حينما كان يدرس ابن أختي في إحدى الولايات الأمريكية، سكن في بداية دراسته عند سيدة مسنة، تعامله مثل أمه، وتعد له الطعام، وتعطف عليه وتفقده حينما يتأخر في الجامعة، وتقدم المساعدة له متى ما احتاج. وحينما يأتي لزيارتنا في الرياض يخبرنا عنها.
احببناها فعلا لدرجة لم ينسها عند عودته، وكان مثقلا بالهدايا المختلفة لها، التي تبرز ثقافتنا العربية، من بينها بخور العود والعطور، وبعض الهدايا التي كانت من والدته وجدته وخالاته. كان ابن أختي مهذب الخُلق، وقريبا من القلب، ويبادر لمساعدة الآخرين دائما.
في أحد الأيام مرضت هذه السيدة ولم تستطع التحرك، ودخلت في حالة عدم الوعي، فطلب ابن أختي لها الإسعاف. وعند أخذ البيانات، تفاجأ بالرد بأنهم يعتذرون عن عدم استطاعتهم الحضور، لأن السيدة ليس لديها تأمين.
لم يعرف كيف يتصرف في هكذا موقف، حالتها بدأت تسوء أكثر، تواصل مع الإسعاف مرة أخرى، ولكن في هذه المرة قال لهم سأتكفل بدفع مصاريف النقل والعلاج. حضروا للموقع ونقلوها للمستشفى، ودفع ابن أختي تكاليف العلاج لها كاملة.
وحينما تماثلت للشفاء وخرجت من المستشفى لم تعرف كيف تشكره، وأصبحت ممتنة له ولجميل صنيعه معها في هكذا موقف.
بالمقابل هنا في السعودية تعرض أخي لوعكة صحية، وطلبنا الإسعاف، الذي تابع معنا حالة أخي ووجهنا ماذا نفعل لحين وصولهم، الذي لم يتجاوز العشر دقائق، ونقل أخي لأقرب مستشفى (خاص)، وأجرى قسطرة سريعة، وعمل اللازم له، وظل منوما في المستشفى نحو شهر، والحكومة -أعزها الله- تحملت تكاليف العلاج كاملة بأرقى وأفضل خدمة وعلاج طيلة فترة إقامته.
لندرك أن لدينا الكثير من النعم وفرتها حكومتنا الرشيدة، وما زالت تقدم وستقدم كل ما فيه فائدة للمواطن، فهم يستثمرون في الإنسان صحيا وماليا وثقافيا، ليكون لدينا أفراد قادرين على بناء مجتمع وحماية وطن
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون