يا أيـّها الطيفُ الجميلُ
الـكانَ يمنحنيْ انشراحيْ
يا أيها الـيعني هدوءَ طفولتي
صخبي … ترانيمي … تراتيلي … صياحيْ
المستبـدُّ بذكرياتِ صبابتيْ
أيام كان الحبُّ والأشعارُ تملأ كأسَ راحيْ
ما زلتُ أذكـرُ فيكَ أغنيةً لأمّيْ
إذْ تُـهَـدهِـدُني بها
لأنامَ دون مواجعي طفلاً …
ويحضنني ارتياحيْ
ما زلتُ أذكـرُ …
حينَ يصحو والديْ فَجـراً
يُـؤذِّنُ للصـلاةِ .. وَيُحضِـرُ الإفطـارَ
يوقظني بلمسةِ كفـِّهِ المُنسابِ في جَسَديْ
ونبرةِ صوتِهِ الـدافيْ كأغنيـةِ الصبـاحِ
(شــوقيْ) …
سنيـنُ أحبـَّـتيْ
وغضاضةُ (الوحـشِ) الجميل الـكانَ يُنسيـني جـراحيْ
يا أنتَ …
يا مَـنْ كنتَ بوصَلَتي
وحلمَ طفولتيْ
وعُجالتيْ بيـن الأزقـّـةِ
حين أركض نحو مدرستيْ
وأخشى من عقابِ تأخريْ عنـها
وذُلِّ الافتضـــاحِ
أُنبيـكَ أني يا (فـريـدُ) …
برغـم ما عانَـتْـهُ أشرعتي من الأوجاعِ
في كفِّ الرياحِ
ما زلت أشعـرُ إذْ أرى لكَ صورةً
بلذيذِ طعـمِ (السندويتـشِ)
و (شَنطَتيْ) … وبلونِ (مـِريَلَتيْ)
وإحساسي بطعم الزهـو في لبس الوشاحِ
عشرون عاماً .. مذ رحيلك
لَـمْ تَـزَلْ للآنَ صورتُكَ الجميلةُ فوق جدراني
تـُذكـِّرُني بأجمـلِ أغنيـاتيْ
ثـمّ تدفَـعُ بي إلى حضنِ البكاءِ …
إلى النـُواحِ
أيام كنا …
نستميتُ بلعبةِ التمثيـلِ والأفـلام ِ
في زمن الطفـولةِ والمَـراحِ
من وَحيِ موقِفِـكَ الجَميـلِ
أرى بأنيْ كنتُ (أنتَ) ..
فأستمـدُّ العـزمَ منكَ
ولا أبالي …
بالذئابِ ولا الكلابِ ولا النـُباحِ
وأختـرتُ أن أحيا (فريداً) … طـول عمـريْ
أرعبُ الأشـرارَ مثلُـكَ
رغـمَ أنّيْ …
قد دفعتُ بموقفيْ فاتورةَ الـدم مِن جراحيْ
فأنا (فريد) …
وبعضهم كان (المِـليجيْ)
واستمرتْ لُعبـةُ الصوتِ المعارضِ
كيْ أردَّ بأذرعي أركانَ حقٍّ مُستباحِ
ما زلت حتى الآنَ …
أشرب نخبك المملوء بالزمن الجميل
وأرتدي عبق الرجولة من سمائكَ
أحتفيْ بكَ …
كلّـما نادى الضميـرُ لصولةِ الفرسانِ
في صنع السلام …
وعـزْفِ أغنيـةِ السِـلاحِ
…………………