ط
الشعر والأدب

إنتقام أنثى .بقلم / أحمد بيومى

10433133_775061059231067_4884423156815740039_n
________________________________

عام كامل أمضته نجلاء بحثاً عن عمل تساعد به نفسها وأسرتها فقد مضت 6 سنوات كاملة على خطبتها لعلي إبن خالتها ..الإخصائي الإجتماعي بإحدى المدارس الخاصة بالمدن الجديدة …وقد قارب علي الأربعين عاماً وبدأ الشعر الأبيض من الهم والقلق وضيق ذات اليد يغزوا رأسه وهي رغم أنها تقترب بسرعة الضوء من العام الثلاثين.. مازالت تتمتع بقوام ممشوق ووجه طفولي جميل لم يشفع لها جمالها ولا حتى بكالوريوس التجارة الذي تحمله في فتح الأبواب المغلقة وأيضاً غيرة علي الشديدة عليها ..حتى كانت ذات ليلة تتحدث إليه عبر الهاتف فأنفعلت عليه بشدة..عندما أخبرها إنه قد قرر أن يدخل عليها في غرفة من شقة أسرته …وأنه قد أقنع والدته بهذا وعليهم الأن أن يتشاركا في شراء غرفة نوم واحدة ..وأن والدته أشترطت عليه أن يغير الحمام وأن يعيد طلاء الشقة كلها …هددته بأنها ستفسخ الخطوبة فجرحها …عندما ذكرها أنها قد بلغت الثلاثين ربيعاً …وأنها قد سبق لها أن خطبت قبله وتم فسخ خطوبتها..ثم عندما لم ترد ألقى على مسامعها بالقنبلة ..نجلاء إياك تنسي حبيبتي إنك موش بنت …؟ إنت ناسيه إلي حصل بينا والا إيه حبيبتي إهدي إنت معندكيش حل تاني ..أغلقت الهاتف في وجهه لم تتخيل أن يكون خطيبها وإبن خالتها ومن أسلمته نفسها في لحظة طيش بهذه الندالة … ونامت وكل شياطين الدنيا تفكر معها في خطة الخلاص والإنتقام ..مر شهر بلا أي إتصال أو لقاء بينهم ..عندما زارهم ذات ليلة شتوية باردة في البداية رفضت الخروج للجلوس معه رغم إلحاح والدتها ..ولكنه كان يملك من الجرأة ما مكنه من إقتحام غرفتها عليها وإغلاق الباب خلفه ..أخرستها المفاجأة ..أحتضنها ووضع يده على فهمها حتى لا تصرخ وهمس في أذنها أنا الليلة جاي وعندي لك خبر بمليون جنيه لقيت لك شغل سكرتيره معايا في نفس المدرسة وبمرتب 1000 جنيه وكمان عقد شقه قانون جديد في نفس منطقة المدرسة ..تظاهرت بالفرح وفعلاً طلبت منه الخروج كي تغير ملابسها لتخرج معه …فالليلة رغم برودة الجو تستحق الإحتفال ..ركبا تاكسي وبدلاً من أن يطلب من السائق الذهاب إلى منطقة وسط البلد للتمشية أو السنيما ..طلب من السائق الذهاب مباشرة إلى مدينة الرحاب ..وهناك وفي شارع هادىء جداً طلب من السائق التوقف بهما أعطاه الأجر وأمسك يدها بهدوء وصعد بها وكأنها تحت تأثير المخدر إلى إحدى الشقق فتح الباب بمفتاح كان معه وهو يبتسم بخبث شقتنا حبيبتى إتفضلي يا عروسة ..وعندما دخلت بعد تردد أغلق الباب خلفهما بالمفتاح ..ووقفت في الصالة كطفلة تاهت في أحد شوارع العاصمة ..تركها ودخل أحدى الغرف ..وعندما خرج كانت المفاجأة لم يكن وحده كان معه رجلاً أخر في نهاية الخمسينات من العمر …شكله منفر ورائحة الخمر والحشيش كانت تسبقه ..قدمها له وإبتسامة عريضة على وجهه .. دي بقى نجلاء يا حاج عبد المعطي السكرتيره الجديدة إلي قلت لك عليها ..حاولت الهرب ولكنه أشار لها بالمفتاح بيده ..وأسرع إليها نجلاء إهدي حبيبتي ..مكنش فيه حل تاني وبعدين أنا موافق ..إحنا محتاجين الشقة والوظيفة .. وأنا مستعد أكتب عليك بكره لو تحبي.. الشقة مفروشة كمان ..وهمس في أذنها وبعدين يعني هو راح يأكلك .. ده خالص حبيبتي …وأنت مجربه يعني موش جديد عليك …أستسلمت والدموع الساخنة تغرق وجهها كانت تشعر كلما لمساها سوياً وكأن جسدها بصرخ طالباً النجدة أو كأنها تلقى إلى بلاعة مجاري .
مضت الساعات بسرعة ..أنتهت الليلة وبدأ ضوء النهار يتسرب من خلف الستائر ..فنظرت نجلاء حولها لتجد علي خطيبها ملقى على الأرض عارياً تماماً .. والحاج عبد المعطي بجواره على نفس الهيئة ممد كعجل جاموس يصدر أصوات شخير عالية تشبه أصوات شكمان سيارة قديمة ..نهضت بصعوبة من جانبه تحاول أن تغطي جسدها الملطخ بقذارة رجلين مجموع عمرهما يقترب من القرن ..فقدا الإنسانية وتحولا إلى مجرد حيوانات مفترسة ..تسللت بصعوبة إلى الحمام وأغتسلت وأرتدت ملابسها ..ثم عادت إلى الغرفة مرة أخرى و أخذت مفتاح الشقة من خيط كان حول رقبة خطيبها الذي كان مازال غائباً عن الوعي.. وبينما تغادر الغرفة وقعت عينيها على جاكت جلد .. يبدوا إنه خاص بالحاج عبد المعطي ..عندما وضعت يدها في أحد جيوبه وجدت محفظة مليئة بأوراق البنكنوت فئة ال200 دولار .. ومجموعة شيكات سياحية ومجموعة أوراق خاصة ورخصة السيارة والقيادة وبطاقة الرقم القومي وموبايل سامسونج جلاكسي حديث ..وأجندة صغيرة مدون عليها أرقام تلفونات الأسرة والأصدقاء والعمل . وطبنجه 9 مللي …أخذت كل شىء في الجاكت وفتحت كاميرا التلفون الخاص بالرجل وبها ..وصورتهم كما هم… وصورت الغرفة وخلعت الجيبة وصورت جسدها العاري من أسفل ..وهي تتجول فوقهم دون أن تظهر وجهها .. وبسرعة صنعت ملف خاص أحتفظت بالفديو ..فيه.. وحفظته وتركت التلفون … ..فقط وغادرت الشقة ..في المساء أتصل بها علي معنفاً .إنت إزاي تسرقي الراجل.. نجلاء الحاج عبد المعطي ثائر جداً …ضحكت نجلاء بخلاعة ..علي ..حبيبي هو إنت زعلان على الحاج والا زعلان إني موش قسمت معاك الفلوس ..صرخ علي فيها نجلاء بلاش تلعبي اللعبة دي مع الراجل ده ..الراجل موش سهل ..ردت بهدوء عيب حبيبي أنا منتظره المأذون تجيبه وتيجي تكتب علي الليلة ..وأنا أرجع لك كل حاجه ..والمسدس نجلاء ..ضحكت والمسدس علي .. أغلق علي الهاتف بعد أن وعدها إنه سيتزوجها غداً ..بعد المغرب …ولكن نجلاء كانت قد أعدت مكيدة مروعة ..أتصلت بالحاج عبد المعطي وساومته على متعلقاته مقابل أن تحتفظ بالنقود لنفسها وألا يخبر على بهذا حتى لا يقتسم النقود معها وطلبت منه أن يقابلها في نفس الشقة في الثانية عشرة من ظهر الغد ..بعد أن تاكدت انها فعلاً ملك الحاج عبد المعطي ..وافق الرجل ..ولكنها أتصلت برقم منزل الحاج عبد المعطي فوراً.. وعندما رد عليها إبنه .. أدعت أنها بنت ليل قد قضت ليلة حمراء مع أبيه .. وأنها قد صورت والده في أوضاع مخلة بتلفونها المحمول وتريد مبلغ 200 ألف جنيه وإلا فضحته على الإنترنت ..وحددت له غداً العاشرة من صباح اليوم التالي لتسلمه الفديو وتتسلم منه النقود ..وعندماشعرت أن الشاب غير مصدق طلبت منه أن بفتح ملف باسم علي على تلفون الوالد دون أن يدري ليري بنفسه وأغلقت الهاتف … وفي صباح اليوم التالي كانت تتسلم فعلاً من إبن الحاج عبد المعطي النقود وتسلمه كارت ميمورى وتختفي …ذهبت إلى كافيه قريب من الشقة وهى ترتدي نظارة سوداء ..وإيشارب أحمر . وجونتى أسود …وطلبت فنجان من الكابتشينو ..ومن خلف زجاج المحل شاهدت الحاج عبد المعطي حسب الميعاد يركن سيارته .. أتظرت حتى صعد ثم صعدت خلفه دون أن يلاحظها أحد ..وعندما فتح دخلت بهدوء ..ثم جلست وإبتسامة على وجهها وفتحت الحقيبة الجلدية التي تحملها وبدون كلام ألقت في وجهه بالمحفظة ..فتبعثرت محتوياتها ..وعندما أنحنى ليجمع ما تبعثر أخرجت المسدس وأطلقت منه رصاصتان مباشرة إلى رأسه فقتلته ..بهدوء أخرجت ظرف النقود التي أخذته من إبنه و لطخت بعض الأوراق النقديا بدماء الرجل ..ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها .. ولم تنسى أن تترك تلفون الرجل بعددما أضافت ملف الصور ثانية على المنضدة..وفي المساء ..وعندما حضر علي وكتب الكتاب عليها .. أبتسمت وأسلمته ظرف النقود مغلقاً والمسدس وأخبرته أنها لن تستطيع أن تذهب معه للشقة الليلة لأنها في فترة الدورة الشهرية وعليه أن بنتظر حتى تتطهر ..فلم يعترض وحمل ما أعطته وخرج ..وبينما هو على باب المنزل سمعت صوت سيارة الشرطة وهرج ومرج فأسرعت إلى النافذه لتشاهد الشرطة تقبض على علي …نظر علي وهو يركب البوكس إلى البلكونة وجدها تبتسم وتلوح له بيدها ..سافرت نجلاء في اليوم التالي مباشرة من مطار القاهرة إلى وجهة غير معلومة .. ونظرت من شباك الطائرة وهي ساهمة تفكر وهمست لنفسها :
في ناس بتلبس جزم .. وجزم بتلبس ناس ..
وفي ناس بتلمع جزم .. لكن أشرف كثير من ناس ..
وفي ناس بتلحس جزم ..علشان تراضي ناس ..
وناس بترمي الجزم في وش أتخن ناس ..
وفي ناس تخاف ربنا .. وناس تخاف من ناس ..
وناس تفتكرها ملائكه وتطلع أندل ناس ..
وناس تحب تكون معاك .. وحتى لو بالجزم تنداس ..
وناس لو ولعولك نفسهم شموع.. برضوا ما تحس ناحيتهم بأى نوع من الإحساس ..
وناس تكرهك في الدنيا .. وناس تحب الدنيا علشان فيه زيهم ناس ..
وناس البعد عنهم غنيمه وناس نشلهم زي التاج على الرأس ..
وعجبي .. تمت .. بقلم  / أحمد بيومي ..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى