الاسم: هناء محمد أحمد
البلد مصر
نوع المشاركة: القصة القصيرة
من كتابي :انتحار إبليس
عنوان القصة:
ميلادُ ضوءٍ
مع دقاتِ مدفعُ الإفطارِ يدقُ قلبُها اشتياقًا إليِّه، ويتحركَ ذلكَ الكائنُ في بطنِها، وكأنه على موعدٍ الإفطارِ معها كي يؤنسَها، تقولُ : دعاءَ الإفطارِ ،تدعو له وتُفطر وحيدةً ككل عامٍ يُفاجئها القدرُ باتصال منه؛ ليُفطر معها غدًا، يا فرحتها، لقد أحمرت وجنتاها و تفتحتْ كالورود، و يُشاركها تلكَ الفرحةُ نبضَ قلبيهما الذي تحمله في أحشائها، تقفُ في مطَّبخِها تُجهزُ كل ما يشتهي من مأكولاتٍ و حلوياتٍ، يهربُ النومُ من عينيها تلكَ الليلةُ، ومع اقتراب موعدُ آذان المغربِ تتسارعُ دقاتُ قلبِها ،يتحركَ معها رباطُ عمرهما، ومع تعبٍ مغلفٍ بسعادةٍ تغفو ثانيةً، فتراه يشربُ لبناً به حباتٍ من البلحِ المنقوعِ في كوبٍ من الفِضَّةِ يحمله طفلٌ جميلٌ بجناحين. تصحو مبتسمةً على آذانِ المغربِ (أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدًا رسول الله) تنظرُ إلى طبقه و كوبِ البلحِ قائلاً : هل فطرتَ في الطَّريقِ يا عمري كما رأيتكَ في غفَّوتي ، وهي تقولُ : في دلالٍ لا أكلمكَ الليلةُ يا حبيب عمري حتى تُصالحَني وأنتَ تعرفُ ما يجعلني أُسامحكَ، يدقُ جرسُ البابِ، تجري مسرعةً نحو البابِ تتوقفُ تنظرُ في المرآة، و كأن القمرَ نزل من السَّماءِ و الشَّمسُ تُشرقُ في عينيها فاتحة كلا ذراعيها لِتتلقاه؛ في حُضنها الدَّافئ ، وإذ بقائده يُعطي لها دبلته التي حَفَرَ عليِّها اسمها و قلادته التي بها صورتها وهي ترفعُ عَلمَ مِصر، و بصوتٍ أجش نبراته يتساقطُ منَّها الدِّموعُ يقولُ: لقد سَبَقَنا و أفطَّر في الجنَّة مع باقي الشّهداء
سيدتي.وبصراخةً واحدةً يمتزجُ فيَّها الحزنُ و الفرحُ يولدُ الضَّوءُ الذي مزج بينهما.
من كتابي :انتحار إبليس
عنوان القصة:
ميلادُ ضوءٍ
مع دقاتِ مدفعُ الإفطارِ يدقُ قلبُها اشتياقًا إليِّه، ويتحركَ ذلكَ الكائنُ في بطنِها، وكأنه على موعدٍ الإفطارِ معها كي يؤنسَها، تقولُ : دعاءَ الإفطارِ ،تدعو له وتُفطر وحيدةً ككل عامٍ يُفاجئها القدرُ باتصال منه؛ ليُفطر معها غدًا، يا فرحتها، لقد أحمرت وجنتاها و تفتحتْ كالورود، و يُشاركها تلكَ الفرحةُ نبضَ قلبيهما الذي تحمله في أحشائها، تقفُ في مطَّبخِها تُجهزُ كل ما يشتهي من مأكولاتٍ و حلوياتٍ، يهربُ النومُ من عينيها تلكَ الليلةُ، ومع اقتراب موعدُ آذان المغربِ تتسارعُ دقاتُ قلبِها ،يتحركَ معها رباطُ عمرهما، ومع تعبٍ مغلفٍ بسعادةٍ تغفو ثانيةً، فتراه يشربُ لبناً به حباتٍ من البلحِ المنقوعِ في كوبٍ من الفِضَّةِ يحمله طفلٌ جميلٌ بجناحين. تصحو مبتسمةً على آذانِ المغربِ (أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدًا رسول الله) تنظرُ إلى طبقه و كوبِ البلحِ قائلاً : هل فطرتَ في الطَّريقِ يا عمري كما رأيتكَ في غفَّوتي ، وهي تقولُ : في دلالٍ لا أكلمكَ الليلةُ يا حبيب عمري حتى تُصالحَني وأنتَ تعرفُ ما يجعلني أُسامحكَ، يدقُ جرسُ البابِ، تجري مسرعةً نحو البابِ تتوقفُ تنظرُ في المرآة، و كأن القمرَ نزل من السَّماءِ و الشَّمسُ تُشرقُ في عينيها فاتحة كلا ذراعيها لِتتلقاه؛ في حُضنها الدَّافئ ، وإذ بقائده يُعطي لها دبلته التي حَفَرَ عليِّها اسمها و قلادته التي بها صورتها وهي ترفعُ عَلمَ مِصر، و بصوتٍ أجش نبراته يتساقطُ منَّها الدِّموعُ يقولُ: لقد سَبَقَنا و أفطَّر في الجنَّة مع باقي الشّهداء
سيدتي.وبصراخةً واحدةً يمتزجُ فيَّها الحزنُ و الفرحُ يولدُ الضَّوءُ الذي مزج بينهما.