ط
مسابقة القصة القصيرة

البيت الرملي . مسابقة الصة القصيرة بقلم /رولا حسينات من الاردن..

رولا حسينات الاردن[email protected]مسابقة القصة القصيرة

البيت الرملي

إليك قاتلتي أُزجي بخلوصِ المتيّمِ
خنجرُك الرابضُ في عميقِ السّديمِ
أُقعيتُ فيه استغفرُ باسمكِ بالمدامِ
قطراتُ دمي النازفةُ وأهاتي والنديمِ

أنطقت قلمها ليفيض بأوجاعها الموصدة في خوالج الروح، حين رأتُ في محياه لهيبَ الحب من نوع آخر، من صور أخرى من صور الجمال المبعثر على النواصي وعلى الرمال عند الشاطئ الأزرق، حيث لا أثواب ولا تجلة ولا قيود بل كل يتضور من بضع أستار شفيفة يصفدها على مكاره الجسد.
وأنت يا قلبي لاه هناك بلا فواتير تدفعها لنادل، ملاصقا لأبراج الحرية وأطياف الحسناوات، غشاوةٌ مبيضةٌ خطت دفاتري والأقلام..
تتندر ضاحكا تراك أأشرِّق وأُغرب فلا وابل ولا طل؟؟
تناكفني حين تبين بضع شعيرات، التصقت بحبات العرق المصفد على الجبين المغطس بالملح ومعشق بالكدح، حين بنينا معا بيتنا الصغير من الرمال، وعشقّناه بالأصداف المختلسة الرواح من غياهب البحر ولججه، ليذيقها المد لذة العاشقين وصحبة في الخلاء، لتتعرى أمامه من حر الذهب، وتتموج تتراقص.. ملتهبة على أمواجه ويخونه الجزر، فيتأوه صارخا من جزعه يمد سبل الشقاء لعناق أبدي، لكنه القدر من تراهن على البعاد، وأنى من قرابين لشهوة أخرى فقد فات الأوان..
رهبتي فيك منك خفوقَ الغريقِ بلا غلواء خيفة الحتف، ألم نتعاهد على الموت متعريين من أصفاد الدنيا وما خطه البشر؟؟
أتماري الآن شهوتك في حين تآزرت فيّ في الركن القبلي لبيت الرمال خاصتنا، حينها غصت فيّ وما أدركت الصدود، وكيف أصدك وأنت حبيبي وأنا الغائمة في روحك؟؟
أؤنب نفسي لأني أشتهيك ؟؟
أأغتسل بماء الشعور لأتطهر من كينونتي كأنثى..؟؟
لما عليّ أن أقضي صلواتي وأنت على جنابة بقربي؟؟
ما أسجدت وجهك حمدا لله على فضي بشهوة ذاك النهار..؟؟
رمقتني بعد غياب وما اشتهيتني ثانية، لمّا كان بيننا كتاب وأرقام، طوحت حينها رأسك بالهواء وتثاءبت وكأنك ما نمت لدهور، أخدشت فيّ الحياء..وخليتني؟؟؟
بل ما ينفعني كرُّ الشهور وقد قطع حبل الوريد..واصبحت عاهرة أمامك، وأنت زوجي أمام الله، و مناصفة أمام الخلق.
أهويت كالخيل على كلاكلها بنهم حينها وخليتني حين شبعت..؟؟
وها أنا ضمخة اليوم بأوجاع وسهد، وتندح أوراقي على صفحة العمر سوداء بالية، سدفاتُ سماءكِ والرياحين أدلجت فيّ الهيام قوت السنين، وها أنا في دهاليز الظلام امرأة قد غدوت بلحظة طيش، قدتني إليها يا زوج المستقبل بصوتي الرخيم قلتها لك حينذاك، وبخنفرة من صوت نبع من داخلك أجش، لأول مرة اسمعه وبعينين زجاجيتين زأرت: المحيط الهادر هاهنا أبحري فيه.؟؟
وأين رخاوة الزمن والزرابي المبثوثة والنمارق المصفوفة؟؟
أما كانت تلك أركان بيتنا الرملي ..؟؟
أقعيت على جدار الزمن ارتجي السيارة، وأنَّى لي بهم.
وي كأني صريعة على جدار عفن، كالماء القراح أتبختر بجراحي المالحة، معذرة لإبطائي يا سيف الخلق لتعمل فيّ تفصيلا، فإني كالمأخوذة بصعقة تتأبى على النسيان.
ليته الحلم يا قلمي الذي خلاّ البيت الرملي قاعا صفصفا، يأخذ وإياه كابوسي!!
لأظل قديسة المعبد وقد تقدست نفسي عن الشهوات، طواعية انعتاقي للمحراب، لكن اصطكاك أسناني وضمر الوجنتين وقد غارت العينين في بحر الأبدية، من جعل مستقري مشكوكا في الأرض تدورني الأفلاك مكاني، أتأجج بقراحاتي وقد تألبت والمقاصل عليّ.
وخلتك يا دنيء وقد روغتني ويحي فيك مبكاي جروحا وانكساري..
أسعف فمي والروح فقتُيلكِ رهينُ الظُّلام!!
بل أسعفني ولا تذرني كؤودا أصارع التروس والخوذ!!
فكوة أبوابي والمزاليق بيدك، وقشة الحياة عالقة بين العار والقدسية..
ألا ترأف بحالي وقد طفحت عيني بدموع المحار؟؟
تتضاحك بل تشهق حتى بهذي تعيرني دموع التماسيح؟؟
أو بعد كل هذا وبيت الرمل تطويني كورقة وقد هويت كطائر مذبوح، أيقظني فأنا لا أعرف التحليق دونك، هكذا كنت ترتل على مسامعي وقد فتحت لي قلبك وأريتني النقش على بابه، لم أكن أعلم حينها أنك مزيف وذهبك رخيص، سأستعير دمائي لتغدو مدادا لتواتيني شجاعة المسير وحدي، وقد تغيرت بكليتي بعد حرية أوصدت يتيمتي بفجائع، وقد أوهمتني بالعاجل وقتلت ما قد تأجل..
ها أنا أراك وأنت عار تماما أمامهن أبله أخرق، بل نذل دنيء ليتني رأيتك يا خفقات مهجتي والمدلسات من قبل هكذا؟؟
وأنا أنحت حجر البيت الرملي وأنفخ فيه لأبتعث فيه الحياة..ونقشت على تاجه اسمك من دمي..سهوا سهوا صليتُ وصمتُ ووطئتُ بالحسام أحلام زاهية وعبثا لونتها.
وغدوتُ بلا بصيرةٍ أبوحُ بولهٍ للنجم، أراقصُ القلاصَ ربوعًا قتيلاً بالسهام، دُس عليّ فرق فيّ كُلي فأنا بك حطام يا قدري..
وها أنا اغتسل بالماء والثلج والبرد، أرجو رحمته وأخاف عذابه، إن عذاب ربك كان محذورا..
أوليس الله بكاف عبده..؟؟؟! 

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى