![](https://hamsamagazine.com/wp-content/uploads/2017/05/18403747_1669052456723514_1485289753335095771_n-150x150.jpg)
مكتب الأردن
منال أحمد الحسبان
الرحيل وخز في مقلة العين وخنجر في الخاصره ، ,وفقدان الاحبه العظماء يشعرني بالترنح والتوهان …..وتلسعني حرارة الفقدان فترميني تارة بين صوره حاضره بين الاهداب والعيون واخرى في طيات السمع ليكون صدى كلماته ذكرى طيبه .
ياابوي…….أوليس الوقت مبكرا على الرحيل لم نكمل حديثنا بعد ، لم تنتهي بعد من ضحكتك الاخيرة ، لم تهز فنجانك ، لأتوقف عن شرب قهوتي وتتوقف دموعي حتى نتوه بين حكاياك….وبين ما يحكى عنك…..
لم اخبئ بعد شماغك الاحمر، فخيوطه تناديك وتبعث الان في ثنايا الروح الف غصة ، واطباق الغداء تنتظر ضيفك الدائم المستمر، ومازال فنجان قهوتك يعلوه بخار ومازالت جملتك “جيرة الله ” تتربع عرش تفكيري وتهز مشاعر كل من مر بالحي والتقاك.
هاأنت كعادتك…خفيف الظل ، لا تثقل روحك علينا حتى بشرف الوداع ، ها انت وللمرة الاولى في عمرك “ضيف” فاليوم ضيف الرحمن انت ، فيارب أكرمه فقد اكرم كثيرا من عبادك ، رحلت بصمت كما الابتسامه التي تطلقها لنا صباح مساء وتخفي خلفها خوف وحلم …
صديقي فرحان الحامد…….
رحل قبل ايام وتركني حبيس بعض همسات قالها قبل الموت بلحظات ، رحل كفارس ترجل عن صهوة جواده الاصيل بصمت يقهر ضجيج النواح والبكاء ، كان يستقبلني بابتسامه كرذاذ يتساقط على قلبي في اوقات هجير المواقف وعجاف السنين حتي اعود واقف على اقدامي من جديد……
قال لي ذات ربيع الرجل موقف وكلمه ، موقف بجانب ضعفاء ومعوزين من ابناء الارض ، وكلمه تقال بوجه الطغاه والمتجبرين ، لا تتردد بهما مهما كانت النتائج ولا تكن من عشاق الصمت المؤلم .
رحل من اشرك في طعامنا الجميع حتى احببنا الضيف واتقن صغيرنا اكرامه ، رحل حتى كان للرحيل فاجعه طمست معالم الروح قبل الحي ، ذكراك جعلت عزائي بفقدانك محبة الناس لك ، رحلت تاركا عبرة في عيون رجالات ونساء حتى اطفال ، وغصه بحلقي لن تبرح مكانها