إزميل الصبر
أَحْفِرُ بـإزميلِ الصبر،
جُدرانَ غرفةٍ لا نوافذَ لها،
وأنتظرُ في غِمارِ الصمت!
أنقشُ تارةً حدائقَ تُظلّلُها الشمس،
وتارةً بحرًا بلا أمواج.
ربما نبعُ رجاءٍ يُطفىءُ لهيبَ الروح،
أو كوبٌ يفيضُ منه حُلُم الظامئين،
تستترُ أشواقي برداءٍ من دِمقَسٍ وحرير،
يُعاقرُني الصمتُ برهةً
لأعودَ معانقةَ إزميلي،
أنقشُ صورًا من الطفولةِ،
شجرةً للياسمين.. تنثرُ الوجدَ للعابرين.
وجوهٌ اشتقتُها
لا تنطقُ، أُلامِسُها بأنامِلَ يُسكِرُها الحنين،
أُحدِّثُها بالكثير،
أنتظرُ أن تجيبَ، لو بالقليل،
فلا تجيبُ
صدى رَعَشاتٍ على بابِ خيبتي!
رسمتُ طريقًا تتوهجُ على جنباتهِ القناديل،
لعلّ شعاعًا يتسربُ إلى شقوقِ قلبيَ المكلوم،
أشذِّبُ نتوءًا عن أوردةِ مُهجتي،
ضفائرُ الليلِ تعقدَّتْ،
والصباحُ قهوتُهُ باردة،
موائدُ الوقتِ فارغةٌ،
إلا من أكوابٍ مثلومةٍ
ينداحُ منها الأنين.
والصباحُ يتسربُ من فلولِ الباب،
إلا أنَّ بابيَ المُرتَبك،
لا مِقبضَ لهُ!
ريتا حسان
قصية النثر
( الأردن )