ط
أخبار متنوعة

البارون .. قصر بلجيكى تحول إلى مبنى أثرى بالقاهرة

القاهرة.. مدينة السحر والجمال بما تضمه من آثار ومبان وشوارع تاريخية، تشهد على عصور للنهضة والتطور والبناء التى عاشتها مصر خلال فترة من تاريخها.

فى حى مصر الجديدة، أحد أحياء القاهرة تجد قصر البارون، وهو القصر الوحيد فى العالم الذى لا تغيب عنه الشمس.

شُيّد هذا القصر الفريد على قاعدة خرسانية محمولة على رولمان بيلى، تدور على عجلات، بحيث يلف القصر بمن فيه كل ساعة، ليرى الواقف فى شرفته كل ما يدور حوله ويتبع الشمس فى دورانها على مدار ساعات النهار، بحسب بوابة محافظة القاهرة.

سمى هذا القصر باسم “قصر البارون” نسبة إلى صاحبه المليونير البلجيكى البارون “إدوارد إمبان” والذى جاء إلى مصر قادمًا من الهند فى نهاية القرن التاسع عشر بعد شهور قليلة من افتتاح قناة السويس.

وقد حمل “إدوارد إمبان” لقب “بارون”، والذى منحه له ملك فرنسا تقديرًا لمجهوداته فى إنشاء مترو باريس حيث كان “إمبان” مهندسًا متميزًا.

شيد البارون إمبان قصره عام 1911 فى قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، تحديدًا فى شارع العروبة على الطريق الرئيسى المؤدى إلى مطار القاهرة الدولى.

وتعددت مواهب “إدوارد إمبان” فلم يقتصر نشاطه على الوجهة الاقتصادية والهندسية فقط، فقد كان يعشق السفر والترحال باستمرار، ولذلك انطلق بأمواله التى لا تحصى إلى معظم بلدان العالم.

وعشق إمبان مصر كثيرًا واتخذ قرارًا مصيريا بالبقاء فى مصر حتى وفاته، وكتب فى وصيته أن يدفن فى تراب مصر حتى ولو وافته المنية خارجها، وبدأ يبحث لنفسه عن مكان ليعيش فيه ليكون قصره “قصر البارون” الذى أصبح الأوحد من نوعه فى العالم حتى الأن.

كانت منطقة مصر الجديدة فى ذلك الوقت مجرد صحراء جرداء وعرض “إمبان” خلال هذه الفترة على الحكومة المصرية فكرة إنشاء حى فى الصحراء شرق القاهرة واختار له اسم “هليوبوليس” أى مدينة الشمس.

واستلهم البارون تصميم القصر من معبد “أنكور وات” فى كمبوديا ومعابد “أوريسا” الهندوسية. وقام بتصميم القصر المعمارى الفرنسى ألكساندر مارسيل Alexandre Marcel وزخرفه جورج لويس كلود Georges Louis Claude، اكتمل البناء عام 1911.

من الداخل نجد أن القصر حجمه صغير، فهو لا يزيد عن طابقين ويحتوى على 7 حجرات فقط. الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات 2 منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون إمبان كصالة للعب البلياردو، أما الطابق العلوى فيتكون من 4 حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها. وأرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب الباركيه، أما البدروم “السرداب” فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم.

وقد صنعت أرضيات القصر من الرخام والمرمر الأصلى، حيث تم استيرادها من إيطاليا وبلجيكا، وزخارفه تتصدر مدخله تماثيل الفيلة كما تنتشر أيضًا على جدران القصر الخارجية والنوافذ على الطراز العربى وهو يضم تماثيل وتحفًا نادرة مصنوعة بدقة بالغة من الذهب والبلاتين والبرونز، بخلاف تماثيل بوذا والتنين الأسطورى.

ويتكون القصر من طابقين وبدروم “السرداب”، وبرج كبير شيد على الجانب الأيسر يتألف من 4 طوابق يربطها سلم حلزونى تتحلى جوانبه الخشبية بالرخام، وعلى درابزين “سور” السلالم نقوش من الصفائح البرونزية مزينة بتماثيل هندية دقيقة النحت.

توفى البارون إمبان فى 22 يوليو 1929 ومنذ هذا التاريخ تعرض القصر لخطر الإهمال لسنوات طويلة، حيث تحولت حدائقه التى كانت غناء يوماً ما إلى خراب، وأصبح القصر مهجورًا وتشتت جهود ورثته إلى أن اتخذت الحكومة المصرية قرارا بضمه إلى قطاع السياحة وهيئة الآثار المصرية، اللتين باشرتا عملية الإعمار والترميم فيه على أمل تحويله إلى متحف أو أحد قصور الرئاسة المصرية وتم تعويض ورثته بأراض بديلة بمنطقة القاهرة الجديدة ليقيموا عليها مشاريع استثمارية، ومنذ ذلك الوقت لم يفتح القصر إلا أيام معدودة.                                                                                        

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى