للمسابقة خاطرة بعنوان : (أُمٌّ) بقلم : معروف بركات العتيبي - سورية تَركتْ اِبتِسامتَها ، على مِرآةِ بيتِها ، تتوضَّأُ خَوفاً ، بضَوءِ القَمرِ ... وعلى عَتباتِ العُمرِ ، تلبَّسَها الخَوفُ ، وعلى قارِعةِ طَريقٍ ، يَزدرِيها الغَمامُ ... أحلامُها كوابيسٌ ، تفورُ بالهلاكِ ... ذَوَائِبُ أمالِها ، تحتَ الثَّرى ، ومَدامِعُها ، سَكنتِ الكَرى ... سَقطتْ في كَبِدِ العَذابِ ؛ فَقدتْ جَنَى الأرضِ ، وهِبَةَ السّماءِ ... تَصرخُ ، ويتَعالى الصُّراخُ ، بينَ مَدٍ وجَزرٍ ، بلا اِنتهاءِ ... وفي اِنتظارٍ الأمسِ ، اِنتحبَتْ ، حتّى اِنقطعَ الرّجاءُ ... الفَراغُ تاهَ في كلِّ اِتّجاهٍ ، والمَطرُ هربَ مع السّحابِ ... ينتفضُ الألمُ في قَلبِها ، اِنتِفاضةَ العُصفورِ المَذبوحِ ، تَسألُ اللهَ رَحيلَ الرّوحِ ... لِتلحقَ بمنْ تَركها ، تَسفي التَرابَ على وجهِها ... عويلٌ وبكاءٌ ، على أحياءٍ ، باتوا على قَيدِ الأمواتِ ... يجثو وحشُ الظّلامِ على ركبتِيهِ ، يَشحذُ نِصالَ مِديتيهِ ، ليُقطّعَ أوصالَ الفقراءِ ... الأرضُ ضَاقتْ بما رَحُبَتْ ، وفَارتْ بالأمواتِ ، والأثداءُ تَهطِلُ بالدَّماءِ... سُؤرُ الذّئابِ ، على قَميصِها فوّاحٌ ، أزكمَ أهلَ الأرضِ ، والفَضاءِ. معروف بركات العتيبي - سورية