ط
مسابقة القصة القصيرة

اشتياق وكبرياء.مسابقة القصة القصيرة بقلم / جيهان أحمد عثمان حسين .مصر

اشتياق …. وكبرياء
جيهان أحمد عثمان حسين ( زرقاء اليمامة جيهان )
مصر / بورسعيد
تليفون 01204110306

أغمضت عيناها تلتمس سنة من راحة النفس المشتاقة إليه … تشتاق لهدوءه كما تشتاق إلى صخب صوته …
تنهدت تنهيدة عميقة …. تذكرت فيها كلمات الغزل منه لجمال عينيها … فتحت عيناها ببطء … تنظر للاشئ … للفراغ …. ولكن أصابها الذهول ونظرت نظرة تعجب …. أنه يقف أمامها … هل هذا حلم ؟!!
هل أنت أمامى حقا ؟!! …هل أنت حقيقة أم خيال ؟!!
تسآلت بلهفة وشوق … كانت كالمغشي عليها … ظل ينظر إليها بشوق … وعينه تبعث اعتذارا للابتعاد … اعتلت وجهه ابتسامة خفيفة …. يأمل الغفران
عادت لسؤالها :
هى : هل أنت حقيقة أم خيال ؟! … هل أنت من يقف أمامى ؟! … أم أنى أحلم حلم كل يوم ؟!
هو : بل أنا … أنا حبك وأملم أقف أمامك … لست خيالا … لست حلما .
هى : لا .. أنت حلم كل يوم … أراك وحدى … ولا أحد يراك غيرى .
هو : بل أنا .. أنظرى جيدا … هذه يدى .. ألمسيها حتى تتأكدى أنى حقيقة … هيا مدى يدك … هاهى يدى
رفعت يدها فى بطء ، وهى فى حالة عجيبة مابين الذهول وعدم التصديق … قربت يدها من يده … وقربت … واقتربت … وقبل أن تلمس يداه … أفاقت تذكرت وهى تسير معه تستند على ذراعه ، فقد كان سندها … وهى تحتضن زنده بكفها … فقد كان حياتها … بل كل حياتها .
تقهقرت إلى الخلف ، تبحث بيدها على مقعدها … تستند عليه ، فهو سندها الأن … مالت برأسها تحاول أن تلقى بها على كتفيها فربما يعود لها الآمان الذى احسته معه
قال : مابك ؟! ألا تصدقين أنى أمامك ؟!
قالت : لا … لا …. لاأصدق … لا أصدقك فكم وعدتنى وخالفت … كم أقسمت وحنثت
قال : جئت لأوفى …. جئت لأحقق قسمى .
قالت : – وهى تنظر له ، بل لطيفه – ماذا توفى ؟! عهدا قاطعته بل قطعته …. وعدا وخالفته ….
قال : جئت لأوفى …
قالت : هجرت وتركت … دون سابق إنذار … دون مقدمات دون أن تعيرنى اهتماما …
قال : لم أهجر … لم أترك … بل ابتعدت خوفا عليك .
قالت متسألة فى عجب : خوفا على !! ممن ؟! … منك ؟! … أم من وهم عشت فيه معك ؟! ممن … ولمن … عليك أم منك ؟!
قال : بل جئت من أجلك … جئت لعينيك يا فاتنتى …. جئت شوقا لضحكتك ..
ضحكت ساخرة … ضحكة بها كل الوجع ، وقالت :
جئت من أجلى بعد هجرك لى !
جئت لعينى بعد جرحك لى !
جئت حتى ترى دمعا فى مقلتى !
جئت تسمع ضحكاتى ! … هيا استمتع بضحكات كلها ألم ووجع
قال : لم أكن بخير ….. فابتعدت
كنت متعبا …. ففارقت
كنت مرهقا …. فاللراحة التمست
رفعت رأسها فى كبرياء وأشارت له قائلة :
لا … لا سيدى وليس لى سيدا على عمرى سواك
لا … يا أملا ضاع فى سماء هواك
لا …. ياعشقا وليس لى عاشقا لأيامى إلاك
لا … ياوهما عشته مرددة ما أحلاك ارحل
أحبك … نعم … أحبك … ولكنى لاأريدك … لن أعود إليك
تقول أنك لم تكن بخير … حرمتنى من أن أجعلك بخير
تقول كنت متعبا … منعتنى من أن أكون راحتك
تقول كنت مرهقا … فمع من تشعر براحتك سواى
لا … ابتعد بارهاقك وتعبك الواهى … فأنا أكثر منك ارهاقا بك … وأشد تعبا منك
ارحل … ارحل يا أنا
ارحل … لكنك لن تكون بخير … فلن يساعدك سواى
ارحل … لكنك ستظل متعبا … فلن تجد الراحة إلا معى
ارحل … لكنك ستظل مرهقا … فلن تجد آمان بدون حنانى
ارحل … وستظل طيفا أحادثه وحدى
ارحل …. فكبريائى أكبر من اشتياقى

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى