ط
كتاب همسة

إخوانى رايح جاى ..مقالة بقلم الشاعر / محمد الشريف

محمد الشريف
كتاب وصحافة الحكومه المصرية لن يعترفو أبدا بخطيئة التحالف مع صهاينة العرب ، ويتهمون من ينتقد ذلك التحالف بأنه يبث فتنه بين الأشقاء .

طيب يا عبقري ،، أيام السمنه والعسل كنت تمجد أنت وزملائك الأغبياء ، و ترسل التحيات والتشكرات وتكتب مقالات و رسائل الإخوه و العزاء الحار ، و اعتبرت أن علاقات مصر كانت مع محمد صلى الله عليه وسلم وليست مع حكومة عنصرية تحركها أمريكا منذ نشأتها في شبه الجزيرة العربيه !

في المقابل ،، هل فكرت يوما أن تطلع على صحافتهم وموقفهم من مصر !

هل رأيت مقال واحد منهم لصحفى أو إعلامى معروف يشرح طبيعة الوضع والحقيقه في مصر !

هل تعلم لماذا لن تجد شيئا من ذلك؟ لأنك مراهق صحافه ، تنساق خلف مشاعرك وهبلك ، وأن حقيقة العلاقات بين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومصر لم تتعدى سوى قلق الملك على مستقبل بلاده وقل أسرته ، بعد أن تورط في سوريا وليبيا والعراق بما يكفى ، و لم تتأصل تلك العلاقات في أواصر المملكة الحجازية وتنعكس على مؤسساتها ووزاراتها ، لذلك لن تجد في أرشيف صحافتهم ما يدل على علاقات فوق العادة مع مصر منذ بداية عهد الرئيس السيسي ، اللهم إلا مقالا لف ودار به مؤيدو تلك العلاقة السطحية في أرجاء صحافتهم وعلى صفحاتهم الفيسبوكية كتبه الصحفى السعودى جميل فارسي في ١٨ ديسمبر ٢٠١٠ ( يعنى في عهد الرئيس مبارك ولم يتعدى الرئيس السيسي وقتها رتبة لواء بالقوات المسلحه المصرية ) بعنوان ،هذه هى مصر ، حيث عدد الرجل فضل مصر التاريخى على المنطقة العربية و أثرها وأهميتها الإستراتيجة مركزا على قيمة مصر في قلوب العرب !

ناهيك عن كم البلاهه و التعظيم و النفاق لكل ما يخص الأسرة الحاكمه الذى تجده يملأ صفحات الصحافة السعودية ، ولم تتعدى قيمة العلاقات أكثر من خبر إعتيادى مترجم من صحف أو منقول من وكالة أنباء عالمية ، وفي المقابل ، كان الإعلام والصحافة المصرية يصليان ركعتين شكر في ختمة كل مقال أو برنامح فضائي مؤيد للدولة المصرية !

لا أريد الدخول في مناطق التحليل والتفسير وأتركها لكم ولهم ولكنى ألفت الإنتباه أن الصحافة القومية تعكس مصلحة الدوله العليا ، و لكنها لا يجب أن تغفل أو تتجاهل المصالح القومية لبلاد تربطنا بها علاقات تنعكس تلك العلاقات بدورها على صحافة تلك الدول ، و من هنا يتم التقييم الصحيح لحجم و مدى ومدة المصلحه المشتركة .

طبعا يوجد الكثير من هؤلاء المخدوعين بما قرأو وسمعو في السابق ، ولا يمكن أن تغير لهم مفاهيم أكلو وشربو عليها ولم تتسخ بعد و لم ولن تتغير ، هؤلاء تحت بند العروبة والإسلام ربما ينتقدون هذا الطرح وكأن العراق الكافرة وكأن ليبيا الكافره وسوريا الكافره وأخيرا اليمن الكافره ليسوا من العروبة والإسلام في شيء ، لذلك ساهمت الدولة السعودية في تدمير تلك البلاد وحافظت على مصر العربية المسلمة !

المصلحة العربية التى تحكم وتحدد الإتجاهات لم تمنع المملكة من تحالف روسي تركى يضم سوريا عدوة الأمس القريب !

المصلحة العربية التى تحكم ، لم تمنع حكومة السعودية الحالية من التحالف مع من وصفتهم بالإرهابيين منذ شهور قبل وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز !

المصلحة العربية التى تحكم ساندت على عبد الله صالح و ثبتت حكمة لأكثر من خمسة وأربعين عاما ثم تحاربه اليوم بتحالف دولى !

أعود من المنتصف حيث التسريبات الصوتية التى نسبت إلى رجال سلطة في الدولة ، طالت الرئيس السيسي نفسه ، وادعت نفس الصحافه والإعلام بأنها غير مؤثرة على العلاقات المصرية السعودية ، و لكن في باطنها في حقيقة الأمر دللت على طبيعة العلاقات ذات المصلحة المشتركة ، وادعى من دفع بفبركتها و تكذيبها أنها غير صحيحة ،،، لماذا ؟ لأنه سمع الرئيس يقول عايزين الجيش يتحرك ،، يدفعوا ….

وكأن الرئيس السيسي قال ما يعيبه أو يسيء لمنصبه أو ذمته الماليه ،، وكأن الصحافة المصرية والإعلام يريد الدفع بجيشه إلى أى دولة عربية ،،، كده بلوشي!

و على صعيد آخر من يدفع تكاليف تحرك الجيش لتأمين باب المندب ! مصر التى تواجة أزمة إقتصادية طاحنة خلفها حكومة مبارك بعد تنحية و الظروف التى تمر بها مصر أم المستفيد الأول من عملية التأمين على المدى القريب وهو دول الخليج بخاصة السعودية !

لقد أثبت الرئيس السيسي حنكة سياسية منذ تولية حكم مصر حيث استطاع الرجل في أقل من عام وهى مدة معاصرتة للملك عبد الله بن عبد العزيز في تحقيق :

أولا تخفيف الضغط السعودي الذى تمارسة المملكة على سوريا بإعتبار جماعة الإخوان والداعمين لهم من أفراد وجمعيات جماعات إرهابية تخضع للمسائلة القانونية طبقا لمرسوم ملكى قبل وفاة الملك عبد الله بثلاثة أشهر .

ثانيا الإتفاق ضمنيا حول أحقية وأهمية الرئيس السورى بشار الأسد في حكومة إنتقالية تضم المعارضة السورية تسبق انتخابات رئاسية فعلية طبقا لإتفاقية جنيف الثانية الخاصة بسوريا .

ثالثا ،احداث حلقة تقارب سعودى روسي كان على إثرة إتفاقية نفطية روسية سعودية لأول مرة في تاريخ البلدين

هذا كله كان من شأنه ، سلسلة من التغيرات السياسية تشمل المنطقة العربية بأثرها ، ولكن تلاها ما لم يتوقعه أحد ، تغييرات سياسية شملت الخارجية والوزراء وبعض المناصب السيادية بالمملكة السعودية ، وعادت إلى نقطة البداية بتوجهاتها القديمة مع استقرار حكم الملك سلمان ، فهل يا تري كانت حماس هى البديل وعمل حزام طوقي عربي إخوانى مزعوم لتطويق المصالح الإيرانية بعد اتفاق نووى إيرانى أمريكى وفترة فتور في العلاقات السعودية الأمريكية ؟

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى