ط
مقالات بقلم القراء

الازهر قيمة وتاريخ وحضارة ..وايضا سياسة ….بقلم ( طارق فريد ..

طارقفريد

كان الازهر على مر التاريخ مؤسسة دينية وعلمية لها هيبتها وتاثيرها في صتع القرار دون اقحامها في شؤون الحكم والسياسة ولا ينسى التاريخ موقف رجال الازهر من العلماء والمشايخ اثناء الحملة الفرنسية وبعدها في اذكاء الروح الوطنية وجميعنا يذكر موقف السيد عمر مكرم ورفاقه ضد استبداد الولاه العثمانيين والمماليك قبل توليه محمد علي حكم مصر عام 1805 بل لاول في تاريخ الشعب المصري يختار حاكمه عندما اختار علماء الازهر محمد علي ليكون واليا على مصر وفق شروط وافق عليها محمد علي صاحب اول امبراطورية عربية ضمت مصر والسودان والحجاز واليمن والشام لكن الرجل سرعان ماتخلص من سطوة الدين وزعمائه ورجاله فنفي كبيرهم عمر مكرم الي دمياط لينفرد بحكم مصر كما اراد .
لقد كان الازهر وهو اهم انجاز للفاطميين في مصر منارة دينية وعلمية على مر عصوره لكن الفضل يعود الي صلاح الدين الايوبي في تحويله لمؤسسة سنية بعد ان كان القصد منه نشر المذهب الشيعي في مصر ..
وتخرج من الازهر الكثير من رؤساء الدول الاسلامية الافريقية والاسيوية ناهيك عن البعثات الاسلامية الازهرية الي كل دول شرق اسيا ودول افريقيا وتبقي زيارة فضيلة شيخ الازهر الان للفاتيكان ولفرنسا دليل على قوة وقيمة الازهر في عيون الغرب خاصة تلك الحفاوة البالغة التي استقبل بها الرئيس الفرنسي شيخ الازهر على اعتاب سلم الاليزيه وهو نادرا مايحدث في البروتوكولات الفرنسية الرئاسية .
وقد يري البعض ان السياسة والدين لا علاقة لهما بالحكم في ظل العولمة التي فرضت نفسها علينا لكن مايحدث من فتن ومؤامرات دولية لا تعرف تفاصيلها الشعوب لكنها تشعر بها وتدركها جيدا ولا يجرؤ الحكام على اعلانها لانها حرب خفية متعددة المهام وغير معلنه لذلك كان الشعور الشعبي والعربي بتغيير نهج الازهر وسيره في طريق السياسة الواقعية ليس لمساندة الحاكم بقدر ما يعد استمرارية لتقوية عناصر الدولة واركانها الاساسية حتى لو على حساب الشعوب المطحونة .
وهنا نقول ان السياسة لجأت الي الدين ليحميها وليس العكس خاصة عندما يكثر الاعداء بالداخل والخارخ فيصبح كل شئ مباح وتكون الاولويات الدينية من اجل استقرار النظام واركان الدولة وحماية وصيانة امنها وحدودها وهو مايراه البعض القليل وهو مخطئ بكل تأكيد انحرافا عن الدور الديني للمؤسسة العريقة ..
ان تبعات تلك الزيارة والدعوة الي حوار الاديان وتسامحها يصب في مصلحة الوطن وفي مصلحة امة ارتضت لنفسها ان تتقاتل وتتصارع على كرسي الجكم او من اجل مذهب او عقيدة حتى وان كان هناك من يؤجج هذا الصراع ويزيده اشتعالا فلا صوت يمكن ان يعلو على صوت القوة والحق . والحق اننا ضعفاء وفرقاء نتلذذ باللوم والاتهام ونتربص لبعضنا في الظلام لا ننتج ولا نعمل فلا تلوموا الا انفسكم ياعرب … ( طارق فريد)

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى