– ماذا تريدون مني ؟
– نريد كل شيء !!
– لا أملك ما أعطيه لكم ..
– بل تملك ..
– ماهو ؟
– أخبرنا اسم أمك !!
– هل هذا كل شيء ؟
– بل هذا أول شيء ..
– ثم ماذا بعد اسم أمي ..
– اسم أبيك ثم أسماء أخوتك ..
– لكن أبي مات !!
– نعلم .. نحن من أهلنا عليه التراب وكذلك نعلم مصير أخوتك ..
– ثم ماذا ؟؟
– كم عمرك ؟
– لا أدري بالضبط ..لكنها كل سنوات القحط التي مرت ..
– أخبرنا ما مهنتك بعدها اسم الحسناء جارتك ..
– وما دخل جارتي ؟؟
– نعلم أنك تعشقها ..
– من أنتم وماذا تريدون ..
– نحن القضاة والجلادون ..
– هل هذا الأعور معكم ..
– أخرس وأجب .. أين كنت قبل أيام ؟
– كنت في الشارع ..
– لماذا الشارع ؟؟
– أبحث هناك عن سترة أبي وقرط جارتي ..
– ما بال وجهك وقد انسلخ اللحم عنه ..
– يعاني الترقب الذي طال تحت أشعة الشمس ..
– لكن الوقت شتاء !!
– حقًا !! لم أعد أميز الفصول ..
– هل تعاني من ألم ما ؟
– بالتأكيد .. لكنني لا أعرف مواطن الألم في جسدي ..
– كيف عدت للحياة مرة أخرى .. ألم نقتلك في العام الماضي ؟؟
– وستقتلونني في العام القادم ..
– لم عدتَ إذن؟!
– قدري أن أعود ..
صاحوا بصوت واحد :
– لكن ذلك ممنوع !! هذه المرة سنقطع أيديك وأرجلك كي لا تفكر في الرجوع ..
– هل لي بطلب أخير قبل أن تتقاسموني بينكم ؟
نظروا لبعضهم .. فهز الأعور رأسه علامة الموافقة قائلاً:
– لك ذلك ما دام الأخير ..
– أخبروا الحسناء جارتي أنني سأعود .. ما عليها سوى ترك الأبواب مشرعة ..
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ فوز حمزة ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠