ط
الشعر والأدب

أ هُنْتُ عَلَيْكَ..!؟ . قصيدة للشاعر / يوسف الباز بلغيث .. الجزائر

أ هُنْتُ عَلَيْكَ..!؟

هَانَتْ عَلَيْكَ دُمُوعِي فِلْذَةَ الكَبِدِ
هَانَتْ، كأنَّكَ مِنْ صَوَّانَ يَا وَلَدِي
إنَّ الصُّخُورَ لَهَا كالطِّفْلِ مَأْمَأَةٌ
مِنْ خَشْيَةِ الحَقِّ تَرْجُو رَحْمَةَ الصَّمَدِ
أَشْفِقْ عَلَيَّ وَدَارِ الدَّمْعَ عَنْ أسَفٍ
كَمْ دَكَّ فَقْدُكِ في الجَفْنَيْنِ مِنْ رَمَدِ
مُذْ ألْفِ كَرْهٍ طَوَاكَ اللّهُ في رَحِمِي
نَجْمًا وأرْقُبُهُ مِنْ سَالِفِ الأمَدِ
حَتَّى أرَاكَ تَمَامَ الوَعْدِ سُنْبُلةً
مَلْآى بِخَيْرِ شُعَاعِ الشَّمْسِ لِلأبَـدِ
رُحْمَاكَ يَا وَلَدِي، فَالقَلْبُ هَجَّ لَهُ
ذَاكَ الجُحُودُ بِرِيحِ الشَّرِّ والحَسَدِ
لَوَّعْتَ قَلْبِي بِصَدٍّ مِنْكَ يُشْبِهُهُ
هَبُّ الهَجِيرِ عَلَى النَّسْمَاتِ في البَلَدِ
لَوَّعْتَهُ،، وسِيَاطُ الآهِ تَجْلِدُنِي
قَهْرًا ويَذْبَحُنِي فِي وَحْشَتِي كَمَدِي
آهِي تَخِيطُ جُرُوحَ القَلْبِ رَاوِيَةً
للذّكْريَاتِ شَكَاوَى الرُّوحِ للجَسَدِ
أَشْفِقْ عَلَيَّ وكُنْ كالشَّمْسِ حَانِيَةً
فَوقَ الغُصُونِ تُحَنِّي الحَرَّ بِالبَرَدِ
في كُلِّ شَوْقٍ يَؤُجُّ الوَجْدُ مِحْرَقَةً
فِي الرُّوحِ أسْمَعُهُ يُلْتَاعُ فِي كَبِدِي
أخْشَى عَلَيْكَ وقَدْ ذُقْتُ الأسَى زَمَنًا
تَشْتَاقُ مِثْلِيَ لِلتَّحْنَانِ،، وَالوَلَدِ
تَرْمِي بِجَنَّتِكَ الخَضْرَاءِ..! وَاعَجَبِي
( تَبَّتْ يَدَاهُ) خَبِيثُ الذِّكْرِ والمَدَدِ
مَنْ يَهْجُرَنَّ جِنَانَ الخُلْدِ عَنْ سَفَهٍ
فالنَّارُ مَوْعِدُهُ.. وَابُؤْسَ مُعْتَقَدِ
لا تَتْرُكَنِّي ولَيْلُ الدّارَ يسْأمُ مِنْ
ظِلِّي ومِنْ وَجَعِي الفَوَّارِ يا سَنَدِي
بالأمْسِ كانَ هُنَا نَبْضِي بِعافِيَةٍ
واليَوْمَ أخْشَى عَلَى النّبْضَاتِ بَعْدَ غَدِ
كُنْ مَوْجَ بَحْرٍ يُلاقِي الفَجْرَ مُبْتَسِمًا
وارْفَعْ هَوَاكَ عَنِ الأشْواكِ والزَّبَدِ

من كتابنا ( بازشقيّات)

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى