ط
حوادث

اختارت الحرام وابنتها دفعت الثمن . مأساة تعذيب طفلة في العجوزة

نظرة، فكلمة، فموعد، فعلاقة آثمة، فتعذيب وجثة.. تلك الكلمات تلخص جريمة مؤسفة في حق البشرية جمعاء بطولة عاطل ثلاثيني الذي تجرد من مشاعر الرجولة والإنسانية على حد سواء، راح يمارس هوايته المفضلة بتعذيب طفلة عشيقته، لكنها كانت المرة الأخيرة، فاختارها الله إلى جواره كي يريحها من التعذيب على يد هذا الآثم الذي تسبب في وفاتها.

في حفل زفاف بهيج بحضور الأهل والأصدقاء، عُقد قران “نجلاء” على “شعبان السيد” بإحدى قرى مركز سنورس في محافظة الفيوم، انتقلت العروس للإقامة في عش الزوجية التي حلمت أن تسوده الفرحة والحب، وكللت تلك العلاقة بطفلين “ولد- بنت”.

ظنت السيدة العشرينية أن الحياة ستبتسم لها مانحة إياها قبلة السعادة مودعة حياة الفقر لكن سرعان ما تبددت أحلامها، وتحولت سرابا، عرفت المشكلات طريق عش الزوجية، حاول عقلاء العائلتين لم الشمل وطرد وساوس الشيطان، لكن الأمور تعقدت مع تشبث كلا الزوجين بموقفه، وانتهى الحال بترك “نجلاء” منزل الزوجية رفقة طفليها.

استقر الحال بصاحبة الـ29 سنة داخل شقة مستأجرة بعقار في شارع درسة خطاب في منطقة أرض اللواء التابعة لحي العجوزة شمال محافظة الجيزة، تقمصت ربة المنزل دور الأب والأم معا لتربية طفليها -أكبرهما “ملك” 4 سنوات- عمدت إلى استغلال موهبتها في عالم الموضة والملابس، وعملت كـ”خياطة” داخل مشغل لتوفير نفقات أسرتها، بعدما صارت العائل لها.

لقاء عنوانه الصدفة جمع بين “نجلاء” وشاب يكبرها بـ6 سنوات ويدعى “أحمد”، عاد كل منهما إلى منزله لكن صورة الطرف الثاني عالقة في ذهنه، قضى الاثنان ليلتهما في حالة من التأمل مدعومة بمشاعر تتدفق من تلك المضغة المستقرة في الجسد “القلب”.

تكررت لقاءات “نجلاء” و”أحمد” حتى صارح كل منهما الآخر بحقيقة مشاعره، كبداية علاقة عاطفية بينهما. أخبرت السيدة عشيقها بأنها لم تنفصل عن زوجها الأول بشكل رسمي معلقة “أنا سبت له البيت وأخدت الولاد بس مطلقناش” فاستقبل الأخير الخبر بسرور وابتسامة صفراء علت وجنتيه.

رويدا رويدا أخذت العلاقة منعطفا خطيرا، استقبلت “نجلاء” الشاب الذي باتت أسيرة كلامه المعسول في بيتها لترتمي في أحضانه بحثا عن إشباع رغباتها الجنسية المكبوتة -لاسيما صغر سنها- لتتعدد اللقاءات المحرمة بينهما على مرأى ومسمع من طفليها غير عابئة بحديث الجيران، بعدما أوهمتهم بأن عشيقها هو “زوجها الثاني”.

شهران كاملان عمر علاقة مُحرمة بين العشيقين، لم تتوقف خلالها أفعال “أحمد” غير المبررة، إذ كان دائم الاعتداء بالضرب على الطفلين خاصة لدى بكائهما.

اعتادت الزوجة ترك طفليها مع عشيقها للاعتناء بهما خلال فترة غيابها بمحل عملها “مشغل خياطة” محذرة إياه من الاستمرار في ضربهما، لكنه لم يكف عن أفعاله ضاربا بحديث عشيقته عرض الحائط.

ظهر، أمس الأحد، تلقت “نجلاء” اتصالا من عشيقها أخبرها “بنتك ملك أغمى عليها ومش عارف أعمل إيه” فأسرعت الأم إلى المنزل لإنقاذ فلذة كبدها. جسد ضئيل لملاك بريء مسجاة على ظهرها بإحدى الغرف، مشهد انخلع معه قلب “نجلاء” التي أطلقت صرخات متتالية “بنتي مالها؟.. إنت عملت إيه؟”.

حمل العشيقان الطفلة “ملك” في جولة مكوكية على الصيدليات الواقعة في المنطقة محل سكنهما، لكن دون جدوى، فجاء الخيار الأخير وهو التوجه إلى مستشفى قصر العيني، لكن المشهد الأخير كان حاضرا بين جنبات المنشأة العتيقة، فاضت روح الطفلة ذات الـ4 سنوات إلى بارئها لتتعقد الأمور.

“البنت دي مين ضربها؟.. جسمها كله علامات تعذيب”.. استفسر مفتش الصحة عما جرى للطفلة، فأخبرته والدتها أنها كانت تلهو واختل توازنها فسقطت من الطابق الثالث، لكن الرد لم يكن مقبولًا لدى الطبيب الذي أبلغ نقطة الشرطة الملحقة بالمستشفى، والتي أخطرت بدورها العميد أيمن الجيار، مأمور قسم شرطة العجوزة.

فور تلقيه بلاغا بالواقعة، وجه العميد عمرو طلعت، رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، بسرعة انتقال قوة من القسم إلى المستشفى تحت إشراف العقيد عمرو البرعي، مفتش فرقة الوسط؛ للوقوف على ملابسات الواقعة، حيث جرى التحفظ على الأم والعشيق واقتيادهما إلى ديوان القسم للتحقيق.

جهود البحث والتحري التي قادها المقدم محمد أبوزيد، وكيل فرقة وسط الجيزة، كشفت عن مفاجآت بالجملة، وأن عشيق والدة الطفلة هو الجاني، وأنه يُلقن طفليها وصلات من الضرب المبرح بشكل مستمر وآخرها يوم الجريمة، إذ اعتدى على الطفلة بالضرب المبرح بـ”عصا وخرطوم” لمدة 15 دقيقة، انتهت بفقدها الوعي.

أمام رجال المباحث، أقرت الزوجة بأن عشيقها “أحمد. م” 34 سنة، وراء ارتكاب الواقعة “حذرته أكتر من مرة ميضربش ولادي.. بس هو كان بيضربهم على طول وآخرها لما ملك كانت بتلعب جنبه” ليتم التحفظ عليها وعشيقها تمهيدا لعرضهما على النيابة العامة للتحقيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى