ط
الشعر والأدب

إنها هديتي..قصة قصيرة بقلم / فاطمة مندى

تخطت كل حدود الصبر، اين المفر من هذا المصير؟!! سؤال تردده دائماً، ولا تجد ما يريح خافقها،باتت تمضي يومها في قضاء مسؤليات الحياة، تركض من مهمة إلي اخرى، دون تهاون او تقصير، في نهاية اليوم تأوي الي فراشها منهكة القوي، ما ان تضع رأسها علي وسادتها، حتي تذهب في نوم عميق، اليوم قد لفظها فراشها ووسادتها، قتلها القلق والقمها الشك في موقد الغيرة، تعمل في منصب كبير، ولم ينسيها هذا المنصب واجباتها كزوجة وأم، لقد تفانت في اسعادهم جميعاً لقد تزوج جميع ابنائها، اتمت مهمتها، ومازالت المسؤليات تأخذها من الحياة، لم تذق طعم للراحة منذ وقت طويل، والٱن بعد كل هذه السنون تلتقط بالصدفة ما يعكر صفو حياتها، تناهى الي انفها رائحة عطر غريبة، عندما كانت ترتب ملابس زوجها داخل دولاب ملابسه، انها لا تستعمل هذا النوع من العطور، ولا اي نوع ٱخر.

منذ عدة ايام حدثها زوجها حديث غريب علي مسامعها، انه يريدها مرتبة الهندام، يريدها حسنة المظهر، يريد ان تصله رائحة عطرها، نهرته علي هذا الحديث لانها دائما مرتبة الهندام، رغم كثرة مسؤليتها، كأم لستة ابناء، تزوجوا جميعاً، هي موظفة كبيرة تعتلي منصب حساس، رغم هذا لم تقصر، لقد كانت زوجة صالحة، وام جيدة جداً وموظفة فوق مستوى الشبهات، وزوجة لم تقصر في واجبات الزوجية رغم ثقل الحمل الذي تحملة. لقد دهشها حديث زوجها الان علمت مغزي حواره، هذه الرائحة فسرت لها كل شيئ، ان زوجها علي علاقة بأخري، جلست علي مقعدها تلفها الدنيا وتطويها طي الصحف، خارت قواها وانهار صمودها وانفجرت في بكاء مرير، تحدث نفسها المنكسرة: بعد كل هذا العناء معه ومع اولاده يتركني الي امرأة أخرى لماذا؟!!!!

بعد كل هذا العمر الذي قضيته معه يخونني لماذا؟!!!

لم ادخر جنيها واحداً لنفسي، لم ابخل عليه يوماً باي شيئ!!!! لقد تفانيت في اسعاده هو واولادي!!!!!

لماذا؟ لم امتنع عنه يوماً او اقصر في وجباتي كزوجة؟!!!!

عندما برأت من الصدمة مدت اناملها احضرت حقيبة سفرها وضعت بها كل ما يخصها من ملابسها عازمة علي ترك المنزل والزوج وبلا رجعة فهي صارمة في قراراتها ولا تتراجع عن قرار قط طوال حياتها، ذهبت الي المكتب كي تاخذ بعض كتبها من المكتبة، مدت اناملها تاخذ اول كتاب قد اهداها اياه لها زوجها، في فترة الخطوبة، وجدت خلفه علبة هدايا، صقعت.

محدثة نفسها: يواري هداياه لها وراء كتبي، اخذت العلبة فتحتها وجدت بداخلها علبة برفان حريمي، فتحت الغطاء هي نفس الرائحة علي ملابسه، ثم وجت معها خطاب،فتحته.

_ حبيبتي انت هدية ربي لي، انت كل شيئ لي في هذه الحياه، لقد تمنيتك كما انت، اعشق كل تفاصيلك، اعشق اناملك وقواملك الذي اتغزل فيه دوماً، انت كيثارة حياتي، وربيع ايامي، ادام الله لي حبك وامد لي في عمرك وهنئك واسعدك بقدر سعادتي معك.

كلما قرأت سطر تبكي بحرقة،وتسألت من هي التي خطفت زوجها من هي التي الهبت مضجعها؟!!!!!

_في نهاية الرسالة الي حبيبتي ( مارون جلاسيه)

دهشت لبرهة ثم اصابها هستيريا من الضحك المتواصل ان هذا الاسم كان يناديها به زوجها دوماً، انها هديتي.

فاطمة مندي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى