ط
مقالات بقلم القراء

التعليم مهنة أم وظيفة ؟ بقلم د. فتوح حسين الجبوري

المهنة والوظيفة في مفهومهما يندرجان تحت العمل الذي يحتاج الخبرة والمهارة لأدائه ، فالوظيفة تشمل المهام والأعمال التي يتم وضعها على عاتق شخص معيّن ، ويكلف بأدائها وغالبًا ما تكون مرتبطة بعائد مالي ( مادي ) ، ولاتعبّر عن تحدّ او تنافس بين موظف وآخر …أمّا المهنة فالمراد منها العمل الذي يلزم ممارسته مجموعة خبرات ومهارات مختلفة منها حركات الجسد والقدرة على التواصل مع الآخرين والتأثير فيهم وغيرها ، والتي يمكنه أن يكتسبها من خلال التدريب في مجال ما … والعمل المهني قواعد أشبه بمبادئ تميّزه عن الوظيفة منها حرية الممارسة ، واتخاذ القرار ، وامتلاك قدر كافٍ من المهارات التي فيها من الدقة والإتقان ما تجعله مؤهلًا قبل التحاقه بها ، كتطبيق عملي خلال سنوات الدراسة وقبل الالتحاق بالمهنة فضلًا عن اعتراف المجتمع بالعمل كمهنة تقدّم خدمة حيوية … بناء على ما تقدم أيندرج التعليم – في يومنا هذا – تحت مفهوم الوظيفة أم يندرج تحت مفهوم المهنة ؟

واقع الحال يحاكي وظيفة التعليم لا مهنيته وهذه الواقعية آلت الى التراجع الإبداعي والفكري والتفاعلي لكل من المعلم وتلامذته او طلابه لأن المعلم ليس له حرية مهنية تتمثل بقدرته على اتخاذ القرار فيما يقدمه ، فهو يسير على وفق جدول ليس من صنعه ، ويعلّم منهجًا ليس من إعداده وبوقت ليس من اختياره ، وبمدة زمنية ليست من تقديره في الوقت الذي يكون هو في أمس الحاجة الى مسائل تعزيز التعليم والذكاء والبحث في الإطار العلمي ، اذ تكمن حاجته الى إتقان كفايات ومهارات ممارسة المهنة قبل الشروع بها من خلال اعتماد نظام تدرج مهني بعد التخرج لسنة او لسنتين شأنه شأن التدرج الطبي أو مزاولة المحاماة وغيرهما …

اللافت للنظر ان المعلم لا يتلقّى تدريبًا أكاديميًا أو مهنيًا قبل مزاولته لمهنته وإنما ينصب اعتماده على ما تجود به قريحته وأحيانًا بعض الومضات التي ينالها من زملائه خلال مزاولته للتعليم …من هذه الرؤية اليسيرة نوجه دعوة لإدارة دفة التعليم وإخراجه من إطاره الوظيفي الى إطاره المهني التفاعلي والذي من خلاله تتحقق نقلة نوعية وبصمة مؤثرة والتفاعل معه … ويتأتى ذلك باعتماد برنامج يقوم على انتاج العقول وهندستها من إخلال إقرار وزارة التربية اعتماد برنامج ( تأهيل المعلم ) يكون لمديريات الإعداد والتدريب الخط الفاعل فيه أو السماح بفتح مراكز تأهيل مجازة من قبل الوزارة ولا تمنح الإجازة إلّا من قبل لجنة مختصة تثبت أهلية أن يكون المتقدم لفتح المركز مدربًا و يتولى إدارة الدورات أو المركز المعلمون والمدرسون من ذوي الاختصاص والكفاءة الى جانب علم النفس التربوي وتكون لمدة سنة يمنح بعدها الخريج شهادة اعتماد مزاولة المهنة مصدقة رسميًا من الوزارة … التعليم احتراف مهنة لا وظيفة …

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى