ط
هنا الجزائر

“أول روائية اسبانو عربية عالميا “حوار مع الكاتبة والروائية الجزائرية ايمان عبد الحكيم

حاورتها دالي يوسف مريم ريان

 

*نرحب بك بمجلة همسة الدولية مصر ، أولا من هي ايمان عبد الحكيم ؟!

 

رغم أن السؤال كلاسيكي إلا أنه يبقى الأصعب على الإطلاق في مواجهة أي كاتب. أقول باختصار أن ايمان عبدالحكيم باحثة عن الاختلاف وصانعة لنصوص تجريبية تحاول عن طريقها إجلاء السواد وإيجاد مكان تحت الشمس . أول روائية اسبانو-عربية عالميا. من مواليد ٢٠٠٠ ، مؤسسة ومشرفة مجلة الكاتب الجديد. اخترت الرواية كجنس أدبي لأناضل فيه فنشرت ” حينما أخذه القدر مني صار أسطورة في الغياب، un conflicto entre la mente y el cuerpo y, وما سرقته مني الحياة.

 

*جميل ،فالاختلاف يصنع التميز ..

ولأن الموهبة هبة من الله عز وجل تخلق معنا ، ان اكتشفناها نستطيع اخراجها وان اهملناها تذهب وتتلاشى.. من اكتشف موهبة ايمان عبد الحكيم ؟!

 

في داخلي أنثى استطاعت اكتشاف ثغرة مميزة بين ثنايا الروح، تتوق لحب الكتابة والغوص في عوالمها حتى اكتشفت هذا النور. أخذته بالتنمية والحب لما فيه مسكن لروحي الملاقية ما تريد.

 

*هناك تحد كبير يخوضه الكاتب مع نفسه اولا ومع المجتمع ثانيا ، فمابالك قلم نسوي .. كيف يمكنك ان توصلي ما تكتبين للمجتمع !؟ وهل هناك عراقيل وصعوبات واجهتك ؟!

 

ما أكتب ليس سوى تستوطن أعماقي وتخنقني . ترغب بالخروج واستنشاق الهواء وتبادل نخب الآراء ولو بقيت حبيسة في داخلي لعمدت إلى كسر جدران روحي قسرا. مع ذلك هناك العديد من العراقيل والمعوق الأبرز هو حالة السيولة العشوائية في كل شيء . بدء من النشر انتهاء بإبداء القارئ لرأيه مرورا بالتوزيع. نحن في سوق بلا قواعد مطلقا وهذا مربك ولا يبشر بخير. فقدنا الريادة على مستويات الكتابة والنشر والقراءة ايضا .

رغم ذلك أؤمن أن خلف العوائق تقع المعجزات، يكفي أن تكون مؤمنا بذاتك وحلم؛ يكفي أن تجتهد لتصل لما تريد فالصعوبات لا تمنع مهما بلغت.

 

*جميل جدا ان يرسم الانسان اهدافا والاجمل ان يمشي وفقها ولا يحيد عنها

والاحلام طبعا وحدها لا تكفي لنصل لما نريد ..اول اصدار ورقي هو عبارة عن رواية حدثينا عنها قليلا

 

 

منذ أن بدأت وأنا لدي هاجس بأن أخط شيئا لم يكتب مثله ولم يقرأ من قبل، كنت أقول ذلك لنفسي دائما وأظن انني احتجت إلى ان أعمل كثيرا كي أكتب “حينما أخذه القدر مني “التي تحررت فيها من كل القيود ومارست فيها حرية وجرأة لاثبات ان الموت حيا أسوء ما قد يصيب الإنسان، والبحر لا يغدو بحرا من دون ماء، كذلك الفتاة من دون أب، وأن الأم عالم من الورود والدموع تمزجها لتهدي صغارها شيئا من الدفء، تمنحهم كل أحلامها فقط كي لا يخيب ظنهم . وفاقد الشيء يعطيه.

ولم لم تنجح شخصة سديم لما نجحت الرواية فهي الشخصية الرئيسية والأحداث تدور حولها.

 

*من اللغة العربية الى اللغة الاسبانية حيث كانت روايتك هي اولى رواية لكاتب عربي بلغة اسبانية

حدثينا عن التجربة التي خضتها ؟!

 

رغم اتهامي بالخيانة والاستلاب من جهة لغتي الأصلية إلا أن تعلّقي بالإسبانية أخذ أشكالا عصابية جعلتني أشعر بالضياع خارجها، اللغات الأخرى التي أتملكها هي لغات لا أستطيع أن أسكنها، لذلك حاولت اعتمادا على الإسبانية في إرضاء ذائقة القارئ الآخر، ثم إنني لا أتوانى عن الإعلان أن سبب اختياري لها كونها لغة عالمية، وهنا أتجاوز مسألة الإسهام العالمي، وعن اللغو المعتاد عن الكتابة بهذه اللغة التي يجهلها الكثير أشير مباشرة أنها مكنتني من الاعتراف بي من قبل أكبر عدد من القراء، والهدف الرئيسي وراء كتابتي بها هو إخصاب أسلوبي في الكتابة وإثراء رؤيتي للعالم.

كما أن المجتمعات تختلف فيما بينها حول درجة تشجيعها للأعمال الفكرية والإبداعية ، فكلما كانت الاستجابات المجتمعية أكثر نضجاً وتأثيراً ومرونة ، كلما زادت حدة الإحساس بالمتعة الذاتية، والعكس صحيح إلى حدٍ بعيد، و من الطبيعي أن تتعرض كل الإنتاجات الأدبية والفنية إلى الكثير من المشاكل و الإحباطات ، من طرف المحتكرين لكل شيء الذين لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تنزل، على أيٍ كان، حتى لو كان موهوبا جدا، خاصة في الأمم التي لا تحترم مثقفيها ولا ترعى فنانيها وتجعل المنافي والقبور مصيرا حتميا لمبدعيها ، رغم توفر الإمكانيات الهائلة التي تتحجج الجهات الراعية-أو هكذا يوحون به لنا- لميادين الثقافية ، بندرتها، ما يجعل الإنتاجية تبقى رهن الكثير من السياقات المجتمعية وحيثياتها التي كلما كانت منفتحة ورحبة ومتسامحة كلما أطلق الكتاب معها العنان لممارسة نزق الإبداع بكل جموح ، أما إذا كانت على النقيض من ذلك منغلقة وضيقة وعدوانية فإنها تهدر كل الطاقات الأدبية والفنية في المجتمع. وتبقى تجربتي فريدة من نوعها وممتعة رغم العوائق.

*جميل جدا ، ما تقييم النقاد لك ؟ وهل تتقبل ايمان النقد !؟

 

أخشى أن يكون كل ما تلقيته يحتوي قدرا كبيرا من المجاملة فذلك سيفقده مصداقيته . يشار الى ان النقاد قد ابدوا استحسانهم بأعمالي وساهموا في تكوين وتطوير رؤيتي الفكرية والأدبية ونذكر منهم الناقد محمود.ب محلل رواية حينما أخذه القدر مني صار أسطورة في الغياب والذي كانت له رؤية خاصة وصحيحة حيال تركيب الرواية .

والناقد ع.ع الاماراتي و الدكتورة .ربيحة.ر والدكتور ل.ز الذين كانت لهم بصمة في تكويني وتطوير رؤيتي الأدبية والفكرية. وطبعا إيمان تتقبل النقد البناء الخالي من المجاملات.

 

*ماذا عن باقي اصداراتك ، هل اكتفت ايمان بنفس الطابع ام غيرت ولانها محبة للاختلاف دوما ؟!

 

لست من النوع الذي يستكين لنفس النموذج أو القوالب الجاهز، كل إصدار يختلف عن غيره اختلاف كلي

تركيبا، أسلوبا وموضوعا.

 

*هل تفكر ايمان ربما بتحويل احد رواياتها الى فيلم سينمائي او عمل مسرحي ؟!

 

ينبغي أولا أن نحدد في البداية من هو المخرج المحترف لفعل ذلك ، ثم كاتب السيناريو..هو كاتب بأتم معنى الكلمة ، بمعنى أنه شخص له القدرة على رسم الشخصيات بمختلف تراكيبها النفسية فضلا على أنه يمتلك سعة الخيال ما يمكنه من تخيل وبناء وحبك أحداث القصة،، هذا ودون أن ننسَ أن رواية حينما أخذه القدر مني صار أسطورة في الغياب و الرواية الإسبانية كانت لهما عروض من مخرجين عرب لتحوّلا إلى فيلم؛ لكن تم رفض ذلك لأسباب عديدة. وحاليا لم أستقر بعد على قرار تحويل أعمالي الروائية إلى أفلام.

 

*كلمة اخيرة اختتامية كنصيحة توجهينها ربما او رسالة ؟!

 

لا يجب أن تنسوا: الفرد هو الذي يخلق المجتمع، و ليس العكس. وما يخلق جمالية مجتمع هو اختلاف أفراده. افتخروا بمن أنتم، ليفتخر الآخرون بكم!

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى