مسابقة القصة القصيرة
أنا البيضة
كان ردها صادما، حين سألتها، أريد التقديم للخدمة العامة، أجابتنى”لكن.. يبدوأن سنك تقدم،” لماذا تأخرتِ؟”وعاودت الحديث مع زميلة المكتب المجاور لها، أشارت لى بالجلوس، جذبتُ كرسيا وجلست فى مواجهتها. راحت تخبرنى بألاوراق المطلوبة، لم أكن أسمعها فقط أهتممت بتلك الخطوط والتجاعيد التى غزت وجهها، رحت أفكر كم خط فى وجهى يوازى تلك الخطوط المرسومة تحت عينيها و زوايا فمِهَا، تحسستُ وجهى هامسةُ لنفسى “لهذا الحد يظهر على وجهى ..”
إستقللتُ السيارة، مازلتُ صامتة أفكر فى كلماتها، هل غضبت من ردها أم أنها وضعت يدى على شيءلم أنتبه له بعد، لقد تخرجت من الجامعة منذ عشر سنوات فقط، لهذا الحد…قطع شرودى ذلك الأشعث، رث الجسد، يظهر من فمه وأنفِه سائل يصل حتى شعر صدره، وقف على قارعةُ الطريق عارياً وقد أنتصبت عورتهُ مما جمع حولهُ الناس يسترونهُ، تعلقت عينى بذلك المنظر.
عدتُ بأبنائى من المدارس، تمسكوا بالذهاب والمبيت عند جدتهم مُعللين اليوم أخر الأسبوع، وجدتها فرصةً. ذهبتُ بهم لأمى وتركتهم، فى صعودى لسلم العمارة جاءني صوتها وهى تتحدث لجارتها أمام الشقة “يا أختى الراجل مايرضاش أنام جانبه على السرير غير وأنا لابسه القميص الناعم”وذيلت الكلام بضحكة مائعة، دخلتُ الشقة، أودعتُ الصغيرة فى سريرها، وأسرعتُ نحو المرآة، باحثة عن تلك الخطوط، التجاعيد، جاءني تليفونه
– الو
– أعود مبكراً اليوم
مر الوقت سريعاً أمام المرآة، وأنا أطالع وجهى وذاكرتى، ذهبتُ للمطبخ إنتهيتُ من إعداد الطعام، تجهيز السفرة، عدتُ للمرآة همستُ لنفسي ليس لدىَّ تجاعيد، ما زلت صغيرة، أخرجتُ فُستان سهرة، انتهيت من تجهيز حجرتى لم أنس مفرش السرير الحريرى، يُحبه كثيراً، دق جرس الباب، فتحت الباب على عَجَل،
– تأخرتُ كثيراً، حمد الله على…..لم أُكمِل الكلمة قاطعنى
– أين “هنا”؟
– نامت
– قلتُ لكِ كثيراً لا أستطيع النوم دون رؤيتها
– ممكن إيقاظها، إذا أحببتُ
انتهى من تناول العشاء أسرع مما كنت أُريد”وماذا كنتُ أريد؟!”دخل غرفة الصغيرة، داعبَها حتى أيقظها، حملها لغرفتى بعد أن هللت له “بابا جه”القاها على السريرالإسفنجى، تَعالت ضَحَكاتِها ثم جلس بجانبها، أمطرت وجهه بالقبلات، وهى تطلب منه أن يلعب معها “البيضة “تمسك بأصابعه وتقول، “دى بيضة، دى قشرها، ثم تغرس أناملها فى بطنه وتقول “ودى أكلها “
يضحك كثيراً ويقبلها بعنف…، إعتدل على السرير وأمسك بكفها، …سألتُه
– لماذا أيقظتَها؟ أنتظرك منذُ باكر، رُحتُ أقصُ عليه ماحدث معى اليوم، لم يهتم لكلامى.
ضغط على خنصرها الدقيق قائلا.
“أدي البيضة “
لم أكن أُريد سوى اهتمام، إنسان يفهمُنى أكثرُ من نفسى
ثم ضغط على البنصر …
“أدي اللّى إشتراها “
تقدم لخطبتى لم أعرفه مسبقاً، كان ردُ العائلة أنهُ ابن حلال بعد أن أقسمت عمتى”أننى محظوظة “
أمسَك الوسطى هامسا
“وأدي اللّى شواها “
يوم أن ملكنى، أخبرنى بكل مايريد ومالايريد ، ونسى أن يُخبرنى برائحة جواربه ومهملاته، ولم ينس أن يُقسم لى كم أحببنى، ولم أُنكر كم تعلقتُ به وتمنيتُ فقط رضاه.
ضغط على السبابة ضاحكاً
“وأدي اللّى قشرها “
تنازلت عن كل أحلامى، طموحاتى، لم أر غيره فى الكون، حين جمعتُ كل أوراقى التى توهمتُ يوماً أنها ستكون مجموعات وروايات، وأكون يوماً من مشاهيرالكُتّاب، جمعتها والقيتُ بها بعيداً .
تأهبت الصغيرة لِمَا سَيفعلَهُ، حين غَرس أصابعهُ وفمهُ فى بطنها قائلاً
“وأدي اللى أكلهااااااااااااااااا”
تركها، وسحب الحاسوب المحمول ( اللابتوب) هرولت نحوي، أمسكت بأصابعى فقلت لها
“أدى البيضة، وأدي اللّى كسرها “
عدت للوقوف أمام المرآة، مستعرضة فستانى، ماكياجى، رُبّما! فى الحقيقة كنت أُريد فقط اهتمامه، لم ينتبه لى، جَذَبتُه مواقع التواصىل الاجتماعي لعالم آخر بدا كأنه جسد بلا روح، اقتربت منه مررت بِأصَابعى فى شعره قائلة إلعب معى – البيضة – مثل “هنا “
جاء رده – “متعب يا سلمى”، رددت الكلمه ثانية بينى وبين نفسى”متعب ياسلمى “ذهبت لحجرة الصغيرة، طالعت المرآة معاودة البحث عن الخطوط، الأشعث، فتحت النافذة طالعت الكون الساكن حولى، صوت الجارة مازال يَدوى فى أُذني، أمسكت بجهازي وفتحت حسابي على الفيس بوك، ، ، كنت قد أهملت طلب صداقتة الذى أرسله لى منذُ زمن، الآن وافقتُ عليه، جائني الرد عبر الرسائل
– أشكرك لقبول الصداقة
– ممكن نتعرف، أنتِ مين؟