاهبون ياأمي ؟
ــ ( ترد الأم بأسى) سنذهب بعيدًا عن الخوف ياولدى
ــ ألاتأتي الطائرات إلى هناك ؟
ــ ربك كريم .. اطمئن ياولدي .. لن تأتى (كأنما تطمئن نفسها أيضًا) ..نعم لن تأتي
……………………………………. مشهد (3) ………………………………
( مكان مفتوح شبه صحراوى ــ خارجي ــ بعد العصر بقليل)
** تتبدى على الأم وطفلها ملامح التعب والإرهاق، يعلوهما الغبار إثر السير الطويل عبر الدروب والوديان الوعرة .. المسافات تتباعد بين الفارِّين
** بين الحين والحين يجلسون قليلاً للراحة، وقد يقتاتون بما معهم من زاد قليل، ويحتسون بضع حسواتٍ من الماءالذي يحملون..
** تلقم الأم ثديها للرضيعة، والصبي ينظر في الفراغ، يحادث أمه:
ــ ( متمنيًا) لو كان أبي معنا .. طال غيابه عنَّا ياأمي
ــ ( تمسح الأم على رأسه، تطمئنه) سيأتي .. سيأتي .. ربك كريم
…………………………………  مشهد (4) …………………………………
( امتداد للمشهد السابق مع تقدم بعض الوقت نحو الغروب)
** تواصل الأم وطفلها المسير .. يجران اقدامهما جرًا .. تتبدَّى لهما من بعيد مظاهر عمران .. بيوت منفردة ، وبعض حقول، وأشجار .. يتساءل الصبي :
ــ هل اقتربنا يا أماه .. لم أعد أقوى ( يكاد يتهاوى إلى الأرض من التعب)
ــ ( ترد الأم بصوت واهن مُتعب وهى تتماسك) تحمَّل ياولدى .. ألست رجلاً .. مابقي إلا القليل
………………………………. مشهد (5) ……………………………………..
( قريبًا من أحد المزارع ــ خارجي ـ قرب المغيب )
** تقترب الأم وطفلها من أحد المزارع التى تسيِّجُها الأشجار العالية .. تسير بخُطى ثقيلة متعبة، والصبي على مبعدة منها يلاحقها
** أسراب كثيفة من العصافير تثير انتباه الفتى فيلاحقها بعينيه وهى تتجه عائدة إلى الأشجار .. كل سرب يتجه إلى شجرة بعينها لايخطئُها .. يصيح الصبى مناديصا أمه :
ــ أُماه ..أُماه .. أنظري ( يشير إلى الأسراب المتتابعة من العصافير العائدة إلى أشجارها )
يبدو أن الأم لاتسمعه مواصلة المسير .. بينما أصوات زقزقات العصافير المتداخل لاينقطع وهى تسكن إلى أعشاشها
** ينفعل الصبي بالمشهد؛ فيقف على أطراف أصابعه متوثبًا، يرفرف بذراعيه المفرودتين محاكيًا طيران العصافير العائدة ..
…………………………………… مشهد (6) …………………………………
( نفس المكان السابق ــ خارجى ــ قرص الشمس على وشك المغيب)
** قرص الشمس الأحمر يهبط رويدًا رويدًا خلف التلال البعيدة .. تسكن حركةالصبي مع سكون أصوات العصافيرقي أعشاشها، وترتخي ذراعاه إلى جنبيه ببطء .. يقف ساهمًا .. تضيق عيناه وهى ترنو في الفراغ يملأهما الحزن
……………………………………. مشهد (7) ……………………………..
(يرتبط بالمشهد السابق  ــ عودة للخلف “فلاش باك” ـ القرية ـ نهار خارجي )
** تتراءى أمام أعين الفتى صورة قريته الآمنة المسترخية وادعة بين الحدائق تحيطها الحقول في لقطة شاملة
** تقترب الصورة من منزله فيراه ـ كما هو منطبع في مخيلته ـ على حاله وبهائه
** يتسع المنظرفإذا أطفال تلهو آمنة مطمئنة .. بعضهم يلعب بالكرة، وآخرون يمارسون لعبة الاختباء، وأُناس يروحون ويغدون ـ كما الحياة اليومية المعتادة ـ وأصوات في الخلفية تأتى من بعيد ( مواويل، وقدود حلبية) ..
** عودة إلى وجه الصبى يصاحبها صوت ناى حزين يبدو عليه أثره في تلك النظرة الجامدة الحزينة، وإرهاصات دموع ، وصوته يتردد داخله يحدث نفسه:
ــ آه لو أصير عصفورًا
………………………………. مشهد (8) ……………………………….
(امتداد لطبيعة المكان ــ خارجى ــ بدايات المساء )
يعود المشهد إلى الأم ورضيعتها تسير منفردة، ثم تتوقف فجأة وكأنما تذكرت شيئًا سهت عنه ..تتلفت حولها بحثًا عن ولدها ..تنادى :
ــ شادى .. شادى .. أين أنت
ــ .. (لامجيب) فيصيبها الارتباك مع ظلمة المساء؛ فيعلو صوتها :
ــ شادى .. شادى .. أين أنت ياولدى ( يتردد صدى صوتها في الأجواء)
** (عودة إلى شادى) .. يستفيق من شروده على صوت أمه؛ فيجيبها :
ــ أنا هنا ياأماه .. أنا آت إليك.. ( يركض نحوها )
** تبدو وكأنما  ردت إليها روحها .. حين أوشك أن يدنو منها راحت تطمئنه، وتستحث خطاه :
ــ هيا ياولدى .. أوشكنا أن نصل .. هاهو المخيم .. ذاك الكائن هناك (وراحت تشير إليه)
………………………………. المشهد الختامي …………………………………….
    ( فوق تل مرتفع ــ خارجى ــ مساءً)
** الأم وطفلها فوق مرتفع من الأرض؛ وقد أحاطهما الشفق؛ فيبدوان كشبحين من أشباح خيال الظل ( سلويت) ، يرنوان إلى الفضاء اللانهائي بنظرة حيرى تتشكل على قسمات وجهيهما، وأسفل منهما يمتد على السفح القريب مخيم الإيواء .. صفوف متراصة مترامية من الخيام يكاد بياضها يتلاشى مع هبوط الظلام، وأضواء بعض مصابيح متناثرة هنا وهناك
** من خلف التلال البعيدة المحيطة بالمخيم يتراءى بعض من قرص القمر يرتفع على استحياء، والأم والصبى يسيران مبتعدين فيتصاغران حتى يتلاشيا في الظلمة ؛ بينما لحن هادئ ينساب يعكس مشاعر الحزن والضياع والأمل البعيد، وصوت جلبة أطفال يلعبون يأتى من مكان مجهول ..
………………………………………………………………………………
*** يمكن عند التنفيذ الاستعانة باللهجة العامية السورية مكان الجمل الحوارية  الواردة بالنص
*** يمكن اسقاط نفس السيناريو على أماكن أخرى تعانى نفس الحال في بلداننا العربية مع الاستعانة بلهجتها المحلية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسم : أحمد حسن عثمان

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى