الى أين ؟!
الفراقُ لا يفلُّ اشتباكَ روحينِ ,
وُشِما على بعضهما , وانزلقا من حكمة الانفراد
, مذْ زمنٍ غامضٍ مُثير , إتّقنَ تفاصيل هيامنا
, فأنشدَنا على مسامع الفراشات نشيدا
واحدا يُشبهنا كثيرا ,
كثيراً ,
أدمنني إيقاعه الخفي المعلن
, ذلك المخضرُّ طربا ,
وألقى علينا خطانا راسخةً في افقٍ لا يصدأ ,
منذ استبدّتْ بنا النظرات القاتلة ,
لملمتنا
-كما الريح تسرج الغيم
– لملمتنا بقعة حلم واحد او واحدة ,
ثمّ أومأتْ الى
حدود قلبينا أنْ : كوني حدودا للوعة بلا حدود ,
الى أين إذاً ؟!
أَوتسمعين كما انا ؟!
أتلمسين ملاح النجوى ,
تشتلُ روحينا شجرة سماء ؟!
فما من ضحكة تغرّد الّا على غصوننا
, الى أين ؟ وما برزخ بيننا غيرُ
أنفعال الشعر
, يغافل هجرنا
, يتسللُ فينا بكاء طفلين
, أتسمعين ؟
يمضغني النغمُ المضفور من انفاسك السمراء ,
يرميني مجرّدا مني , أسمعه يصدح ملامحكِ
على َملَئي
, انا المحتشد فيكِ بلا رجعة ,
فالى اين ؟
وها انتِ تخلّيتِ عنكِ الى قصائدي
, وانا افقدني بين ذراعيك ِ ,
وعشقي مرآتُكِ المستحيلة ,
بها حدّقي , أو بي ,
كلانا أوشكَ ان يكونَكِ ,
بايعتني الجهات الأربع –
استقام امتدادها الى حيث أتوهمّك جنبي
– بايعتني ضالة اجدها متى ,
\واينما أريد ,
والأرض
-كما تعلمين تعلمين حبيبتي
— لا تنقضُ بيعتها للعاشقين العاشقين .