مكتب الأردن
د.منال أحمد الحسبان
كلُّ شئٍ أعوج.. وكلنا نُشارك هذا الاعوجاج.. لست “وحدك “، ولست “أنا”، بل كلنا نشارك في تحطيم آنية المباهج والمؤانسات والتجنح الكوكبي ..كلنا نشارك تكسيرَ موجاتِ الرحيم الذي يخبئ قيعانَه ضوءنا ..كلنا ننتظر المُخلّص كي يحملنا على كفٍ سحري ..و”أنا” تعبت من عين الصقر والخوف على الرمق ومشاكسة آلام فقرات لا تبارح الأنفاس آوّاهات مغموسات بزيت السكوت!! ….
لسنا بحاجة للحب السطحي الذي لا يقدر حتى تغلغل مسامات جلودنا مكتفيا بالكلام ، بل طاقة التحولات والتجنح بشجاعةٍ وصدقِ مواجهة الذات أي ” الأنا ” ، وبانسيابية يغوص في سيتوبلازم الخلايا مضيئا بالميتوكندريا…
لسنا بحاجة لمن يلوكون الوقت والغيبوبة نهلستيين عدميين متوضعين حتى العظم ..لسنا عدميين أصلا، انما نحن بحاجة للمبادرات من حشايا الفؤاد كي تستمد طاقاتِها محرضةً ومحركةً كوامننا الكونية للحبِّ حقيقة كي يترنم ترتيلته الأبدية في غيابات الحاضر المتخفي فيتجلى بكلانيّته…
الضوءُ كامنٌ بي وبك وبنا جميعا بل في كل شئ ..ولكن لا يوجد “نحن” إلا بعد اشتغالٍ صعب على هذه “الأنا” كي تعي موشورها القابل للتلقي والتفكيك ومن ثم تجميع الأنوات كلها في مملكة ذاتية لضوء واحد : ” الأنا” ال “أنت”..ال “أنتم” حينئذ يمكننا قول ال “نحن” بوثوقية وفي أعلى مراتب الوجود وقد تفتحت زهرة كونية في الشبكة العصبية الكونية وقد تحررنا من جاذبية المقابر الارضية……………
بريهان قمق ..