ط
مسابقة القصة القصيرة

اعدام ميت.مسابقة القصة القصيرة بقلم / خالد مزيانى من المغرب

مسابقة القصة القصيرة
خالد مزياني
9 ساحة الكتبية ص ب 1408 العونية وجدة 60000 المغرب
212663770909+
[email protected]

النص: اعدام ميت

قد تكون قصتي خرافية.. قد لا تصدقني.. قد لا تبدو حقيقية.. قد لا أكون بريئا في نظر القانون.. لكن صدقني فهي حقيقة جرت أحداثها وانطلقت في ذلك الوقت. في تلك اللحظة، حيث طلبت وأنا جالس هنا أترقب الموعد بأن يأتوني بلقم وأوراق وأنا في كل لحظة أرتعش. لست نادما إذ مرت الأيام ولم أحصها. في الخارج أم في الداخل. كنت أفكر فقط لماذا؟ لا أدري إلى متى؟ بالرغم من أن اللحظات كانت ثقيلة والتي قد تكون الأخيرة أو قد لا تكون. كل شيء مرهون بالحقيقة.

– أ ملك أنت ؟
– لا، ولكن الغاية التي من أجلها أتيت هي أن أكون على الحقيقة شاهدا.
– و ما الحقيقة ؟
– صمت ….*

تزداد ضربات قلبي وأنا أسمع رنين الخطوات الثقيلة تتجه نحوي، إلي. الآن ستفتح الأبواب، سيكسر القيد، سيضرب الصمت. قد أكون كثير التساؤلات وقد أكون جزءا منها. وقد تفهمني أنت وقد لا تفهمني. لكن، اعلم أنها الحقيقة المطلقة. طبعا لا وجود لحقيقة مطلقة. فكل شيء نسبي في هذا الوجود العابر. المهم، أن تتلطف وتسمعني حتى أتأكد بالأقل أني قلت شيئا رغبت في وقت ما قوله. أشهدك عليه يوم اللقاء الأكبر. المهم أن تنصت
ولاتصنع صنيع غيرك. حاولت أن أوصل إليهم ما يريدون. طلبوا ذلك. النيابة العامة شاهدة. القضاة شاهدون، دفاعي شاهد، وأنت شاهد أيضا، أنت خائن، جاسوس، عميل رخيص، لا أفهم شيئا، لم تشفع لي كلماتي القليلة والمرتجفة. نريد هويتك.
– نسيتها في المنزل أو أضعتها ليست في محفظتي.
– إذن، أنت من نبحث عنه، وفي حزم، هيا معنا.
– إلى أين ؟
بيروقراطية قاتلة.. تافهة.. كاذبة.. لا معنى لوجودها إلا سخرية الإنسان من أخيه الإنسان. كل هذا من أجل تحديد هويتي . اسمي عمر. شهادة لا تكفي. إنها ليست بيروقراطية. نريدها بيروقراطيـة.
اسمي عمر .اسم عربي وأعيش في بلاد العرب. إذن، أنا عربي. أم هي القهوة الساخنة في هذا الجو الحار كما يطلق عليها في هذه البلاد.

يبدو أنهم أربعة. وقع الأقدام يشير إلى ذلك. أتصلب في مكاني متأملا ومودعا الورد ومجنون الورد. الجو هذا المساء حار/ بارد إنهم قادمون لكي …

أعلم أنها قضية كل إنسان. قضية تحديد المصير، تحديد الهوية…
يفتح الباب الحديدي، يناديني أحدهم، يتردد الصدى بجوفي فأتصلب في مكاني، لم أتبين ملامحه، أهو الموعد، أسقط على ركبتاي. أصرخ لا أحد يغيثني. يأخذونني إلى غرفة أخرى. أهي بداية رحلة جديدة مع تهمة جديـدة؟
جف قلمي كما جف حلقي. أشعر بقربهم، أتناول الماء. قد تكون آخر جرعة لي. فأشرب حتى الثمالة. على الجدران كلمات كتبت بارتجاف لم أتبين معانيها.. قليل من الوقت لم أثبت براءتي بعد لم …
لا يزالون يتحدثون عن الجوع .. الفقر.. الغربة.. قوارب الصيد عفوا الموت. أنا بريء وأنت بريء والجميع بريء.
إنها الساعة لا ريب فيها. إنها ولادة صبح جديد ليس ككل الصباحات. صبح طالما انتظرناه كما انتظره المعطلون بشهاداتهم فتحولوا من مثقفين إلى بائعي نعناع .. خضر … و تتحقق المعادلة .
صمت. حتى الصمت يبحث عن ذاته في هذا الصمت الرهيب. انه الهدوء الذي يسبق العاصفة. وما أرقها وأعنفها من لحظة يلتقي فيها السكون بالعاصفة.
أمن العدل أن يكون المخلوق النهاري مخلوقا ليليا ؟. فيغدو كل شيء ممنوع. الحديث عن الذباب ممنوع .. قوارب الموت.. ممنوع … ممنوع …

بعد أسابيع قليلة من العذاب والقلق والانتظار. انتظار من لا يأتي. انتهت اللعبة و توقف الديك عـن …

***************

* من حوار بيلاطس الحاكم الروماني مع المسيح عيسى بن مريم.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى