ط
مقالات بقلم القراء

الأمانى المستحيلة بقلم / د/محمد كامل الباز

أحيانا يشعر الكثير منا أن احلامة وطموحاتة ،أمانية وررغباتة هى درب من دروب المستحيل ،باب من الأبواب المؤصدة ،ولكن نكتشف بعد فترة أن تلك الامانى أصبحت واقع وأن كثير من أحلامنا باتت حقيقة ،بتوفيق الله ثم بالتعب والجد والكد تجد كل الأبواب المغلقة قد فتحت وكل الصعوبات قد تذللت ، تلك السيناريوهات ممكنة الحدوث فى الدنيا بل وكثيراً ما تحدث أما فى الآخرة فالأمر مختلف وخصوصاً بعد المشهد الختامى لتلك الدنيا حيث ينقسم الناس لفريقين متناقضين تمام فى كل شئ، المصير متباين ،فريق فى الجنة وأخر فى جهنم ،سنتوقف بعض الوقت عند الفريق الثانى وهم أهل النار الذين بمجرد محاكتهم للعذاب تتولد عندهم كثيراً من الامانى بالتحديد هى أربع امانى وفق ماذكر فى كتاب الله فهل سيتم قبولها أم ماذا..؟ ..
الأمنية الأولى : يتوجهون بها لرب السماوات والأرض مباشرةً فالأمر جلل والعذاب لايتحملة بشر فيقولوا ﴿رَبَّنا أَخرِجنا مِنها فَإِن عُدنا فَإِنّا ظالِمونَ﴾ [المؤمنون: ١٠٧] ولكن يرد عليهم الحق بكلمات موجزة﴿قالَ اخسَئوا فيها وَلا تُكَلِّمونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨] ليس لكم أى طلب عندى ولا تسئلونى مرة تانية قد كانت لكم الحياة الدنيا كلها للسؤال والطلب والتمنى والعمل من خلال توحيدى وافرادى بالعبادة وقد اعرضتم .
الأمنية الثانية: وهى موجهة لمالك خازن النار ﴿وَنادَوا يا مالِكُ لِيَقضِ عَلَينا رَبُّكَ ﴾ [الزخرف: ٧٧] يريدون الموت وأن تذهب روحهم من شدة مايلاقوا من العذاب ولكن يرد عليهم مالك هل بعد عام …عشرة …مئة..؟ يرد عليهم بعد ألف عام !!! تخيل مدى العذاب المعنوى قبل الحسى …يأتي الرد بعد زمن بعيد وهو ﴿ قالَ إِنَّكُم ماكِثونَ﴾ [الزخرف: ٧٧] إنكم خالدون وهى دار مستقر لكم .
الأمنية الثالثة :ونلاحظ عدم الفهم من أول مرة بعد رفض طلبهم أن الموضوع مستحيل ولكن شدة العذاب تجعلهم يفعلوا أى شىء حتى لو كان مستحيلا فيتوجهوا بطلبهم للملائكة وخزنة النار يقولوا ﴿وَقالَ الَّذينَ فِي النّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادعوا رَبَّكُم يُخَفِّف عَنّا يَومًا مِنَ العَذابِ﴾ [غافر: ٤٩].
يريدون توقف العذاب يوم واحد فقط …يوم ويكمل بعد ذلك.. العذاب لا يوصف بمعنى الكلمة ولكن هل سيخفف ذلك اليوم فياتى الرد الملائكى الحاسم ﴿قالوا أَوَلَم تَكُ تَأتيكُم رُسُلُكُم بِالبَيِّناتِ قالوا بَلى قالوا فَادعوا وَما دُعاءُ الكافِرينَ إِلّا في ضَلالٍ﴾ [غافر: ٥٠] أى أدعوا فدعاءكم هباء ليس له قيمة تذكر .
الأمنية الرابعة: فقدوا الأمل فيما مضى ولم يتبقى لهم إلا أهل الجنة فربما هم أناس مثلهم كانوا يعيشون معهم فيرق قلبهم لهم فيقولوا﴿وَنادى أَصحابُ النّارِ أَصحابَ الجَنَّةِ أَن أَفيضوا عَلَينا مِنَ الماءِ﴾ [الأعراف: ٥٠] شربة ماء …!!! متخيل إلى ماذا وصل الأمر ..بدء بامنية الخروج من النار، ثم تمنى الموت ثم تخفيف العذاب يوم واحد وعندما فشل كل هذا يتمنون شربة ماء فقط …تواضعت الامانى وانقطع الرجاء وهى أمنية صغيرة فهل تقبل من اقرناءهم …،يقال لهم ﴿ قالوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الكافِرينَ﴾ [الأعراف: ٥٠] حتى هذة مستحيلة ،بالفعل هو الخسران المبين ولو تأملت فى كل معانى اللغة عن وصف خسارة الكافرين يوم القيامة بكلمة ،لن تجد أقوى ولا أشمل من الخسران المبين بالفعل هى خسارة لا تعوضعها أى شىء هو حزن ليس لة آخر ،فقد كان أمامهم الدنيا كلها بعث الله لهم الكتب والرسل ليعبدوة ويؤمنوا بة وبرسلة ولكنهم كذبوا واعرضوا استكبرو ورفضوا .
إن من تمام عدل الله وجود لقاء آخر يجتمع فية كل الناس يقتص من الظالم ويعاقب المجرم ،يخضع المتكبر وينكسر المتجبر ،فهل يستوى من أمن بالله وعمل صالح بمن كفر بة وكذب رسلة .
إذا كان هناك ملتقى واحد لكل الناس يجمعهم فى الدار الآخرة فافعل ماشئت فى دنياك واتبع هواك ولكن معذرة فهناك دارين دار للمتقين وأخرى للظالمين وهى دار قرار لن يتم الخرج منها ،فعليك الإستعداد لها إما بعبادة الله ورسله كافة كى تدخل دار السعادة والنعيم ، أو الأعراض والتكبر وهنا عليك الإستعداد لطلب الامانى المستحيلة.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى