شعر حر
محمد عبد الجليل ذيب
00866552006430
فلسطين
——————-
اغتراب ….
من أين أنت …. ؟
رجلٌ يُسائلُني وينتظر الجوابْ…
من قرية نبتت هنالك فوق هامات السَّحابْ …
من قرية نامت بأحضان الهضابْ …
ليست من “القدس” المشرّف بالبعيدة …
هي في حمى أكنافها، أو هكذا قال الكتابْ …
هي “قريتي” تلك التي قد كنت أعني بالجوابْ …
ما زلتُ أذكر حَيَّنا …
ما زلتُ أذكر كل أصناف العنبْ …
ما زلت أذكر بيتنا …
وعليه بابٌ من خشبْ …
والباصُ أذكرُ أنه قد كان يأتي في الصباح مبكراً
ويعود عند مغيبها …
والناس أعياها التعبْ …
ما زلت أذكر صِبيةً تلهو بأعواد القَصبْ …
ما زلت أذكر والدي في الأرض يحرث …
دون شكوى أو تعبْ …
وتلوحُ أسماء الكروم وحولها لون البيوت …
وبينها العطر انسكب ْ …
ما زلت أذكر كيف أعراس الأحبة …
والبيارقُ وانتشاء الراقصين ..
وكيف كان الكونُ يهزج في طربْ …
كنا نعيش ولا إنارة في البيوتِ …
ولا الطريقِ …
ونومنا فوقَ الحصير بلا كنبْ …
من أين أنت …… ؟؟؟
هذا السؤال أعادني خمسين عاما للوراء ولم نكن ندري …
وفاجأنا الرحيلْ ..!!!
قد بتُ أُدعى نازحاً …
ما كنت أعرف حينها معنى النزوح …
ما كنت أعرف أن جرح الذل مصدره النزوح …
عمقت بذاكرتي الجروح …
هي أرضنا …
أرض الجدود …
هي أرضنا …
أرض ولود ..
لا بد يوماً أن نعود …
فالحق أولى أن يسود …
هلا سمعتَ!
وهل أجبتُ على سؤالكَ سيدي؟