أحيانا يجب عليك أن تختار الوقت المناسب لكي تعلن استراحة تامة من كل الأشياء . حتى تعيد هيكلة نفسك من جديد.. ففي بعض المواقف يجب أن تعود للوراء قليلا لكي تستطيع التفكير.. عندما تشعر بفوضى داخل أفكارك و عندما تشعر بأنك وضعت نفسك في مكان غير مكانك و أن معظم من حولك لا يعرفون قيمتك الحقيقية. هنا يجب عليك التراجع و أخذ قسط من الراحة لكي تعيد ترتيب الأشياء و تضع كل إنسان في حجمه المناسب و تضع الأمور في حيز التقييم من حيث أهميتها و قيمتها في حياتك. عندما تعجز عن العمل بكل اتقان بنفس الكفاءة كما تعودت يجب أن تستعيد قواك من جديد..و عندما تفقد السيطرة على بعض الأمور و تخشى من خسارة الأشياء و فقدان الأشخاص الذين تحبهم أو حتى تسبب لهم وجع و ألم.. هنا يجب أن تتوقف حتى تتجنب كل الدمار الذي سوف يحدثه عقلك و أفكارك و أفعالك.. عندما تشعر بأنك أصبحت غيرك أنت.. يجب أن تتوقف و تأخذ استراحة محارب لكي تستطيع مواصلة حياتك فالحياة لن تتوقف عليك أو على غيرك.. فمن الأفضل أن تصبح فارس و قائد لمعركة نفسك و حياتك بدلا من أن تستمر و أنت مجرد تابع مع القطيع البشري.. أن تظل كما أنت إنسان بكل مشاعرك و أحاسيسك الصادقة أفضل من أن تكون مجرد آلة تسير مع عجلة الحياة بكل جمود و جفاء.. عندما تشعر بكل ذلك يجب عليك التراجع قليلا. و السكون في قصر الروح الهادئة لتستمع إلى أنغام إيقاع قلبك النقي في غفوة العقل الثائر بعد أن تطفئ مصباح الفكر قبل أن يشتعل بك.. هنا و في هذه اللحظة يجب أن تكون فارس لحياتك و تأخذ استراحة محارب
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
