جاء الوصال أخيراً أيها العرب يا نشوَةً في فؤادي هَزّها الطّرَبُ هذي بقاعي و آفاقي بكم سطعت هذي عيوني و منها البؤس ينسحب هذي دموعي من العينين قد هطلت فإذ أتو فرحاً بالآخِ تنسكب فهل بغير أخيه المرؤ مؤتنساً و إن تزاحم أخيارٌ ليقتربوا أنا دمشقُ بكم عانقتها سحباً و غادر الكرب و الآهات تجتنبُ منكم أنا و إليكم كل محتسبي أنا دمشق بِكُمْ يعلو بيَ النسب أرحب بهم و احتفي هم خير من نزلوا بالشام من بشرٍ و الشام تنتجبُ هذي العروبة قد هبّت إلى وطني أمٌّ توافد أبناءٌ همُ العرب أنا الشآم فلا تُوقِدْ بي اللهبا تعال و امشي على رمشي و إن غَضِبُوا إن الأعادي أفاعي البين من فتنت يا سوءَ ما فعلوا يا قبح ما جلبوا هذي فلسطين نادت أين سطوتكم هبوا إليها دمشق الروح تنتهبُ محمد عبد اللطيف الحريري